صمود وانتصار

نسيان الإنسان لله يكون لها آثار سلبية عليه، في دنياه وفي آخرته، ولا يتمكن من النهوض بأي مسؤولية.

الصمود|ثقافة قرآنية 

{أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً} (الكهف9) العلاقة ما بين أول السورة، تتحدث عن عظمة إنزال الله لهذا الكتاب باعتبارها نعمة كبيرة، ووعد أنه في واقع الحياة أن ليس هناك مطبات أمامه، وإنما من عندكم أنتم لا تتفهمون.

وأن ما تتصورونه بـأساً شديداً لدى الآخرين، أن البأس الشديد الذي يجب أن تخافوه هو من عند الله، وكيف كانت نفسية رسول الله لما كان مصدق بهذه الأشياء، قضية هامة، كما قلنا سابقاً: يجب أن تكون مصدق بما أنت تنطلق فيه؛ لتكون أكثر فاعلية، فاعلية رسول الله (صلي الله عليه وعلى آله وسلم) واهتمامه بلغ إلى هذه الدرجة {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ} يكاد أن يهلك نفسه، أن يطعنها لشدة أساه {إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً} (الكهف6)على أنهم لم يؤمنوا بهذا القرآن.

فالقرآن الذي لا يبدو عند العرب الآن له قيمة، ومستجيبين لأمريكا تعمل ما تريد، ولا كأن هناك قرآن! ولا كأن لهم علاقة بالقرآن! ولا كأنه يمثل شيء في حياتهم، تحدث عن دور مظاهر الحياة هذه كآليات، ووسيلة لأن يكون الناس أحسن عملاً، وعن نهايتها.

ولأن هذا موضوع عملي يضرب مثلاً فيماً يتعلق بمجموعة من الناس انطلقوا في سبيله، وكيف كانت هدايته لهم، وكيف كانت رعايته لهم وثناؤه عليهم.

{أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً} (الكهف9) من الآيات العجيبة، من أعجب الآيات التي تكشف رعاية الله، وعنايته بأوليائه، وثناءه على من ينطلقون صامدين في سبيله، آية لمن؟ آية لمن بعدهم، آية للناس. آية من آيات الله، تكشف لنا حقيقة، تعطينا عبرة، تعطينا رؤية، نحن المتأخرين من بعد أصحاب الكهف.

{إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ} (الكهف10) فتية، مجموعة فتيان، {فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً} ودائماً ترى القرآن الكريم، كلما يتحدث، ويعرض أي نموذج من أوليائه، في أي مجال من مجالات أعمالهم، دائماً يكشف لك مشاعرهم، أنها ممتلئة بحب الله، والإنشداد إليه.

وهذه حالة هامة جداً، قضية هامة جداً، لاحظ هؤلاء: {فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً} لأن نسيان الله، نسيان الناس لله، نسيان الإنسان لله يكون لها آثار سلبية خطيرة جداً عليه، في دنياه وفي آخرته، ولا يتمكن ينهض بأي مسؤولية.

الإنسان الناسي لله، إذا ما كان مرتبطاً بالله، ومشاعره مرتبطة بالله، يظل دائماً ضعيفاً، مهما ملك، كضعف حكام العرب الآن، ما هم ضعاف، لديهم ممتلكات هائلة من الأموال؟ ولديهم أسلحة هائلة، ولديهم، ولديهم، لكن تراهم في أضعف موقف!

{فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَداً} (الكهف12)هذا موجز القصة، خلاصتها، ثم يقول في تفصيلها: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ}(الكهف13) مؤمنون بالله، ومنشدين إلى الله انشدادا قوياً.

{فِتْيَةٌ} مجموعة شباب، {آمَنُوا بِرَبِّهِمْ}، ونحن ما كل واحد يدعي أنه مؤمن؟ لكن يوجد فوارق كبيرة جداً بين إيمان مجرد كلام، إيمان لا يحرك ساكناً في مشاعرك، إيمان ما يوجد لديك أي غضبة لله سبحانه وتعالى، هذا إنما هو مجرد عنوان إيمان، مجرد اسم. هؤلاء {آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى}.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

(آيات من سورة الكهف)

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.

 

بتاريخ: الجمعة: 29/8/2003م

اليمن – صعدة.