ترميم نفســـــــــــــــي !
الصمود |كتب | همام ابراهيم
عندما تخاف شيء ما فهو حتماً يبرمج دماغك على تضخيمه ويشكل هالة إعلامية ضخمة تسبب انهزام لنفسيتك فتتهيء للرضوخ دون أن تشعر بذلك وتجمد ويتحقق بالإضافة إلى عامل هام جدا هو التالي
وجود الله بداخلك اعتقاداً وارتباطاً به وموضعه في قلبك
، ففي الحديث القدسي (أنا عند ظن عبدي بي)
نلاحظ هنا أنه قال (عند ظن)
عبارة عامة
لم يقل (عند حسن ظن)
ليحصرها في حسن الظن!
ونجد هنا الفارق
ولهذا أيما كان ظنك بالله تجده في واقع حياتك عند ذلك الظن الذي كنت بنيته بداخلك
– فإن ظننت بالله أن القادم هو الخير والسعادة والمستقبل الجميل بالعزة والكرامة والحرية والرزق الحسن المملوء بالبركة والهناء ونصر وتمكين
فإن ذلك يتحقق حتما في واقع حياتك وتتجسد آية من آيات الله فيقول الله (وعلى نياتكم ترزقون)
– وإن كنت موسوساً مرتبكاً حائراً خائفا ظاناً بأنك ستواجه المزيد من المتاعب والمشاكل والضيق والفقر ومستقبل مظلم ونحو ذلك ، فقد وقعت في سوء الظن بالله وانعدم الإيمان والتوكل والثقة والتفاؤل والأمل واليقين بالله وقد اسأت الظن بالله وكفر نفسي بالله تعيشه في نفسيتك وروحيتك وواقعك
يقول الله (والظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء)
هذا ماانت عليه وبعد ذلك ستكون حياتك ضنك وضيق وسوء نتيجة ذلك الظن وهو كلام الله ، ونجد الله يقول هنا (بيده الخير إنه على كل شي قدير)
وهنا آية لمن لايزال لله وجود في قلبه وأمام هذا التحالف العالمي اليهودي والعربي بكل تحشيداته وترساناته وقوته وأمواله ، يقول الله
(قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ)
ومن هنا ومن دافع هذه الآية تجدها حقا في قرارة نفسك سليمه، وإن كان هناك خلل أو تعليق فإنما هو نفسيتك، والواجب يتحتم أن تتحرك مع الله وتصد هذا العدوان الامريكي الصهيوني السعودي الذي يستبيح ويحتل وينتهك ويقتل ويسفك الدماء دون أي مراعاة أو حرمة أو تفرقة حتى أولئك المرتزقة يعانون منه ويشكون منه وتخضع كثير من مناطقهم للاحتلال الفعلي وما سقطرى ببعيد، تجد تحرك في واقعه احتلال وقتل وتشريد واستفحال واستخفاف ، لاعذر ولامجال لاي إيقاف مؤقت لتحركك، التحرك مطلوب بعد كل هذه الآيات والواقع ومن دافع حسن الظن بالله وبالنصر منه وإلا لِما نحن مسلمون ومنتمون لهذا القرآن، أين القرآن منا ومن واقعنا اليوم!
يقول الله (إن الله يدافع عن الذين آمنوا) (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)(ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز) (وما من دابة في الارض إلا على الله رزقها)
مطلوب منا حسن الظن بالله والتوكل على الله والثقة المطلقة بالله والإيمان واليقين بالله والتسليم .. التسليم المطلق بالله ليحكم بما يشاء وكيفما يشاء وأنى يشاء مزوجا بالثقة وحسن الظن بالله أن الله سيجعل القادم هو الأجمل والأفضل ..
وحسن الظن بالله لايعني ذلك السكون والجمود واالانتظار في المنزل ، بل يتطلب تجسيده في واقعك وأن تتحرك في حياتك على أساسه.. تتحرك عمليا في الميدان تنطلق مع الله وفي سبيل الله فبذل السبب مطلوب وعلى الله تكون النتائج انطلاقا من حسن الظن بالله
إن وثقت بصديقا لك تنطلق من دافع ثقتك به وحسن ظنك برجولته وشهامته وصدقه ومروءته واخلاصه ووفاءه بطبيعته النفسية والخلقية بشكل عام مع الجميع
فكيف بذلك الإله الذي وصف نفسه في القرآن وتجسد ذلك الوصف في واقع الحياة إنه الله
الذي لاإله إلا هو الملك القدوس السلام الْمؤمن الميهمن العزيزُ الجبارُ المتكبر سبحان اللَه َعما يشركون
فما ظنكم بالله أيها اليمانيون ؟!!