صمود وانتصار

جنود السودان .. الحطب الرخيص في الساحل الغربي

الصمود  – تقارير

اضطر النظام السعودي الذي لا تملك دولته أي جيش الى البحث في أنحاء العالم عن دول تبيع أو تؤجر جيوشها لكي تحمي المقدسات من جهة ولكي تشن حروباً على الدول المجاورة لها من جهة ثانية، وجدت في السودان ضالتها وابتاعت كتائب عسكرية واستأجرت ضباط وجنود للقتال في اليمن.

تشكل القوات السودانية المشاركة في الحرب على اليمن أكثر من 50 % من قوات دول التحالف البرية، ولذلك فقد تكبدت القوات السودانية خسائر فادحة في صفوف جنودها الذين تم تأجيرهم بثمن بخس من قبل الرئيس البشير، وتلقي بهم قيادات التحالف الميدانية كحطب رخيص في الحرب التي كلفت السعودية مئآت المليارات.

لم تكترث الحكومة السودانية بالمطالبات الشعبية والبرلمانية التي تنادي بسرعة سحب القوات من اليمن، لكنها شعرت بالغيرة والاحتقار عندما بدأ أبناء السودان بمقارنة الدعم الخليجي لمصر التي لم ترسل جندياً واحداً للقتال معها وبين ما تحصل عليها السودان التي ارسلت المئات من جنودها للقتال تحت رايتها في اليمن.

تلك المقارنة رفعت من مستوى الغيرة لدى النظام السوداني الذي اضطر للقيام بخطوات تمثيلية للضغط على السعودية والامارات في سبيل رفع حصة السودان من المساعدات والمنح الخليجية أسوة بجارتها مصر، تمثلت تلك الخطوات بتبني بعض أعضاء البرلمان والحكومة السودانية لمسألة مشاركة القوات في اليمن وارسال اشارات الى الخليج كتهديد بسحب تلك القوات في أي لحظة.

وبالرغم من اذمر الحكومة السعودية من ذهاب الدعم الخليجي الى مصر والتلويح بسحب جنودها من اليمن، إلا أن رد فعل السعودية جاء بارداً وإن لامس المشكلة التي تحاول حكومة الخرطوم طرحها وإثارتها، حيث صرح سفير الرياض في الخرطوم اليوم بأن بلاده ستوقع مذكرات تفاهم مع السودان في المجالات العسكرية والاقتصادية، وهي نفس التصريحات التي أعلن عنها السفير ذاته قبل اربعة أشهر لامتصاص غضب الشارع السوداني واعفاء حكومة البشير من أي رد فعل قد ينتهي بسحب القوات من اليمن.

تبني السفير السعودي للرد يحمل احتقاراً جديداً واستعلاءً على القيادة والشعب السوداني الذي تسيل دماء أبنائه في معارك أمرائها الطائشين، وإن حمل في نفس الوقت بعض الوعود الهادفة الى تنويم حكومة السودان مغناطيسياً.

الإمارات بدورها ارسلت وفد الى الخرطوم في محاولة منها لامتصاص غضب الحكومة وحقن الشارع السوداني بمواد اقتصادية مخدرة جديدة كي يواصل ضباطها ارسال جنود الخرطوم الى جحيم الساحل الغربي.

وبحسب التقارير الاقتصادية فإن السودان تضاعفت مشاكلها الاقتصادية منذ ارسلت جنودها الى اليمن، وتعرض الجنيه السوداني للسحق من قبل الدولار الذي اصبح يساوي 40 جنيهاً سوداني، بالاضافة الى أزمات وقود حادة، وتنتظر الحكومة من دول الخليج التصدق عليها بالمال والوقود مقابل أبناء السودان الذين يبيعهم البشير لبن سلمان وبن زايد.

كشف السفير السعودي لدى السودان «علي بن حسن جعفر» أن المملكة «ستوقع قريباً مذكرات تفاهم مع السودان في المجالات العسكرية والاقتصادية، إلى جانب استثمارات سعودية لزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين».

ونقلت صحيفة «الشروق» السودانية عن «جعفر» قوله إن «العلاقات مع السودان في أوج عهدها وتطورها، ووجدت لتدوم مهما حاول المغرضون التشويش عليها».

وأشار إلى أنها «علاقات صامدة ومتجذرة، وستشهد في الفترة المقبلة تنامياً كبيراً على المستويين الرسمي والشعبي»، مؤكداً «وقوف الرياض قلباً وقالباً مع الخرطوم».

وأوضح السفير السعودي أن العلاقة مع أهل السودان قيادة وشعباً «أزلية ومتجذرة ومتنامية»، أساسها الأخوة الصادقة والدين واللغة والجوار والتاريخ المشترك، واستدرك: «ستظل هذه المبادئ هي أساس علاقتنا وإخوتنا مهما حاول الكائدون».

ويأتي تصريح السفير السعودي بعد أيام من حديث صحيفة سودانية عن أن الخرطوم أبلغت الرياض رسميا رغبتها عدم مشاركة قواتها في العمليات القتالية باليمن، وأن تقتصر المشاركة على تقديم الاستشارات والدعم اللوجيستي.

ومن المعروف أن القوات السودانية هي أكبر القوات العربية التي تشارك في المعارك البرية في مواجهات مباشرة ضد الحوثيين، حيث كان لها دور بارز في حسم عدد من المعارك، خاصة في المناطق الساحلية والجنوبية.

ولفتت صحيفة «رأي اليوم» السودانية إلى أن «القرار السوداني اتخذ بعد فترة طويلة من التفكير وإثر سقوط العشرات من القتلى والمئات من الجرحى من العسكريين السودانيين في حرب اليمن وتخطط الخرطوم في هذا الصدد إلى عدم استبدال قواتها فقط في المرحلة الأولى (يونيو/حزيران)، وليس للانسحاب من التحالف».