صمود وانتصار

زيارة المبعوث الأممي لصنعاء.. البحث عن المبادرات في المكان الخطأ “تقرير”

الصمود|| متابعات..

يجري مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد مشاورات صعبة لجمع الأطراف اليمنيين إلى طاولة الحوار السياسي لجولة ثانية من مفاوضات جنيف 2 تعيد انتاج جولات سابقة بعدما قررت الجهود الأممية أن تجمع هذه المرة أيضا ممثلي المكونات السياسية الوطنية (جماعة انصار الله وحزب المؤتمر) ومثلي الحكومة المعترف بها دوليا.

ورغم إفادة مسؤولين في المنظمة الدولية عن توجهات لإرجاء انعقاد هذه الجولة حتى نهاية الشهر الجاري إلا أن الجهود المتسارعة لعقدها مضت قدما بصورة مرتبكة في ظل تصعيد كبير لعمليات تحالف العدوان السعودي والمرتزقة وتطورات ميدانية على الأرض تكللت بانتصارات كبيرة حققتها قوات الجيش واللجان الشعبية في جبهات الجوف وتعز مقابل خسائر مريعة تكبدها تحالف العدوان والمرتزقة في الجبهات الداخلية والحدودية.

ووصل المبعوث الأممي إلى صنعاء أمس بعد يومين أمضاها في المملكة العربية السعودية أجرى خلالها مشاورات مع المسؤولين السعوديين والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي وممثلين عن الحكومة المعترف بها دوليا والمقيمة في الرياض، لم تفض إلى جديد في شأن مبادرات التهدئة والعودة إلى الحل السياسي والتي تجمع أكثر الاطراف المحلية والعديد من الأطراف الدولية على حتمية أن تبدأ في السعودية بوقفها الحرب التي يشنها التحالف على اليمن، ومباشرة اجراءات برفع الحصار ووقف التصعيد، في اليمن الذي يتعرض لحرب شعواء وحصار جائر.

وبدأ ولد الشيخ زيارته لصنعاء هذه المرة بتصريحات متأخرة وليس لها قيمة قانونية أو سياسية قال فيها إن “الشعب اليمني يعيش أياما صعبة وأزمة طالت وأتت بكل المآسي والآلام وأكثر من تأثر بهذه الأزمة هم المدنيون” كما أعلن إنه “سيلتقي ممثلين عن الاطراف السياسيين بهدف إقامة جولة جديدة من محادثات الحل السياسي وبذل مزيد من الجهود مع كل المعنيين استمرارا للجولة السابقة التي بدأت قبل حوالي شهر في مدينة بييل السويسرية.

وسبق وصول المبعوث الأممي إلى صنعاء تصريحات لمسؤوليين في منظمة الأمم المتحدة اشارت إلى احتمال إرجاء جولة المشاورات التي كانت مقررة في الـ 14 من يناير الجاري إلى نهاية هذا الشهر بعد تعثر الترتيبات لعقدها في موعدها المعلن سابقا.

ورغم هذا الاعلان فقد بدا المبعوث الأممي ماضيا في ترتيبات انعقاد الجولة الثانية متجاهلا تماما مواقف ومطالب القوى الوطنية وخصوصا التي اعلنها الرئيس السابق رئيس حزب المؤتمر الشعبي علي عبدالله صالح والتي استبق فيها زيارة المبعوث الأممي إلى صنعاء محددا فيها شروطا للمشاركة في الجولة الثانية من مشاورات الحل السياسي وهي الشروط التي بدت متطابقة مع المطالب التي ترفعها جماعة انصار الله منذ ما قبل انعقاد الجولة الأولى لجنيف الثاني.

واشترط صالح للمشاركة في جولة المباحثات القادمة ” وقف العدوان السعودي الغاشم ورفع الحصار المفروض على اليمن وانسحاب قوات العدوان من سائر الاراضي اليمنية”، كما أكد في شروطه التي اعلنها في خطبة متلفزة عشية وصول المبعوث الأممي على حوار بين الداخل اليمني والنظام السعودي ورفضه أي حوار “مع المرتزقة الفارين” في اشارة إلى وفد المفاوضين الممثل للحكومة المعترف بها دوليا والمقيمة حاليا في الرياض.

وحتى الآن لم تعلن جماعة انصار الله موقفا واضحا من المشاركة في جولة المباحثات القادمة لكن رئيس المجلس السياسي للجماعة صالح الصماد قلل من شأن المباحثات التي ترعاها الأمم المتحدة متهما إياها والمجتمع الدولي بـ “ممارسة دور سلبي شجع العدوان السعودي الأمريكي وجعلهم يتمادون في عدوانهم وكلما تحرك ضمير حي في هذا العالم تأتي المنظمة الدولية لتحرك ملف المفاوضات فقط لإخراج النظام السعودي الأمريكي من حرجه ولتخفيف الضغط عليه”.

وأكد الصماد في تصريحات سابقة أن الجولة الأولى من مفاوضات جنيف “استهدفت فقط منح النظام السعودي الأمريكي الفرصة لاستعادة أنفاسه وتصعيد عدوانه ويتحدثون اليوم من جديد عن مفاوضات هي فقط لتحقيق مكاسب ميدانية على شعبنا اليمني ألا يصغي لهذه الهرطقات والأكاذيب والافتراءات”.

وطبقا لمصادر سياسية فإن الارباك الذي اكتنف الترتيبات الأممية للجولة الثانية لمفاوضات جنيف 2 فتح الباب على مصراعيه للشكوك في جدية المنظمة الدولية المضي بجهود الحل السياسي خصوصا في ظل الموقف العلني المتصلب للجانب السعودي الذي أعلن عبر المتحدث باسم قوات التحالف العميد احمد عسيري رفض السعودية أجراء أي حوار مباشر مع أنصار الله وحزب المؤتمر بزعامة الرئيس السابق واستغراقه في تكثيف الغارات التي تشنها طائراته على المدن اليمنية متحديا الارادة الدولية والمواقف الصريحة التي دانت تكثيف الغارات في الوقت الذي تمضي فيه الأمم المتحدة في انعاش المسار السياسي للأزمة.

ويؤكد هؤلاء أن لا افق واضحا لجهود الحل السياسي والتي بدت في الآونة الأخيرة أنها تتحرك وفق ارادة الطرف المعتدي وهو تحالف العدوان السعودي والذي يدفع بالجهود الأممية في المحطات التي يتعثر فيها عن تحقيق انجازات على الأرض بهدف التقاط الانفاس لا أكثر.

ويشير هؤلاء إلى أن التسارع الاممي في التحضير للجولة الثانية من مفاوضات جنيف 2 يأتي مع التقدم الكبير لقوات الجيش في جبهات القتال الداخلية بمحافظتي الجوف وتعز وكذلك التقدم النوعي الذي احرزته قوات الجيش اللجان الشعبية في الجبهات الحدودية والتي تكللت اخيرا في اجهاض أكبر مشروع لتحالف العدوان السعودي الاميركي في السيطرة على ميناء ميدي بمحافظة حجة الحدودية.

موقع المستقبل