السيد عبدالملك الحوثي :الشهيد القائدرجلاً استثنائياً
الصمود|من المواصفات والقيم الإيمانية التي كان يتحلى بها رضوان الله عليه الإحسان، كان من عباد الله المحسنين، ونهج نهج أنبياء الله واقتدى بهم في الإحسان إلى الناس، فكان شخصاً ذاب في خدمة الناس وتجاوز نهائياً ذاته وأنانيته وواقعه الشخصي، ليعيش بكل فكره، بكل توجهه بكل اهتمامه لله وفي الناس، لله وفي عباد الله، فكان على المستوى الثقافي دائماً يحث على الإحسان، يرشد إلى الإحسان يدعو إلى الإحسان، يرسخ ثقافة الإحسان، ومبدأ الإحسان، وسلوك الإحسان، ثم في الواقع العملي يتحرك على هذا الأساس، باذلاً كل جهده وكلما يستطيع في الإحسان إلى الناس، بكل مظاهر الإحسان على المستوى التربوي التثقيفي والتعليمي والتنويري، على مستوى الخدمة العملية في ما كان يعمله على قدر ما يستطيع، على قدر ما يستطيع، وفي حدود الممكن، كان يتحرك بكل رغبة بكل اهتمام للإحسان إلى الناس، والاهتمام بشأن الناس، ويهمه أمر الناس قبل كل شيء.
من تجليات هذا الدافع وهذه القيمة وهذا الخلق تحركه بكل ما يستطيع، وتضحيته حتى بالنفس في سبيل الله سبحانه وتعالى، وفي سبيل المستضعفين في مواجهة الظلم الذي يعاني منه الناس، في مواجهة الأخطار التي تحيط بالناس، في مواجهة التضليل للناس، في مواجهة الهجمة الإستكبارية للسيطرة على الناس، كان أحد الدوافع أحد الدوافع المهمة والأساسية في مواجهة كل ذلك؛ لأنه يحمل روحية الإحسان والمحسنين.
من المعالم الأساسية لشخصيته فيما كان يتحلى به من إيمانٍ واعٍ، إيمان حقيقي، إيمان بمبادئ الإيمان وأخلاق الإيمان الوعي العالي والنظرة الصائبة والعميقة، وهذا شيء أساسي بالنسبة للإنسان المؤمن، الإيمان لا يقبل أبداً أن يكون المؤمن أحمقاً أو غبياً أو نظرته إلى الواقع نظرةً مغلوطة هذه مسألة لا أبداً، لا تتركب مع الإيمان، ولا تنسجم مع الإيمان، لا يمكن أن يكون هناك مؤمن غبي أحمق جاهل بالواقع، بعيد عن الحكمة، لا.
من لوازم الإيمان من لوازم الإيمان هو الوعي، هو البصيرة، بل لا يكتمل الإيمان ولا يتحقق الإيمان إلا بذلك، وهو كان على درجة عالية جداً جداً من الوعي والنظرة الصائبة والعميقة والحكمة، وهذا ما تجلى واضحاً في المشروع العظيم الذي قدمه للأمة.
يكفي يكفي كل فرد كل من يريد أن يتحقق من ذلك يكفيه أن يطلع على ذلك المشروع من خلال المحاضرات والدروس التي قدمها، ليدرك أن هناك حالة استثنائية، وأن هذا كان بحق رجلاً استثنائياً، وأنه كان لديه من النظرة العميقة والتقييم الدقيق والتشخيص لواقع الأمة ومشكلات الأمة والمخرج للأمة من هذا الواقع ما ليس ملموساً لدى الأخرين أبداً. حالة متميزة فعلاً في مستوى العصر وفي مستوى التحديات.
وهذا شيء مهم جداً ربما مما عمق أزمة الأمة ومشكلة الأمة هو الضعف الكبير حتى لدى نخبها، لدى رجالها السياسيين وقياديها وشخصياتها الاعتبارية من أي لون أو طيفٍ كان، مما عمق هذه الأزمة أنه ليس هناك إدراك متكامل وعميق لهذا الواقع بجذوره ومشكلاته، ثم بالحل اللازم للخروج من هذا الواقع.
هناك مؤثرات كثيرة تؤثر على الكثير من الأخرين، حتى لم يوفقوا لأن يكون لديهم نظرة موضوعية إلى هذا الواقع، مؤثرات البعض منها مؤثرات سياسية، البعض منها مؤثرات طائفية ومذهبية، البعض منها مؤثرات اجتماعية، البعض مؤثرات لها صلة بطبيعة الوقائع والأحداث وما إلى ذلك، لكنه توفق بتوفيق الله وبتسديد من الله سبحانه وتعالى لأن يكون له سلامةٌ من كل هذه المؤثرات، وبالتالي عندما عمل على تقييم هذا الواقع، وعلى قراءة هذا الواقع، وعلى إدراك هذا الواقع قرأه وتأمله وأدركه بموضوعية تامة، بعيداً عن كل المؤثرات الأخرى متجاوزاً لها كلها، متجاوزاً للقيود القيود المذهبية، القيود الطائفية، القيود السياسية، القيود الجغرافية، كل القيود الأخرى التي أثرت وقزمت نظرة الأخرين وإدراك الأخرين وقراءة الأخرين للواقع، كان متحرراً من تلك القيود بكلها فلم ينظر بنظرة ضيقة ضيقة؛ لأنها محكومة بضيق مذهب، أو بضيق أفق، أو بضيق اعتبارات سياسية أو ما شابه لا.
كان متحرراً من تلك القيود بكلها، فقرأ الواقع ودخل إلى القرآن الكريم، دخل إلى هذا الواقع بالقرآن وإلى القرآن بهذا الواقع توأمان متلازمان، فنزل الرؤية القرآنية على الواقع تشخيصاً وتقييماً وحلاً وهذا شيء تفرد به في هذا العصر، ولا نعلم هذه الحالة عند أي جهة أخرى فيما اطلعنا عليه ولا فيما سمعناه ولا فيما شاهدناه.
وهي تعتبر نعمة نعمة كبيرة، هذا الرجل العظيم كان نعمة من الله سبحانه وتعالى لعباد الله، نعمة بما منحه الله من مؤهلات ومن رؤيا فريدة، بما هداه به من كتابه، فقدم رؤيةً قرآنية متكاملة نرى فيها خلاص الأمة من هذا الواقع المظلم إن شاء الله.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
في
تأبين الشهيد القائد السيد / حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه.
ألقاها بتاريخ:28 / رجب/1434هـ
اليمن – صعدة.