المبعوث الدولي الجديد .. هل تسبب باغتيال الرئيس الصماد!
الصمود |تحليلات سياسية
ظل المبعوث الأممي السابق الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ ابناً مطيعاً للسعودية ودول التحالف، ولم يجروء على التحرك بعيداً عن إرادتها وأهدافها بالرغم من الصفة العالمية التي يحملها كممثل للأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها.
تعامل ولد الشيخ مع الملف اليمني وكأنه شأن سعودي بحت، وأصر في زياراته الى صنعاء بعدم مقابلة رئيس المجلس السياسي الاعلى بتوصيات سعودية، ولأنه فرط بمبدأ الحياد الذي تحاول الأمم المتحدة أن تظهر به كوسيط على الأقل ،خضعت لتوصيات السلطات الرسمية في العاصمة اليمنية صنعاء التي استمرت في المطالبة بتغييره لأكثر من عام.
عينت الأمم المتحدة البريطاني “غريفيث” خلفاً لولد الشيخ آخذةً في حسبانها ضرورة الاستماع الى كل الاطراف اليمنية وإبعاد مبعوثها الجديد عن أي تأثيرات قد تعيق عمله، وبعد شهرين من تعيينه دشن غريفث عمله كمبعوث أممي الى اليمنن بزيارة صنعاء ويلتقي لأول مرة برئيس المجلس السياسي / صالح الصماد وهي الخطوة التي كانت تخشى منها السعودية ومن معها من تجار “الشرعية” كون مقابلة المبعوث الأممي لرئيس المجلس السياسي الاعلى يمنحه شرعية دولية كما ورد على ألسنة كثير منهم.
ولقيت زيارة المبعوث الأممي الى صنعاء التي استغرقت 8 أيام اهتماماً دولياً وتغطية اخبارية واسعة من قبل الصحف والقنوات العالمية، في الوقت الذي تعذر زيارته الى عدن والمكلا لأسباب أمنية ولوجستية، الأمر الذي جعل من صنعاء ذات أهمية كبيرة من كل النواحي السياسية والأمنية وغيرها.
وبدا واضحاً عدم رضى دول التحالف عن الخطوات التي يقوم بها المبعوث الجديد الذي قرر أن يستمع ويصغي لكل الأطراف وألا يظل حبيساً للفندق الذي يسكن فيه الرئيس المسقيل هادي وحكومته إجبارياً في الرياض.
اليوم وبعد اسبوع من اغتيال دول التحالف لرئيس المجلس السياسي الاعلى صالح الصماد بدأت وسائل إعلام تابعه لها تتحدث عن تأجيل زيارة مرتقبة للمبعوث الأممي “غريفيث” الى صنعاء غداً الجمعة، مبررين التأجيل بأن سلطات صنعاء اعتذرت عن استقباله نتيجة لارباك تعيشه بعد جريمة اغتيال الصماد.
والحقيقة أن سلطات صنعاء لم يصدر عنها أي بيان حتى اللحظة بشأن تأجيل زيارة المبعوث الأممي، لكن تلك الاخبار التي عمت وسائل الاعلام التابعة لدول التحالف أكدت أن جريمة اغتيال الرئيس صالح الصماد كانت خطوات حقيقية وجادة بهدف قطع الطريق أمام المبعوث الدولي الجديد الذي اتفق مع سلطات صنعاء على آلية لإعادة فتح مطار صنعاء.
وها هم المحللون والمسبحون بحمد التحالف يحاولون ربط تأجيل الزيارة بأزمة دبلوماسية تعيشها صنعاء نتيجة لإغتيال رئيس المجلس السياسي الأعلى، ذهابهم بهذا الاتجاه لتفسير الأحداث يكشف عن بعض من نوايا وأهداف تلك الدولة التي تنفذ عدواناً على اليمن منذ ثلاث سنوات.
ردود الفعل القادمة كفيلة بكشف الكثير من الأسرار والحقائق التي أدت الى اغتيال الرئيس الصماد، غير أن المبعوث الأممي الذي زار صنعاء مارس الماضي ربما تجاوز الخطوط الحمراء التي فرضتها السعوديه على سابقه ابن الشيخ ، حيث التقى البريطاني غريفيث بعدد من القيادات أبرزهم السيد عبدالملك الحوثي ورئيس المجلس السياسي الأعلى وعدد من المنظمات، لتأتي ردة فعل تلك الدول بضرب الورقة السياسية التي أشهرتها صنعاء في وجه الرياض ومن يسكنها من الفارين.
السعودية في الأول والأخير لا تريد طرفاً سياسياً يمنياً في صنعاء أو حتى في عدن للتحاور والتفاوض معه بشأن اليمن، بل تريد سياسيين يمنيين يعملون عندها بطريقة المغتربين، ولكل مغترب كفيل سعودي، تريد أن يتم الاعتراف باليمنيين “العبيد” الذين يسكنون في فنادقها، ولا تريد أن ترى العالم يتعامل مع الأحرار والشرفاء في صنعاء أو غيرها من المدن اليمنية ولو لدقيقة واحدة، ولذلك فقدت صوابها بعد زيارة غريفث الى صنعاء مارس الماضي.