صحيفة أمريكية: معركة الحديدة محاولة بائسة للخروج من مستنقع اليمن
الصمود: ترجمة المسيرة
نشرت صحيفةُ “المونيتور” الأمريكية مقالاً، أمس الأول، للكاتبِ بروس ريدل -كاتب عمود “نبض الخليج” في الصحيفة ومدير مشروع الاستخبارات في معهد بروكينغز-، تطرق فيه إلى الوضع الداخلي لأُسرة آل سعود في دولة العدوان وطبيعة المؤامرات التي تحاك بين الأمراء ضد بعضهم البعض.
وقال ريدل: إن بن سلمان ولي عهد ما يسمى النظام السعودي يعتمد في التحكم في البلاد على والده سلمان في وقت تواجه بلاده تحديات في الداخل والخارج، لافتاً إلى قيام سلمان بإزالة محمد بن نايف من المركز الثاني في المملكة بدون أي تفسير ورفع ابنه ليحل ولياً للعهد، مشيراً إلى أن بن نايف ومنذ إبعاده من خط الخلافة للحكم رهن الاحتجاز المنزلي ويجري مراقبة جميع اتصالاته، وتم تجميد حساباته المصرفية في نوفمبر الماضي.
وأضاف الكاتب، أن جناح نايف من العائلة المالكة سيطر على وزارة الداخلية منذ السبعينيات؛ ليبدو أنها تقع تحت بيروقراطية هائلة مليئة بالناس الذين يدينون بوظائفهم لعشيرة نايف، ناقلاً عن مصادرَ أمنية سعودية رفيعة المستوى أن معنوياتهم انخفضت منذ أن تمت إزالةُ بن نايف.
وكشف الكاتب، أن مصادرَ عديدة تؤكد أن أميراً كبيراً آخر الآن رهن الاعتقال منذ موجة الاعتقالات التي وقعت في الخريف الماضي ضد كبار المسؤولين من العائلة المالكة والعائلات البارزة الأخرى في المملكة، مشيراً إلى أن معظم المعتقلين لم توجه لهم أية اتهامات بأية جرائم ولم يطلق سراحهم إلا بعد ابتزازهم بدفع أموال طائلة.
وبيّن الكاتب، أن تركي بن عبدِالله الابن السابع للملك عبدالله لا زال معتقلاً ولم يتم تقديم أية تهمة ضده، لافتاً إلى منعه من الحصول على استشارات قانونية، ويسمح له فقط بمكالمات هاتفية قصيرة لعائلته، كاشفاً عن تعرُّضِ رئيس الأركان السعودي السابق اللواء علي الخاتاني للتعذيب حتى الموت، وكذا تم اعتقال ابن عم تركي.
وأوضح الكاتبُ أن اعتقالَ تركي أنتج توتراً في الأسرة الحاكمة، الأمر الذي جعل الإخوة غير الأشقاء للملك: أحمد ومقرن يطالبون وبشكل خاص، بإطلاق سراح تركي والذي قوبل بالرفض من قبل الملك، منوهاً إلى أن الرفض أمرٌ غير معتاد في آل سعود، متطرقاً إلى اعتقال متعب بن عبد الله أخ تركي في نوفمبر الماضي، لكنه أطلق سراحه في وقت لاحق بعد دفعه أموالاً، لافتاً إلى أن تركي هو الرئيس التنفيذي لمؤسسة الملك عبدِالله والتي تبلغ قيمتها 20 مليار دولار.
وكشف الكاتب، أن العائلة السعودية تعاني اليوم من انقسامٍ عميق ولطالما كان سلمان على العرش فإنَّ احتمال وقوع انقلابٍ داخل الأسرة أمرٌ غير محتمل، ولكن في حال موته فإن كُـلّ الرهانات ستنتهي ويصبح احتمالُ حدوث انقلاب كبيراً، مشيراً إلى أن الاغتيالَ هو أيضاً احتمالٌ إلى جانب الانقلاب، خصوصاً هناك العديد من التقارير التي تفيد بأن ولي العهد كان هدفاً لمحاولة اغتيال في أبريل الماضي وبقيَ بعدها لأكثرَ من شهر متخفياً عن الأنظار، الأمر الذي يجعل الحلقة كلها غامضة ولكنها تشير إلى حالة عدم اليقين في المملكة.
وأضاف الكاتب، أن السعوديين يأملون في خوضِ معركة الحديدة أن تُخرِجَهم من جُمُود الحرب التي دامت ثلاثَ سنوات، معتبراً ذلك محاولة يائسة للخروج من المستنقَع الذي يكلف السعودية ثروةً طائلة، ووضعت الملايين من اليمنيين على حافة المجاعة.