صمود وانتصار

معركة الحديدة .. وبشاعة النفاق الغربي

منذ ايام وتتعرض مدينة الحديدة اليمنية بمينائها ومطارها ، الى قصف عنيف لا يتوقف على مدار الساعة ، تنفذه طائرات العدوان السعودي الاماراتي الغربي ، رغم تحذيرات الامم المتحدة والهيئات الدولية من تداعيات هذا القصف الذي يهدد حيات مئات الالاف من اليمنيين المحاصرين من دون غذاء ولا ماء ولا دواء  ولا كهرباء ولا وقود.

مصادر الامم المتحدة حذرت في اكثر من مناسبة من التداعيات الكارثية للهجوم الذي يتعرض له ميناء الحديدة ، الذي تدخل عبره 70 بالمائة مما يحتاجه اليمن من مواد غذائية وطبية ، في الوقت الذي يعاني اليمن اصلا ومنذ عام 2015 من أزمة إنسانية هي بالفعل الأسوأ في العالم إذ يعتمد 22 مليون يمني على المساعدات بينما يعيش نحو 10ملايين نسمة على شفا المجاعة.

منذ ايام واهالي الحديدة وهم اكثر من مليون نسمة ، يعانون من انقطاع الكهرباء وعدم توفر الادوية و مياه الشرب  والمواد الغذائية والوقود ، الى جانب ارتفاع درجات الحرارة التي تتجاوز الاربعين في الظل ، وهي ظروف تنذر بانفجار وبائي خطير ، كما اكدت تقارير الامم المتحدة والمنظمات الانسانية..

منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن ليز جراندي اعلنت قبل ايام عن رصد مستويات مرتفعة من سوء التغذية بين اهالي الحديدة ، وان هناك خشية كبيرة من احتمال تفشي الكوليرا التي قد تهدد ارواح مئات الآلاف من اليمنيين.

برنامج الأغذية العالمي حذر ايضا من تصاعد القتال في مدينة الحديدة قد يتسبب في نزوح أو حصار اكثر من مليون شخص من  المدينة ، وهم في أمس الحاجة إلى مساعدة غذائية عاجلة ، في المقابل تسعى قوى العدوان السعودي الى اغلاق ميناء الحديدة بالكامل في حال السيطرة عليه ، من اجل الضغط على اليمنيين ودفعهم للاستسلام.

امام هذه الصور المأساوية التي رسمتها تقارير الامم المتحدة لما يجري في الحديدة وما اثارتها من حالات تعاطف واسعة لدى شعوب العالم اجمع ، لم تجد الحكومات الغربية ، وفي مقدمتها امريكا وبريطانيا وفرنسا ، التي تورطت في الدم اليمني عبر الدعم العسكري واللوجستي والاستخباراتي المباشر لدول العدوان السعودي الاماراتي ، سوى اللجوء الى النفاق الفاضح ، عندما اعلنت ، بالظاهر ، رفضها لتدمير مطار وميناء الحديدة والبنى التحتيتية للمدينة وتعريض اهلها للموت والتجويع ، بينما في الواقع استخدمت كل امكانياتها من اجل مساعدة دول العدوان على السيطرة على ميناء الحديدة.

فقد عرضت قناة “الحرة” الأمريكية يوم الاثنين الماضي تقريراً تناولت الدور الامريكي في المعركة الدائرة في الحديدة ، حيث كشفت عن وجود قوة خاصة تابعة لأمريكا في اليمن، جاءت بطلب تقدمت به الرياض وأبو ظبي لمساعدة عسكرية أمريكية ، لتتمكنا من السيطرة على ميناء الحديدة.

اما الدور البريطاني فكشفت عنه صحيفة الغارديان البريطانية ، حيث اكدت أن عملية تحالف العدوان على مدينة الحديدة اليمنية أسقطت آخر أوراق التوت عن سوءات الغرب والعملية تنفذ بأسلحة بريطانية واميركية وفرنسية وتدريبات عسكرية غربية، وبغطاء سياسي غربي ، ولم يعد هناك شك في تواطؤ الغرب في العدوان على اليمن.

اما الدور الفرنسي ، فكان اكثر نفاقا من الدورين الامريكي والبريطاني ، وذلك بعد ان كشفت وزارة الدفاع الفرنسية عن وجود قوات فرنسية في اليمن تعمل على ازالة الالغام في ميناء الحديدة ، بعد السيطرة عليه من قبل تحالف العدوان ، في موقف وصف بانه ضوء اخضر فرنسي كبير لقوات التحالف السعودي الاماراتي على مواصلة العدوان على الحديدة.

الملفت ان الحكومات الامريكية والبريطانية والفرنسية ، وفي نفاق فاضح وبشع ، حذرت في العلن وامام وسائل الاعلام من مغبة الهجوم على الحديدة خوفا على ارواح المدنيين ، وطالبت السعودية والامارات الى وقف الهجوم ، بينما من جهة اخرى تمد دول العدوان بالسلاح والمعلومات والمشورة ، وحتى بالتدخل العسكري المباشر ، من اجل السيطرة على الحديدة.

الصحافة الغربية ، كانت من ضمن الصحافة العالمية ، التي انتقدت النفاق الغربي من العدوان على الحديدة ، بعد ان اسقط ابطال اليمن الاقنعة الملونة عن الوجه الكالح للغرب الجشع ، وعن زيف الشعارات التي طالما رفعها  عن حقوق الانسان  والقانون الدولي  واحترام سيادة الدول  وعدم التدخل في شؤونها الداخلية ، فأذا بها اوهام في اوهام.

*شفقنا