ماذا لو انقطع الهواء عن كوكبنا لثلاثين ثانية؟
الصمود |منوعات
مهما كنا نفعل لن نحتاج أكثر من لحظات قليلة لنكتشف أننا نتعرض للاختناق بدون أي سبب أو مقدمات وسنحاول استنشاق شيء غير موجود، الملاحظة الثانية ستكون تحوّل لون السماء إلى الأسود وسبب ذلك هو أن الغلاف الجوي والغازات التي يحتويها تجعل السماء تبدو زرقاء وعند اختفاء الغلاف الجوي ستبدو السماء سوداء اللون كما يرها رائد الفضاء في الفضاء الخارجي.
الطبيعي أن الإنسان العادي في الظروف العادية يحتاج إلى 3 دقائق بدون أوكسجين لكي يموت ولكن في بعض الظروف كالمرض وأثناء الرياضة وغيرها قد يكون الوقت أقل وهذا ينبئ بكوارث وتغييرات سريعة قد تحصل لأنه بانعدام الهواء سنكون أمام ظاهرة “إبوليزم” وهي محاولة السوائل في جسم الإنسان الخروج من الجسم بسبب انعدام الضغط وهذا يسبب لنا التقيؤ والتبول اللا إرادي وانتفاخ في الجسم ككل ولكن المصاب بهذه الحالة قد ينجو في حال إسعافه خلال دقائق.
من ناحية أخرى سيفقد الإنسان السمع بسبب انفجار طبلات الأذن أيضاً بسبب الضغط العالي الذي ستتعرض له وستنتفخ الرئتين كذلك في حال احتوتا على هواء.
ربما ستحاولون الصراخ ولكن ستجدون أنفسكم غير قادرين على إصدار أي صوت ولن تسمعوا أي صوت كذلك ولن تستطيعوا سماع أي شيء آخر سوى دقات قلوبكم لأن الصوت يحتاج إلى وسيلة للانتقال وبانعدام الهواء لن ينتقل الصوت فيما صوت دقات القلب سينتقل إلى آذانكم عبر الجسد.
ومن ثم ستشعرون بوخز في ألسنتكم وبقية أنحاء الجسم لأنه بفعل انخفاض الضغط الذي ينتج عن غياب الهواء ستتبخر السوائل الظاهرة كاللعاب والعرق، ومن بعدها ستشعرون بالدوار وعدم المقدرة على الرؤية بشكل جيد.
أما الأشخاص الموجودون في الخارج فسيتعرضون لسقوط أجسام كالطيور والطائرات (التي تحلق على علو منخفض) على رؤوسهم من حيث لا يدرون لأن اختفاء الهواء سيتسبب بسقوط أي شيء طائر في حين أن الطائرات التي تحلّق على علو مرتفع قد تتحطم بفعل فارق الضغط الكبير بين الخارج والداخل الأمر الذي سيتسبب بتكسر نوافذها وبالتالي سقوطها، أما من لم يسقط عليه شيء من السماء وكان في الخارج فسيحترق جلده بسبب تعرضه لأشعة الشمس دون أي حماية من الغلاف الجوي.
أمر آخر قد يتعرض له الإنسان هو فقدانه البصر بسبب نقص الأوكسجين وقد يتعرض للشلل كذلك لأن حرمان الدماغ من الأوكسجين قد يعرضه لخلل يؤدي إلى فقدان حواس أو تعطل بعض الأعضاء إلا في حال وصول المصاب إلى مكان يتلقى فيه رعاية طبية بشكل سريع وهو الأمر الصعب لأنه في تلك الحالة، الجميع سيكونون بحاجة لمساعدة.
كما أن اختفاء الهواء سيتسبب بتبخر مياه المحيطات والبحيرات والأنهار وسيتمكن الإنسان من رؤيتها تتبخر أمامه مباشرة.
وأخيراً لا بدّ أن نلفت الانتباه إلى أن هذه الدراسة الافتراضية تضعنا أمام النعم التي نعيش فيها وتجعلنا نعرف قيمتها بشكل جيد، كما يحثنا هذا الأمر للحفاظ على الهواء نظيفاً لأن مسألة تلوث الهواء يسببها الإنسان من خلال نشاطه غير البيئي.