القضية التي يجب أن يحرص الإنسان عليها أن يقدم على الله وهو: آمن مهما عانى، مهما تعب.
الصمود|ثقافة قرآنية
{وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيهْ وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيهْ} (الحاقة25) ما هذا تحسر؟ {يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ} (الحاقة27) ليت أن الموت الذي حصل في الدنيا أنه كان آخر ما يكون، فلا نبعث من جديد.
بينما المؤمن يحمد الله على البعث، يحمد الله وهو في مقام الحساب، يحمد الله عندما يدخل الجنة؛ لأنها كلها يجد نعمة عظيمة عليه أنه بعث من جديد ليلقى الجزاء الحسن، يرى في المحشر الناس خائفين وهو مطمئن، الناس في هول شديد وهو على الأرائك مع المؤمنين آكلين شاربين ويتفرجون على الآخرين، ويسخرون منهم، ويضحكون منهم.
{فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ} (المطففين34) تجد أناساً أبصارهم شاخصة، لا يعد يستطيع يطرِف بعينه، وأنت شارب آكل مرتاح على [كَنَب] على كراسي تضحك من أولئك وهم في حالة شديدة.
هذه هي القضية التي يجب أن الإنسان يحرص مهما عانى، مهما تعب، مهما لقي من مشاكل من أجل الحياة الأبدية، أن يقدم على الله وهو آمن فيها، يفوز برضوان الله، يفوز بجنته، فيكون راضياً عن نفسه، ويكون ممن ترفعهم القيامة.
لاحظ عندما يقول هنا: {خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ} ما هو يتحدث عن القيامة؟ أي ستحصل هذه في القيامة، فتخفض ناس وترفع ناس.
{إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجّاً} (الواقعة4) يتحدث عن أهوال القيامة نفسها، ترتج الأرض، زلزلة شديدة، تتقلع منها الجبال، تندك منها الجبال، تتحول إلى هباء منبثا كما قال هنا: {وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسّاً فَكَانَتْ هَبَاء مُّنبَثّاً} (الواقعة5) الهباء كالذرات التي تراها عندما يدخل شعاع الشمس إلى غرفتك، وترى في شعاع الشمس تلك الذرات، تصبح الجبال مثل الضباب، تتحول إلى هباء منبثاً، وتندك الأرض كلها، وتتحول إلى صعيد واحد.
{وَكُنتُمْ أَزْوَاجاً ثَلَاثَةً} (الواقعة7) في يوم القيامة تكونون ثلاثة أصناف، الناس يكونون إجمالاً ثلاثة أصناف، والناس كل الناس، كنتم أنتم أيها المخاطبون من البشر، لا يتحدث فقط عمن كانوا في أيام رسول الله (صلي الله عليه وعلى آله وسلم)كنتم أنتم أيها الناس في أي زمان كنتم؛ لأن المسيرة واحدة، الذين كانوا في أيام رسول الله (صلي الله عليه وعلى آله وسلم)ونزل القرآن في أيامهم، ويسمعونه وهو يقول: {وَكُنتُمْ أَزْوَاجاً ثَلَاثَةً}، المسيرة واحدة، ما هم ساروا هم إلى الآخرة؟ ماتوا، من في القرن الثاني ماتوا، من في القرن الثالث ماتوا.
وهكذا مسيرة البشرية جيل بعد جيل رائحين إلى حيث سيكونون أزواجاً ثلاثة، يعني أصنافاً ثلاثة، يتحدث عن هذه الأصناف الثلاثة: {فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ} (الواقعة8) مثلما نقول: باهرين، وعظماء، وجيِّدين، أصحاب الميمنة، اليُمْن، أصحاب اليمين واليُمن، {مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ}! هذا من الصنف الجيد، من الصنف الذي يكون آمنا يوم القيامة، ويكون مصيرهم الجنة.
وهي عبارة تعظيم {مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ} عبارة تعظيم، لكن ما يزال هناك أعظم من هؤلاء، الصنف الثالث وهم: {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ} وقبل هذا قال: {وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ} (الواقعة9) أصحاب المشأمة، أصحاب الشمال، أصحاب الشؤم، الشقاء، الذين هم يعدون أشقياء، ويعتبرون أشقياء، هم كذلك، تهويل لموقفهم، تهويل لما سيلاقون من العذاب ومن سوء الحساب.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
(آيات من سورة الواقعة)
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.
بتاريخ: 10 رمضان 1423هـ
اليمن – صعدة.