التحالف الأمريكي يقتل 9 الاف مدنيٍّ سوريٍّ، والنزيف مستمر..
الصمود|تحت ذريعة “محاربة الإرهاب” تواصل آلة الموت الأمريكية سفك دماء السوريين، في ظل تعامِ دوليٍّ تام، تعامل مع دماء أكثر من 9 آلاف مدني قتلتهم واشنطن وتحالفها المزعوم بمنهجية “لا اسمع، لا أرى، لا أتكلم”.
خلال أقل من أسبوع، حصدت الطائرات الأمريكية أرواح حوالي 100 مدني سوري بمجازر متفرقة، كان آخرها أمس الثلاثاء، حيث استشهد 24 مدنياً جرّاء غارات جديدة شنّها طيران التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا على منطقة ظهرة العلوني بريف دير الزور الشرقي.
كما ارتكب طيران التحالف الأمريكي يوم السبت الماضي مجزرة في بلدة الشعفة في ريف دير الزور الشرقي أسفرت عن سقوط 25 شهيداً.
وفي الـ 20 من هذا الشهر ارتكبت طائرات “التحالف الدولي” الذي تقوده واشنطن من خارج مجلس الأمن مجزرة بحق السوريين راح ضحيتها 16 مدنياً جرّاء قصفه الأحياء السكنية في قرية البحرة بريف دير الزور الشرقي.
اعترافات أمريكية كاذبة وأقلّ من الأرقام الحقيقية….
شنّ التحالف الدولي بقيادة أمريكا منذ بدء غاراته في أغسطس 2014، من خارج إطار مجلس الأمن الدولي ومن دون موافقة دمشق، 39 ألفاً و70 ضربة على المناطق السورية، وفق ما أعلنته وزارة الدفاع الأمريكية، أسفرت عن 2105 بلاغات بوقوع ضحايا مدنيين محتملين، لكن واشنطن اعتبرت أن 218 منها فقط ذات مصداقية.
واعترفت واشنطن باستخدام، قنابل الفوسفور المحظورة دولياً في عملياتها العسكرية بذريعة مكافحة تنظيم “داعش” الإرهابي، وقد تسببت بمقتل آلاف المدنيين في مدينتي الموصل العراقية والرقة السورية، كما اعترفت وزارة الدفاع الأمريكية مؤخراً بقتلها 841 مدنياً على الأقل “عن طريق الخطأ” أثناء حملتها المزعومة على تنظيم داعش في العراق وسوريا خلال ثلاث سنوات، وهي أرقام أقل بكثير مما تم توثيقه.
المنظمات الحقوقية: واشنطن قتلت قرابة 9 آلاف مدني
وعلى عكس ما تدعية واشنطن، فلقد وثقت عدد من المنظمات الحقوقية خلال العام الماضي العديد من المجازر الأمريكية، مؤكدة أن التحالف الأمريكي قتل ما بين 3923 و 6102 مدني في غارات شنها خلال عام 2017 ، وأشارت إلى أن عدد القتلى المدنيين قد ارتفع جراء الغارات الجوية والمدفعية التي شنتها قوات التحالف لدعم القوات البرية المحلية في العراق وسوريا بنسبة تزيد على 200 % مقارنة بالعام السابق، بل إن ما يقرب من 65 % من جميع الوفيات بين المدنيين التي سجلتها إيروارز منذ بدء الحملة الجوية في عام 2014 كانت خلال الاثني عشر شهراً الماضية، من بينها مقتل 33 مدنياً جرّاء قصف أمريكي على ناحية المنصورة بمحافظة الرقة، في مارس/آذار 2017.
وفي نفس الشهر، قصفت الطائرات الحربية الأمريكية مسجداً أثناء أداء السكان الصلاة داخله قرب قرية جينا التابعة لمحافظة حلب السورية، ما أسفر عن مقتل أكثر من 70 مدنياً بريئاً وإصابة أكثر من 100 مدني.
وفي الـ 26 من شهر أيار الماضي قتل 35 مدنياً معظمهم أطفال ونساء وأصيب العشرات بجروح جرّاء غارات شنها طيران التحالف الدولي على مدينة الميادين جنوب شرق دير الزور السورية.
كما ارتكب طيران “التحالف” مجزرة في الـ 16 من حزيران من العام نفسه، ذهب ضحيتها أكثر من 31 شخصاً معظمهم من الأطفال في مدينة البو كمال بدير الزور سبقها بيوم مقتل 22 مدنياً أغلبهم من الأطفال والنساء من أهالي قرية العكيرشي بريف الرقة الشرقي جرّاء غارات مماثلة..
وتحت ذريعة تحرير الرقة السورية من تنظيم داعش، قتلت الغارات الأمريكية خلال الفترة ما بين يونيو/حزيران وأكتوبر/تشرين الأول 2017، أكثر من 5 آلاف مدني، وهجّرت 450 ألف شخص من منازلهم، وحوّلت الطائرات الحربية الأمريكية مدينة الرقة بأكملها إلى ركام، ودمّرت عشرات المشافي والمدارس والمنازل والمساجد.
وقدرت منظمة “إيروورز” ، غير الحكومية والتي تضم تجمعاً للصحافيين والباحثين وتتخذ من لندن مقراً لها، في تقرير صدر نهاية عام 2017 أن أعداد القتلى في صفوف المدنيين هي ما بين 6.136 و 9.315 مدنياً نتيجة ضربات التحالف منذ عام 2014 مع ارتفاع أعداد القتلى بشكل حاد في عام 2017، كما كشفت التحقيقات التي أجرتها صحيفة نيويورك تايمز مؤخراً حول ضحايا الغارات الجوية عن نقص حاد في الإبلاغ عن الإصابات في صفوف المدنيين مع وجود آلاف الضحايا المدنيين الذين لا يحملون وثائق رسمية.
كذلك تشير تقارير المنظمات الحقوقية إلى أن القادة العسكريين الأمريكيين حصلوا على حرية أكبر في اتخاذ قرارات بشأن الغارات الجوية على سوريا والعراق في الأيام الأخيرة من إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما وهو اتجاه تعزّز تحت إدارة الرئيس دونالد ترامب، وباتت وزارة الدفاع الأميركية في عهد ترامب تمتلك إدارة ذاتية متزايدة لفعل ما يحلو لها، وإدارة حروبها بالطريقة التي تراها مناسبة، دون الرجوع دائماً للإدارة الأمريكية أو حتى الحصول على موافقة البيت الأبيض في المسائل المهمة، وهو ما يعني أن أعداد الضحايا المدنيين في سوريا مرشحة للازدياد دون حسيب أو رقيب وفي ظل عجز المجتمع الدولي عن رفع صوته ووضع حدّ لعنجهية الإدارة الأمريكية التي تدّعي الإنسانية ومحاربة الإرهاب وهي أبعد ما تكون عن ذلك.