السيد حسين الحوثي : المؤمنين يجب أن يكونوا على حذر من مشاعر الإحتقار مهما كان الشخص إذا كان في خط إيمان.
الصمود|ثقافة قرآنية | هناك انتهوا مثل ما قلنا سابقا في موضوع الملائكة مع الله انتهوا إلى ماذا؟ {سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} بقي ما حصل أو ما يعتبر أثراً من كلامهم، أو يوحي به كلامهم من ماذا؟ من ازدراء واحتقار لذلك المستخلف، فليسجدوا له، هذه حصلت أيضا بعد مع البشر أنفسهم، أخوة يوسف، ألم يحصل ازدراء؟ لماذا أن أباهم يحبه أكثر؟! وهم أقوياء، وهم كذا، وهم عصبة، ويوسف صغير ويحبه أكثر ويعطف عليه أكثر! يعني: يوجد حالة ازدراء، أبوه يحبه على أساس أنه جدير بذلك الحب وجدير بذلك التمييز لما يرجوه أو لما يتوسمه فيه من أن الله اجتباه، وأن تعامله مع ابنه على هذا النحو يجب أن يكون على هذا النحو تقديرا لما منحه الله يعني: القضية مرتبطة بالله، هم حصل من جانبهم نوع احتقار، كيف انتهت المسألة؟ انتهت إلى: {وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً} (يوسف: من الآية100)
معنى هذا أن قضية الاحتقار قضية خطيرة، الاحتقار قضية خطيرة جدا، لا تحتقر أحدا نهائيا، نهائيا لا تحتقر أحدا، إلا إنساناً هو جدير فعلا بالاحتقار باعتبار ما هو عليه من سوء؛ إنسان مجرم عاصي فاسق سيئ إلى آخره ممكن تحتقره على هذا الأساس، الناس فيما بينهم لا يكون هناك احتقار، ربما تحتقر شخصاً ما تدري في الأخير ولف الشريط لما ما تدري في يوم من الأيام يمر بك موقف صعب فلا يعد يشكل وقاية لك إلا ذلك الشخص!
هذا لو يأتي الإنسان إلى استخلاص أمثلة من هذه في الحياة، أعني: في التاريخ قد تجد شواهد كثيرة فعلا حصلت على هذا النحو، بل أحيانا يظهر في موضوع الأيتام الذين يكبرون أيتاماً ويكون عمه أو أقاربه يذلونه ويحتقرونه ويبهذلونه، وفي الأخير أحيانا ما تدري وطلع هذا رجل عظيم أو تاجر، ما تدري وقد هم يعيشون على هامش ما لديه! بعض التجار عندهم هذه، حصلت لهم هذه، نشأ يتيما وإذا قد أنت ترى أولئك الذين حوله قد هم ماذا؟ إحتاجوا يصلون إلى مرحلة يخرون له سجدا ولو سجود حالة إذا ما هناك سجود من هذا السجود الحقيقي، سجود حالة سجود وضعية. {وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً} سبق أن عندهم ماذا؟ احتقار {إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ} (يوسف:8) ماذا يعني ضلال مبين؟ أبوهم في نفس الوقت أن يحب كهذا، أليس معناه ازدراء واحتقار؟ كيف كان المشهد؟ أربعين سنة يقولون وانتهوا إلى أن يخروا له سجداً.
نأخذ من هذا درساً: أن الناس المؤمنين فيما بينهم لا يكون هناك احتقار على الإطلاق، احتقار أو ازدراء إذا بدر منك مثلا احتقار، نوع معين في نفسيتك، استغفر الله، تب، يستغفر واحد الله، احتقر الآخرين الظالمين المجرمين الفاسقين السيئين، هذه قضية، أما الناس المؤمنين فيجب أن يكونوا على حذر من مشاعر احتقار مهما كان الشخص وهو يبدو في خط إيمان وتوجه إيماني، فلا يكون عندك أن هذا ماذا يمكن أن يعمل للإسلام؟! ربما ما تدري قد يكون له دور أعظم من دورك، قد ربما يكون له دور هو يعتبر أساسي في دورك أنت فتشهد بأن لولا هو لما كان لدورك أثر، وهكذا أي ربما قد تكون هذه خطيرة، أن أي حالة احتقار وازدراء قد تنتهي بك المسألة إلى أن تسجد سجود حالة لماذا؟ لما وقع منك من ازدراء واحتقار ولأنه لا يجوز من الأساس، إنسان مؤمن تفرح به كمؤمن تقدره كمؤمن ما يكون عندك أنه هذا الشخص ماذا سيعمل للإسلام؟! إفهم أن العمل في الإسلام واسع يحتوي كل القدرات ومن كل شخص، فالعمل في الإسلام هو بالشكل الذي يمكن للناس أن يتحركوا فيه.
إذا الآخرين الذين تراهم، وهم فعلا لن يصلوا إلى حالة مواجهة مسلحة تقول لهم: انتم أعينوا بأموالكم أنت ارفع شعارأً، لن تجرؤ أن ترفع شعاراً، أنت ادعم بمالك لمن يطبع الشعار ويرفعونه هناك، الإسلام قام بتشغيل الكل ويكون لكل إنسان أثره في الميدان، أثره في نصر دين الله، وفي نفس الوقت يكون العمل على أنه يرفع الناس إلى أن تكون أدوارهم أكثر وأعظم وأعلى يعني: ما قدمت المسألة من البداية على فرضية تكون مثالية في الأخير: أن هذا الدين يفترض نوعيات مثل عمار بن ياسر مع شخص كعلي بن أبي طالب وإلا فما هناك فائدة، الإمام علي ألم يكن يحرك الناس جميعا؟ رسول الله (صلي الله عليه وعلى آله وسلم) كان يحرك الناس جميعا وكان أحيانا .. هو يعرف الناس ويعرف قدرات الناس وطاقات الناس؛ ولهذا تكون القضية بالنسبة للناس من ناحية المسؤولية تكون أسهل يعني: عندما يكون الناس في وضعية ما معهم شخصية على هذا النحو، تعتبر المسؤولية عليهم جميعا عندما يتوفر شخص على هذا النحو فيمكن أن يعذرك أنت تعتبر معذوراً فعلا؛ لأنه عادة أن رسول الله (صلي الله عليه وعلى آله وسلم) يعرف الناس جميعا ما كان يكلف هذا يبرز كما يبرز الإمام علي، ولا يكلف هؤلاء أن يكونوا جميعا على نوعية المقداد أو عمار أو …
هو يشغل الكل عندما يأتي البعض ويقول: [يا أخي هؤلاء الذين يقولون: [الله اكبر …. ] هؤلاء لو يأتي قتال لما عملوا شيئا!] قل: هم الآن يقومون بعمل هام، متى ما جاء عمل أكبر، ربما ـ لأن الله سبحانه هو يتدخل في بناء النفوس يقوي النفوس، يقوي الفهم والذكاء ـ ربما هؤلاء الذين تحتقرهم قد يكون لهم دور كبير ولو كانوا في أثناء رفع الشعار في مرحلة معينة يكون عنده أنه سيقوم بهذه، لكن لو كانت قضية أعلى احتمال أنه سيضعف، ربما عندما يصدق مع الله أن الله يصل به إلى حالة فعلا يصبح قوياً، هذه لها شواهد واقعية من الواقع من آمن مع رسول الله (صلي الله عليه وعلى آله وسلم) من كانوا مستذلين عند الآخرين مستضعفين، أي نفوسهم نتيجة الإستضعاف والإستذلال هي تكون هابطة معنوياتهم، أعطاهم الإسلام دفعة في رفع معنوياتهم أصبحوا، أذكياء عباقرة فرسانا أبطالا، إذا ما صَدَقَ الإنسان مع الله فعلا ترتفع معنوياته، إذا كان غير صادق مع الله تهبط معنوياته، ولو كان من أصول قوية تهبط معنوياته.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
[الدرس الثالث – من دروس رمضان]
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.
بتاريخ 3 رمضان 1424هـ
الموافق 27/ 10/2003م
اليمن ـ صعدة.