إستراتيجية المواجهة والصمود :قراءة اولية في خطابات السيدالقائد خلال سنوات العدوان
الصمود / 28 / مارس
تقرير/ حمير العزكي
ثلاثة أعوام كاملة مرت على العدوان السعودي الامريكي على اليمن إكتظت بالإجرام والوحشية والعبثية وازدحمت بزخم الصمود والتصدي والتحدي والبأس اليماني وشهدت على تواطئ اقليمي ودولي وصمت أممي وإنساني وعجت بالمفاجآت والانتصارات التي أذهلت الصديق قبل العدو ومازال البعض أسيرا لحالة العجز عن تصديقها حتى اليوم .
ثلاثة أعوام حافلة بالمواجهة التي خاضها اليمنيون ببسالة واقتدار وثبات وانتصار وعزم لايلين وارادة لاتنكسر وفق استراتيجية واضحة الملامح ثاقبة الرؤية محددة الاهداف واقعية النتائج ، إستراتيجية قرآنية رسمت مسارها قيادة ربانية زادها الايمان بالله وعدتها الثقة به وعتادها الاعتماد عليه تصدق القول بالفعل .
ثلاثة أعوام شرفت ب 65 إطلالة مباركة للسيد القائد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي حفظه الله وأيده وحرسه ونصره ضمت بين جنباتها كل ما يحتاجه الشعب اليمني المظلوم للصمود والتصدي وصاغت أدبياتها استراتيجية المواجهة وصناعة النصر ومثلت الباليستي الاكثر تأثيرا في مجريات الحرب والاشد فتكا في أتون المعركة والاكثر إيلاما في نفسيات العدو ومنافقيه قيادة وافرادا ، بددت مازينه الشيطان لأوليائه من عشوائية اليمنيين وما غرر به المرتزقة على اسيادهم من ارتجالية القيادة اليمنية في مواجهة العدو .
مشروعية المواجهة ..
من المستحيل على قائد كالسيد عبدالملك الحوثي حفظه الله ان يقدم على وضع استراتيجية معينة وأن يبني عليها خطواته وتحركاته مالم تكن تلك الاستراتيجية مشروعة دينيا ووطنيا واخلاقيا وانسانيا وذلك لما لشخصية السيد القائد من بعد ديني ومرجعية وطنية ورمزية اخلاقية وإنسانية لذلك نجده يؤصل لمشروعية المواجهة بإعتبارها خيارا ضروريا بقوله “أو الخيار الآخر التحرر والتحرك الجادُّ لمواجهة كُلّ الأخطار وكل التحديات، لمواجهة هذه الهجمة العدوانية الشاملة التي تستهدفُه بدون حق..”
ثم نجده يعدد مشروعية المواجهة على كافة المستويات بقوله :
” أولاً على المستوى الشرعي والديني، الله سُبْحَـانُـهُ وَتَعَالَى يقول في كتابه الكريم: {وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ (41) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ}، شعبُنا الـيَـمَـني العظيم له الحق شرعاً أن يتَحَـرّك ضد هذه الهجمة الإجْـرَامية البشعة الشاملة.
ثانيا : ” وله الحق الإنْسَـاني والفطري في الدفاع عن نفسه وعن وجوده وعن أمنه وعن استقراره وعن عرضه وعن أرضه.. له الحق الفطري والإنْسَـاني وهو الموقفُ الحكيم، الصحيح، المجدي، الفعال، المفيد، النافع “
ثالثا : “.. إن أسلوبَ المتنصلين عن المسؤولية والمتهربين من المسؤولية والضعفاء والعاجزين لا يجدي ولا ينفع ولا يفيد.
لإن الأسلوب الصحيح والحكيم والشرعي والذي يتلاءمُ مع الفطرة الإنْسَـانية هو أن يقابَلَ الشر والطغيان والهمجية والاستكبار والمجرمون والقتلة -أن يوجهوا بالجد بالموقف الصحيح بالدفاع والكفاح، بمواقف الرجال والأحرا
رابعا : أن الحكمة التي حكاها النبيُّ عنا كشعب يمني هي في أن نواجهَ تلك الأخطار والتحديات، وذلك الاستهداف الإجْـرَامي البشع الشامل المستمر بكل عزة بكل صمود بكل ثبات بكل عزم بهمة عالية، والذين إذا أصابَهم البغي هم ينتصرون، هذا هو منطقُ القرآن منطق الحكمة منطق الله سُبْحَـانُـهُ وَتَعَالَى وكلماته (وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ البغي هم ينتصرون )
إعرف عدوك ..
” إن مَن يقفُ وراء هذه الجرائم والاعتداءات هي منظومة قوى الشر والهيمنة والطغيان، وعلى رأسها أمريكا التي هي مظلة الطغيان في العالَم، وإسرائيل التي هي مستفيدة من كُلّ ما يحصل بحق هذه الشعوب من اعتداءات وظلم وتجاوزات وطغيان واضطهاد وتفتيت واستهداف، وأدواتها التي تتبادل الأدوار ” هكذا يحدد السيد القائد بوضوح في خطابه قبل بدء العدوان من هو العدو ؟ لأنك حين تعرف عدوك ستعرف كيف تواجهه ..ولتنتهي حالات التخبط وتبادل الاتهامات فتنطلق فوهات كل البنادق باتجاهها الصحيح لا أن تعود الى صدر الوطن .
التعبئة العامة .. الإستعداد للمواجهة
كان قرار اللجنتين الثورية والامنية اعلان حالة التعبئة العامة قرارا موفقا وحكيما وبالذات عقب تفجير مسجدَي بدر والححشوش بصنعاء وجرائم ذبح الجنود في عدن ولحج وتفاقم الازمة السياسية وتحركات بعض القوى والاحزاب المشبوهة وذلك استعدادا لمواجهة تلك المرحلة وتطوراتها التي أثبتت الايام أن القيادة كانت على صواب في قرارها ودقيقة في حساباتها فوضعت خطة التعبئة العامة بدعوة الشعب اليمني الى الاتي :
ــ تَحَـرّك الجبهات الإعْـلَامية في فضح وكشف المتآمرين والمجرمين، والنشاط التوعوي المكثّف في كُلّ أوساط الشَّعْـب.
ــ والعطاء بالمال والعطاء بقوافل الكرم وأن تشكلَ لجاناً من كُلّ الفئات لهذا الغرض.
ــ وأن يكونَ هذا التَحَـرّك مستنداً بالتوكل على الله تعالى والثقة به وبنصره مصحوباً بالدعاء والذكر لله تعالى.
الصبر الاستراتيجي …
ظهر السيد القائد بعد 24 يوما من بدء العدوان السعودي الامريكي على اليمن ناصحا المعتدين التوقف عن عدوانهم وأن تحلي الشعب اليمني بالصبر وعدم الرد ليس من منطلق العجز او الاستكانة وانما إقامة للحجة واثبات لحقيقة مظلوميته التي ستكون سر انتصاره فخاطبهم السيد القائد قائلا ” أنصحكم أن تتوقفوا عن عدوانكم وأن تكفوا عن عدوانكم فوراً وأن لا تدخلوا في حماقات أكبر وكفى ما عملتم ومن الآن فتوقفوا فوراً وإلا فكل الخيارات مفتوحة وهناك ملفات يمكن أن تفتح من يفكر أن يحتل الـيَـمَـن هل يتصور أن المسألةَ سهلةٌ، الناس في الـيَـمَـن البعض يقتتل من أخيه إذا أراد أن يأخُذَ عليه جربة صغيرة أو مزرعة صغيرة هل أنتم متوهمون أن الشَّعْـبَ الـيَـمَـني سيسكُتُ لكم لتحتلوا بلدَه، إذا دخلت جيوشكم إلى مدن هذا الشَّعْـب وقراه ومناطقه فسترون ما سيحل بها والله أعلم من يمكن أن يعود “
جبهات المواجهة …
ومما يؤكد على ان هذا الصبر كان خطوة ضرورية وهامة في استراتيجية المواجهة وصناعة النصر ما احتوى عليه ذات الخطاب من ترتيبات حملتها التوجيهات والتي حددت جبهات المواجهة وقسمتها الى جبهتين هما :
1 ـ الجبهة الأولى داخلية:- وتُعنَى بالوضع الداخلي في هذا البلد من خلال خمسة اتجاهات هي :
الاتجاه الأول الأمني : ويعنى بمواجَهة كُلّ المجرمين وكل الاختلالات الأمنية،
الاتجاه الثاني : اتجاه الإمداد والتموين
الاتجاه الثالث : الاتجاه الاعلامي
الاتجاه الرابع : الاتجاه التعبوي
الاتجاه الخامس : الاتجاه السياسي
2 ـ والجبهة الأخرى هي الجبهة التي تتصدى للغزو وتحاولُ وتسعى وستنتصرُ بالله تعالى إلى منع أي غزو لهذا البلد أو احتلال لأرضه.
التأكيد على المواقف .. إشارة البدء ..
عندما أعلن مجلس الأمن الدولي موقفه المخزي من العدوان على اليمن ظهر السيد القائد معلنا ثبات موقف الشعب اليمني المظلوم في خطاب موجه الى الداخل والخارج
قال فيه :
” لن يستسلمَ شعبُنا الـيَـمَـني العظيم أَبَـداً، وهو صامد وثابت، وهو معتمدٌ على الله تعالى، الذين يظنون أنهم بجرائمهم الوحشية وعطرستهم وكبريائهم وطُغيانهم وما يفعلونه بهذا الشَّعْـب من قتل وحصار أنهم سيخضعون هذا الشَّعْـب ويركِّعون هذا الشَّعْـب لهم وتحت أقدامهم واهمون وأغبياء”
العنصر الثابت في المواجهة :
اكدت كل خطابات السيد القائد على البعد الروحي للعقيدة الثقافية والقتالية للشعب اليمني المتمثل في الارتباط بالله تعالى والمعية الإلهية الدائمة التي يحاول القائد والشعب الحصول عليها والحفاظ عليها في معركته المصيرية ومن ذلك على سبيل المثال :
” التوكل على الله.. مهما كانت إمكاناتُ أولئك مهما راهنوا على ما لديهم من أموال وعتاد ودعم من هنا أو هناك، فأنت توكل على الله وثق به والتجئ إليه، وكفى بالله ولياً وكفى بالله نصيراً، نعم المولى ونعم النصير “
” واللهِ لَلاعتمادُ عليه سبحانه وتعالى أعظمُ عزاً وأضمنُ نَصْراً من الاعتماد على أَيِّ ِّ أحد في هذا العالم، «وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ».
معركة النفس الطويل :
اتخذت المواجهة مع العدو أسلوبا تكتيكيا يتناسب وحجم الامكانيات والمدى الجغرافي والبعد السياسي فعمد قائد الثورة الى الاعلان عن هذا الاسلوب في خطابه بعد قرابة الشهرين على بدء العدوان حين قال : ” إن نَفَسَنا طويلٌ وخياراتُنا متعددة، ونحن في موقف القوة لا بنوعية العتاد وحجمه ولا بمواقف القوى المستكبرة، بل بمظلوميتنا وعدالة قضيتنا ومهما كان حجم العُـدْوَان فلا قلق، والأهم هو الاعتماد على اللـه والعمل الجاد ومن مسؤوليتنا التَحَـرّك إلَـى الأَمَـام خطوات».
وقد أثبتت حرب الاستنزاف التي يخوضها ابطال الجيش واللجان الشعبية وبالذات في جبهات ماوراء الحدود كفاءتها وفاعليتها من خلال حجم الخسائر البشرية والمادية العسكرية وبرهنت على ذلك صفقات السلاح التي ابرمتها ومازالت تبرمها قوى العدوان حتى اليوم لمواجهة تلك الخسائر .
محددات التفاوض :
سرعان ما بدأت تلوح في الافق دعوات التفاوض لايجاد حل سياسي ينهي العدوان ويبحث عن استثمار الدمار والقتل في تحقيق مكاسب سياسية لقوى العدوان ومنافقيها ولكن السيد القائد وضع المحددات الأساسية لأي حل سياسي في قوله “
نهاية المطاف لحل المشكلة السياسية هناك حل وحيد، حوار برعاية أممية في دولة محايدة، من حيث كانت عملية الحوار قد توقفت بالمرجعية المقرّة والمعتمدة التي هي مخرجات الحوار الوطني واتفاقية السلم والشراكة “
المواجهة خيار فرضته الأقدار :
مع قدوم شهر رمضان من العام الاول للعدوان السعودي الامريكي كانت محاولات التوصل لحل سياسي غير مثمرة كما كان متوقعا لدى القيادة ونتيجة لذلك جاء الاصرار على خيار المواجهة في خطاب استقبال شهر رمضان للسيد القائد بقوله :
” معنيون جميعاً أن نواصل تحركنا في كُلّ الاتجاهات؛ لأن هذا قدرنا، هذا خيارنا، خيارنا كشعب مسلم خيارنا كشعب شهد له الرسول بالإيمان، خيارنا كشعب حضاري عزيزٍ يمتلك رصيداً عظيماً من القيم والأخلاق والتَّأريخ، خيارنا الذي لا بديل عنه إلا الهوان والذل والخزي، ولنثق بالله تعالى بالصمود والتوكل على الله والثبات والتحرك الجاد، ومن دون تواكل لا أحد يكل دوره إلى أحد كُلٌّ منا يتحمل مسؤوليته “
عامل الصمود ومقوماته .. في خط المواجهة .
كلما مرت الايام والشهور والاعوام على الشعب اليمني في ظل العدوان الظالم والحصار الآثم ومع تفاقم الاوضاع الانسانية لليمنيين وتعاظم الرغبة في قتلهم واحتلالهم وتجويعهم وتركيعهم من قوى العدوان كلما برز عامل الصمود بقوة لامحدودة التأثير على معادلة المواجهة بكل مستوياتها وقد حفلت خطابات السيد القائد بما يعزز مفهوم الصمود كثقافة دينية وقيمة وطنية وواجب إنساني ليحظى الصمود واهميته ودوره و مقوماته والاشادة به بالحضور الدائم في الحضرة الشريفة والاطلالة الكريمة للسيد القائد المجاهد ومن ذلك على سبيل المثال :
“إن شعبنا الـيَـمَـني العظيم الذي صمد بالرغم من أنه كان يعاني ولا يزال في الفترة الماضية، وحاضراً، كان يعاني بشكل كبير من ظروف اقتصادية صعبة من معاناة كبيرة، من مشاكل كثيرة، كانت قوى العدوان ذاتها هي وراء تلك المشاكل إنما توجت كُلّ ما عملته بشعبنا طيلت المراحل الماضية كُلّ تلك الاعتداءات المشاكل التي هي صنيعتها”
ثم يقول في مقومات الصمود اليمني الاسطوري :
1 – ” وأهم عامل لهذا الصمود وهذا الثبات في مواجهة هذا الخطر الكبير، وهذا العدوان الهائل بكل إمكاناته الهائلة، هو اعتماد هذا الشعب على الله سبحانه وتعالى “
2 – ” أيضا شعبنا الـيَـمَـني العظيم يستمد هذا الصمود وهذا الثبات من رصيده القيمي والأخلاقي الكبير والعظيم، هو شعب مؤمن وبالتالي هو شعب عزيز صامد شامخ أبيّ لا يقبل بالإذلال، لا يقبل بالهوان، لا يركع إلا لله، لا يخضع إلا لله، لا ينحني أمام الصعوبات والأحداث مهما كانت؛ لأنه تعوّد وتربى إيمانياً على ألا ينحني إلا لله، ولا يخضع إلا له سبحانه وتعالى”
3 – “وأيضا هذا الصمود نابع من وعي شعبنا الـيَـمَـني بمظلوميته، هو يدرك ويعي جيداً أنه شعب مظلوم، ومظلوميته واضحة أوضح من الشمس في رابعة النهار. شعبنا الـيَـمَـني العزيز العظيم مظلوميته بيّنة، تأتي قوى أخرى لا شأن لها بهذا الشعب،
الخيارات الاستراتيجية :
بهذه العبارة ” أوجه ندائي لكل الأحرار والشرفاء في هذا البلد للتحرك في تعزيز الجبهات الداخلية وتعزيز الخيارات الإستراتيجية ” اطلق السيد القائد بالستيا مزلزلا على غرف عمليات العدو التكتيكية والاعلامية اضطرت على اثرها الى توجيه جيوشها الالكترونية الى حملات ضخمة جدا توزعت بين التشكيك والسخرية في سبيل صرف الاهتمام عن أهمية وجدية ومصداقية تلك الخيارات وأثرها الذي يرسمه عام رابع على الصمود والتحدي والمواجهة وبشائر النصر على عدوان همجي سافر
القبيلة .. شرف المواقف وتشريف التكريم
للقبيلة في فكر ورؤية السيد القائد مكانة ودور ولها في خطاباته حضور وتأثير وفي استراتيجية المواجهة لم تغب أبدا ومثلت الرقم الاصعب في ميدان المعركة ، نتحدث عن القبيلة المشبعة بالقيم الدينية السوية والاعراف والاسلاف والشيم العروبية الأصيلة التي تأبى على نفسها العمالة والوصاية والارتهان ، القبيلة التي أراد لها السيد القائد ان تكون اكثر فعالية وأقوى تأثيرا إيجابيا من خلال الاطارات التي دعى اليها ورعاها وماتحقق منها وما سيتحقق ومن ذلك مجلس اعيان اليمن الذي دعى الى اعتماده رسميا في خطابه بمناسبة ذكرى ثورة ال 21 من سبتمبر تقديرا منه لدور القبيلة الرائد والمشرف فقال :
” نبارك الدور الفعال والمشرف والبارز لقبائل اليمن في مواجَهة الاحتلال والتصدي للعدوان وفي هذه المناسبة أدعو إلى إنشاء مجلس أعيان اليمن كمجلس رسمي ضمن مؤسسات الدولة لاحتضان هذا الدور وإشراك هذا المكون الرئيسي ضمن الدولة باعتباره من المكونات الرئيسية في البلد وباعتبار دوره الإيجابي على كل المستويات “
لا مكان للمساومة …
وفي ذكرى عاشوراء في العام الاول من العدوان وضع السيد القائد مبدأ الثبات على الموقف الحق مهما بلغت التضحيات وعدم القبول بالمساومة في الثوابت لأن حجم الخسائر الناتجة عن التخاذل تبلغ اضعافا مضاعفة حجم تلك التضحيات المقدسة فيقول هذا الصدد :
” المسألة ليست قابلة للمساومة، حرية أو استعباد، عز أو ذل، حق أو باطل، شرف أو هوان، فمهما طال أمد العدوان ومهما كان حجم التطورات لن يوهن ذلك من عزمنا “
جيلا بعد جيل الى يوم القيامة ..
مدة المواجهة لن تنتهي ومداها لن يحاصر فمالم يتوقف عدوانهم لن يتراجع عزمنا ولن تنكسر ارادتنا ولن يتزحزح ثباتنا ولن يتأثر صمودنا ومادمنا على الحق ومادام الباطل سيد مواقفهم وفيصل اتجاهاتهم فلن تنتهي المعركة معهم لن يحسمها تغير المواقف الدولية او تضارب المصالح الاقليمية لسبب بسيط ذكره السيد القائد في خطابه بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف في عام العدوان الاول حين قال :
” لا رهان على أحد ونحن مستعدون أن نواجهُهم إلَى يوم القيامة جيلاً بعد جيل “
الرياض وما بعد الرياض
أتخذت المواجهة مع العدو المستكبر الظالم مسارا جديدا بعيد المدى من خلال الاهتمام بالقدرات الصاروخية وتطويرها الى مستوى التصنيع المحلي إبتداءا بصواريخ الصرخة ووصولا الى منظومة البركان التي استطاع جيلها الثاني الوصول الى عمق العدو السعودي والى عاصمته الرياض وبالتالي نقل المعركة الى عقر داره والانتقال من مربع التصدي الى مربع التحدي بالاضافة الى ماصاحب ذلك من تطور نوعي في منظومة التصنيع العسكري تمثل في صناعة واطلاق الطائرات المسيرة بدون طيار وهذا النقلة النوعية وهذا المسار الجديد تحدث عنه السيد القائد في خطابه .بمناسبة ذكرى الشهيد في العام الثالث للعدوان بقوله ” إن القدرات العسكرية لليمنيين تتطور بشكل مذهل ومدهش وعلى رأسها القوة الصاروخية والتي وصلت للرياض وستصل إلى ما بعد بعد الرياض ” وأضاف أيضا ” ومن هذه القدرات في انجاز مهم ونوعي بدأ في تصنيع طائرات بلا طيار والتي ستأخذ مدى ابعد وأرفع وأكثر فاعلية وهناك مسارات في تطوير الدفاع الجوي ستترك تأثيرها وفاعليتها في الواقع”.
التصعيد في مواجهة التصعيد ..
في منتصف العام الثاني للعدوان وجد العدو نفسه في مأزق واقعه البائس بين خسائره الفادحة ومجازرة الوحشية وجرائمه ضد الانسانية وعجزه التام عن الحسم العسكري في أي من الجبهات ولذلك وتحت ضغط حماقته وغروره وعجرفته ومحاولاته الفوز برضى سيده الجديد في البيت الابيض لم يكن امامه من خيار سوى اللجوء الى التصعيد بكل امكانياته وكل مستوياته الامر الذي توقعته القيادة الحكيمة وأتخذت مسار التصعيد المقابل وعلى كافة المستويات مسارا جديدا مدروسا بعناية للمواجهة وهذا ما أكد عليه السيد القائد بقوله “: العدو السعودي سيحاول ان يصعد عسكرياً حتى نهاية العام وهذه التعليمات اخذها من وزير الحرب الامريكيوعلينا مواجهة التصعيد بالتصعيد “
معادلة الردع الباليستي …
لم يظهر السيد القائد بعد مرور الف يوم من العدوان مخاطبا الشعب اليمني الا وهو يحمل لهم معادلة جديدة جاري فرضها على واقع المعركة وذلك بعد أن زفت اليهم القوة الصاروخية بشرى استهداف قصر اليمامة مقر حكم المملكة السعودية لتبدأ معادلة الردع الباليستي والتي عبر عنها السيد القائد بقوله ” أنتم تقصفون صنعاء سنقصف الرياض ونقصف أبو ظبي، أنتم تعتدون على القصر الجمهوري في صنعاء تصل صواريخنا الباليستية إلى قصر اليمامة في الرياض، أنتم تعتدون على منشآتنا الحيوية والاقتصادية سنقابلكم بمثل ذلك السن بالسن والجروح قصاص. ، اليوم هناك معادلة سنفرضها من جديد وسنسعى بكل جد وبكل جهد وبمسئولية هذا يفرضه علينا مبدأنا وتفرضه علينا المسئولية إلى أن نبتكر كل وسيلة مشروعه للدفاع عن شعبنا وعن بلدنا ولمواجهتكم في عدوانكم طالما استمر هذا العدوان. “”