صمود وانتصار

متى يقع الانقلاب على بن سلمان؟!

الصمود

لم يعد مطروحا في أوساط المراقبين، سؤال عما إذا كان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قد يتعرض لعملية إنقلاب أم لا ، بعد “حالة الاستقطاب الحادة” التي تسبب بها داخل العائلة الحاكمة في السعودية، إنما بات السؤال، متى يقع هذا الانقلاب وبأية ظروف ؟، هذا السؤال ناقشه موقع “المونيتور” من خلال مقال للكاتب “بروس ريدل” ،الذي يرى أن الانقلاب واقع حتما لا محالة، وإنما ليس في حياة الملك سلمان، محذرا من أن وفاة الأخير تعزز إمكانية حصول هكذا انقلاب على نجله محمد بن سلمان في أية لحظة.

يقول الكاتب “بروس ريدل” إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تسبب بحالة استقطاب حادة داخل العائلة المالكة في السعودية، أكثر من أي شخص آخر، منذ ما يزيد عن نصف قرن.

وفي مقالة له نشرت على موقع “المونيتور” تطرق ريدل إلى اعتقال ابن سلمان الأمير تركي بن عبدالله؛ وهو نجل الملك السعودي الراحل عبدالله بن عبد العزيز، مشيرًا إلى أن اعتقال تركي أدى إلى توترات داخل العائلة المالكة في السعودية، كما لفت الكاتب إلى أن السابقة الوحيدة لما يحصل اليوم من صراعات داخل الأسرة المالكة في التاريخ المعاصر كانت في حقبتي الخمسينيات والستينيَّات”.

وتابع الكاتب “في وقتها أغضب الملك سعود أشقاءه بسبب فساده ومخالفاته، وفي عام 1958 وبعد خمسة اعوام من تولي سعود العرش، قام الرئيس المصري وقتها جمال عبدالناصر بالكشف عن محاولة سعود لاغتياله”.

الكاتب ذكّر بأن شقيق سعود وقتها الأمير فيصل قام بالتالي بتجريد سعود من سلطاته لكن دون ان يجبر الاخير على التخلي عن العرش، لافتًا إلى استمرار الصراع داخل الأسرة خمسة أعوام، حتى نُفي سعود وتسلم فيصل العرش.

وفيما رأى الكاتب أن ثمة انقسامًا عميقًا اليوم داخل الأسرة الحاكمة، استبعد حصول انقلاب من داخل الاسرة طالما بقي الملك سلمان حيا، محذرا من أن وفاة الأخير تعزز إمكانية حصول هكذا انقلاب في أية لحظة.
وفيما يتعلق بسيناريو الاغتيال، رأى الكاتب أن ذلك ممكن، مذكّرًا بأن الملك فيصل قد اغتيل.

وأشار الكاتب إلى التقارير الصادرة مؤخرا والتي أفادت بأن ابن سلمان كان هدفا للاغتيال في شهر نيسان/أبريل المنصرم، مشيرا الى غياب ولي العهد السعودي عن الأنظار لمدة تقارب الشهر.

وختم الكاتب “ابن سلمان هو مهندس الحرب على اليمن، وعملية محاولة الإمساك بمنطقة الحديدة كانت محاولة يائسة للخروج من مستنقع، وللمفارقة، كانت حرب اليمن قبل 55 عامًا هي الضربة التي قضت على الملك سعود، إذ استفاد الملك فيصل من تدخّل الرئيس المصري جمال عبد الناصر في اليمن لإزاحة سعود وتعزيز سلطاته، وسافر بعدها سعود للمنفى في القاهرة ثم إلى أثينا ولم يعد منذ ذلك الوقت إلى الرياض بتاتًا.