ترحيب السيسي بولي العهد السعودي أغضب المصريين
الصمود|مصر
ترحيب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بولي العهد السعودي محمد بن السلمان أثار غضب المصريين و إشادة سعوديين
حظي الرئيس السيسي بإشادة من وسائل إعلام سعودية لكنه في ذات الوقت أثار إنتقادات المصريين وذلك بسبب إستقباله شخصياً للأمير السعودي محمد بن سلمان في العاصمة القاهرة أمس الأحد.
وإحتفت وسائل إعلام سعودية بإستقبال السيسي لإبن سلمان وقالت صحيفة “عكاظ” السعودية إنّ الرئيس المصري كسر البروتوكول عندما إستقبل ولي العهد السعودي بمجرد وصول طائرته إلى مطار القاهرة وخروجه منها للنزول على السلم.
وعند وصول بن سلمان لم ينتظر الرئيس السيسي عند المكان المحدد له حتى يصل ولي العهد بل بادر بقطع المسافة على عجل كي يستقبل بن سلمان عند سلم الطائرة.
وتتضمن مراسم الإستقبال الرسمى وقوف الرئيس المضيف قرب طائرة الضيف التي يصعد إليها رئيس المراسم وسفير دولته لإصطحابه إلى مكان الرئيس المضيف الذي يصافحه ويصطحبه إلى منصة الشرف حيث يتم عزف السلام الوطني لدولة الضيف أولاً ثم للدولة المضيفة ثم يتم إستعراض حرس الشرف ومصافحة كبار المستقبلين، وفقاً لما ذكره موقع “المصريون”.
وإستقبال الرئيس المصري لإبن سلمان عند باب الطائرة يُعدّ ثاني مخالفة من السيسي للبروتوكول، بحسب ما ذكره الإعلامي المصري عماد أديب في مداخلة هاتفية على قناة “صدى البلد”.
وقال أديب إنّ “السيسي خالف البروتوكول مرتين فقط منذ توليه رئاسة الجمهورية، أول مرة كانت حينما إستقبل ولي عهد الإمارات محمد بن زايد آل نهيان والثانية حينما إستقبل اليوم الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي”.
وإعتبر أديب أنّ ما قام به السيسي دليل على “كرم الضيافة”، وقال إنّ تصرف السيسي “لفتة ممتازة جداً”، على حد تعبيره.
وأعرب مصريون على شبكات التواصل الإجتماعي عن إنتقادهم لإستقبال السيسي شخصياً لإبن سلمان، فيما أعرب سعوديون عن سعادتهم للحفاوة التي حظي بها ولي عهد المملكة.
وكان ولي العهد بن سلمان وصل مساء السبت الماضي إلى القاهرة في مستهل أول جولة خارجية يقوم بها منذ تقلّده ولاية العهد في يونيو/حزيران 2017.
وقال المتحدث بإسم الرئاسة المصرية بسام راضي يوم السبت الماضي إنّ الزيارة تستغرق ثلاثة أيام وإنّ الرئيس عبدالفتاح السيسي سيجتمع معه خلالها.
وقدّمت السعودية وهي أكبر مصدر للنفط في العالم مليارات الدولارات في صورة قروض وودائع ومساعدات لمصر منذ عام 2014 عندما أنتخب السيسي رئيساً.
وفي الوقت الذي تتخذ فيه مصر إجراءات تقشف قاسية بدعم من صندوق النقد الدولي، تأمل أن تعزز السعودية إستثماراتها في أكبر الدول العربية سكاناً ضمن خطط الرياض لتنويع الإقتصاد السعودي المرتكز على النفط والتي تشمل بناء منطقة صناعية وتجارية ضخمة بقيمة 500 مليار دولار تمتد أيضاً إلى الأردن ومصر.
وتعززت علاقات مصر والسعودية مع إنتخاب السيسي في عام 2014 بعد عام من عزل الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين وسط إحتجاجات حاشدة على حكمه الذي إستمر عاماً.
وتساند مصر السعودية على حربها في اليمن كما إنضمت إلى السعودية والإمارات والبحرين في فرض مقاطعة تجارية ودبلوماسية لقطر العام الماضي بعد إتهامات لها من الدول الأربع بدعم الإرهاب.
وفي عام 2016 وافقت مصر على تسليم السعودية جزيرتي تيران وصنافير الإستراتيجيتين في البحر الأحمر وذلك رغم إنتقادات واسعة في مصر لإتفاقية تعيين الحدود البحرية بين البلدين تضمنت تسليم الجزيرتين اللتين تقول القاهرة والرياض إنهما سعوديتان وكانتا في حماية مصر منذ عام 1950.
وأبطلت المحكمة الدستورية العليا في مصر السبت الماضي أحكاماً أصدرها القضاء الإداري بعدم قانونية تسليم الجزيرتين اللتين تقعان في مدخل خليج العقبة.
ووقع الإتفاقية في أبريل/نيسان 2016 شريف إسماعيل رئيس الوزراء عن مصر والأمير محمد بن سلمان عندما كان في منصب ولي ولي العهد.
وتأتي الزيارة قبل أسابيع قليلة من إنتخابات الرئاسة المصرية التي يسعى السيسي للفوز فيها بفترة ثانية.
كما تأتي في وقت يواصل فيه الجيش المصري عملية كبرى ضد الجماعات المسلحة في شبه جزيرة سيناء.