عمليات نوعية خلف الحدود… ومواجهات «صديقة» في عدن
علي جاحز
في وقت عاد فيه طيران العدوان إلى المربع الأول عبر تجديد الغارات على أهداف بدأ بها عملياته ضد اليمن، واصل الجيش و«اللجان الشعبية» التقدّم على أكثر من جبهة إلى جانب تنفيذ عمليات نوعية لها أثر كبير في المسار الميداني.
في جبهة المناطق الحدودية السعودية، وبعدما كانت قوات «التحالف» والمجموعات المسلحة تحاول في الأسبوعين الماضيين إحداث اختراق من جهة منفذ الطوال – حرض الحدودي بين جيزان السعودية ومحافظة حجة اليمنية غرباً، شهدت هذه الجبهة تقدماً كبيراً للجيش و”اللجان الشعبية”.
ونفذ الجيش و«اللجان الشعبية» أمس عملية نوعية ضد قوات «التحالف» والمسلحين في منفذ الطوال ــ حرض.
وجاءت العملية على شكل هجوم مفاجئ مسنود بقصف مدفعي وصاروخي على تجمع العدوان في المنفذ، أدت إلى مصرع عسكريين سعوديين ومرتزقة، والسيطرة على مواقع كان «التحالف» قد استحدثها هناك.
وأكد المصدر أن عملية التقدم أدت إلى السيطرة على مواقع سعودية خلف منطقة البلبلة التابعة لمنطقة الطوال في جيزان.
وبعد أيام من سيطرة قوات الجيش و«اللجان الشعبية» على أجزاء واسعة في مدينة الخوبة في جيزان، واصلت القوة الصاروخية والمدفعية استهداف العديد من المواقع السعودية بعد الخوبة. وبحسب المصدر العسكري، قصفت وحدة الصواريخ أمس مواقع سعودية في منطقة بيت كبع ومنطقة العطايا الشرقية والمصفق في الداخل السعودي، كذلك استهدفت مدفعية الجيش و«اللجان الشعبية» مواقع جديدة جنوب الكبري في الخوبة وقائم زبيد.
وفي السياق نفسه، تقدمت قوات الجيش و«اللجان الشعبية» في جبهة نجران، حيث أفاد مصدر عسكري بأن الجيش و«اللجان الشعبية» تمكنوا من فرض سيطرتهم الكاملة على معسكر السديس السعودي العسكري بعد عملية عسكرية نوعية أدت إلى مقتل عدد من العسكريين السعوديين وتدمير آليات مختلفة وتحقيق ضربات وإصابات مباشرة في صفوفهم، لافتاً إلى تمكن الجيش و«اللجان الشعبية» خلال هذه العملية من إحكام سيطرتهم الكاملة على جبل السديس الاستراتيجي المطل على مدينة نجران، بعد طرد الجيش السعودي منه وتكبيده خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.
ونفذ الجيش و«اللجان الشعبية» كميناً للقوات السعودية في منطقة الهجلة في نجران، أدى إلى تدمير ثلاث آليات سعودية في الكمين ومقتل معظم طاقمها.
بالتزامن استهدفت القوات اليمنية معسكر الشرفة بصليات من الصواريخ.
حظر تجوال في عدن
من جهة أخرى، شهدت عدن، التي تعيش انهياراً أمنياً كاملاً، حظر تجوال أعلنته السلطات التابعة للرئيس الفار عبد ربه منصور هادي إثر اشتباكات دامية بين القوات الموالية لهادي ومسلحين تابعين لـ«المقاومة» في أكثر من مكان في عدن أدت إلى قتلى وجرحى ظلّت جثثتهم مرمية في شوارع المدينة لساعات، بينهم القائد الأمني الموالي لهادي عبد الخالق شائع.
وحذرت سلطات عدن المواطنين من المرور في بعض الطرق والأماكن مثل جولة «كالتكس» والطريق البحري وطريق معلا كباش ــ دكة ومبنى المحافظة والشارع الرئيسي، تحت مبرر «الحفاظ على أرواح المواطنين». وفيما تحدّثت مصادر متطابقة عن أن هادي قام بزيارة خاطفة لميناء عدن الذي جرت الاشتباكات فيه أمس، أفاد مصدر محلي «الأخبار» بأن «القاعدة» تمكنت ليلة أول من أمس من السيطرة على جبل شمسان في المدينة.
وكان محافظ عدن، عيدروس الزبيدي، المعين أخيراً من قبل هادي، قد أعلن أن المسلحين انسحبوا من الميناء والمناطق التي سيطروا عليها أمس وأن اتفاقاً جرى لتسليم المسلحين مطار عدن في وقت لاحق. وفي السياق نفسه، أكد المصدر أن الغرض من زيارة هادي لميناء عدن على متن مروحية، كان تغطية لما حصل يوم أمس، لافتاً إلى أن سيطرة «القاعدة» على عدن لا يمكن تغطيتها بزيارة شكلية تجعل الصراع يبدو كما لو كان اعتيادياً.
ووفقاً للمصدر، خرجت تعزيزات عسكرية يوم أمس من قاعدة العند مؤلفة من قوة بشرية وخمسة عشر طقماً وأربع سيارات «هيلوكس» متجهة إلى معسكر لبوزة في منطقة كرش حيث تدور الاشتباكات بين الجيش و«اللجان» من جهة، وبين قوات الغزو والمرتزقة من جهة أخرى. وأكد المصدر أن «القاعدة» احتجز عدداً من تلك الآليات مع عدد من الأشخاص الذين يقودونها وتحفظ عليهم داخل مبنى المحكمة الابتدائية في الحوطة. وفيما كان «القاعدة» مستعداً بالسلاح الثقيل لأي هجوم، كان الطيران السعودي يحلّق بكثافة فوق لحج من دون أن يشن غارات.
التقدم مستمر في تعز
وفي تعز، واصل الجيش و«اللجان الشعبية» تقدمهم في جبهة الضباب القريبة من تعز المدينة. وأفاد مصدر ميداني «الأخبار» بأن هناك تقدماً كبيراً للجيش و«اللجان» في صبر من الجهة الشمالية الغربية. وأكد المصدر أن مقاتلي الجيش و«اللجان» باتوا على مقربة من قمة جبل صبر الاستراتيجي، مشيراً إلى سقوط قتلى من ميليشيات «القاعدة» و«الإصلاح»، بينهم قادة كبار خلال المعارك الأخيرة هناك. في هذه الأثناء، أعلن مصدر عسكري أن القوة الصاروخية للجيش و«اللجان الشعبية» دمرت مدرعة تابعة للعدوان في مفرق الأحيوق في المحافظة.
وفي مأرب، دمرت قوات الجيش و«اللجان» آليات تابعة للعدوان في منطقة المخدرة، ما أدى إلى مقتل طواقمها إثر محاولة لقوات «التحالف» التقدم باتجاه المخدرة شرق صرواح. وفي مؤشر على لحاق مأرب بعدن، سقط شهيدان وأكثر من أربعة جرحى من المواطنين في تفجير إرهابي بعبوة ناسفة وسط المدينة صباح أمس، يأتي هذا بعدما شهدت مأرب عدداً من عمليات الاغتيالات.
#الأخبار_اللبنانية