تفاصيل تروي بعض من حياة الشهيد “سلطان عويدين” الشيخ الذي اثنى عليه قائد الثورة
الصمود : محمد القحوم
ولد الشيخ الشهيد سلطان عويدين في بادية غولة عجيب _ مديرية ريده _ محافظة عمران.
كان الشهيد يتمتع بكاريزما لافتة وشخصية قوية ما جعله من أبرز الشخصيات والوجاهات حضورا في المواقف الاجتماعية المشرفة مثل اصلاحه بين الناس وحل مشاكل الثارات القبلية الناجمة عن سياسات السلطة الظالمة والعميلة إبان حكم علي صالح.
كان معروفا بشجاعته المنقطعة النظير في قول الحق ومخاصمة المتلاعبين أو المتهاونين بقضايا الناس وكذا مثيري الفوضى والنعرات.
وكان جريئا في دعم مواقف الحق والتي من شأنها إنصاف المظلومين وإصلاح ذات البين.
أما عن كرمه فنفسه التي بذلها لله دفاعا عن شعبه وأمته – تعكس لك كرما وعطاء قل أن تجد مثيله سوى لدا رجال صدقوا ماعاهدوا الله
ما إن أشرق نور المسيرة القرآنية بسطوع نجمها المؤسس الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه ، وخلال الحروب الظالمة المتوالية على المسيرة لإطفاء نورها في محافظة صعدة – كان الشيخ الشهيد سلطان عويدين يتأمل الأحداث رغم ضبابية المشهد بين ركام التظليل والتهويل ضد المشروع القرآني من قبل السلطة العميلة آنذاك.
وما إن اندلعت شرارة الثورة اليمنية المباركة ضد النظام العميل في يناير 2011- قام الشيخ الشهيد سلطان عويدين بزيارة إلى محافظة صعده واطلع على النموذج المثالي لأنصار الله في بسط العدل واستتباب الأمن والتعايش السلمي الراقي بين كافة شرائح المجتمع في الوقت الذي ترزح فيه باقي المحافظات مشاكل أمنية وتقطعات في الطرقات وثارات وغيرها في ظل غياب تام لأجهزة الدولة وشبه شلل لدور القبيلة بفعل وتأثير مراكز القوى والنفوذ باستثناء جهود بعض الشرفاء من المشائخ والشخصيات المستقلة.
عاد الشيخ سلطان عويدين من محافظة صعده منبهرا بالنموذج المثالي لأداء أنصار الله ومتأثرا به.
وحاول بكل تفاني نقل ولو جزءا يسيرا عن تجربة محافظة صعده إلى مديرية ريده وماجورها في محافظة عمران.
فافتتح مركز جامع عويدين الكبير بمدينة ريده ليكون منارا للهدى ومنبعا لنشر الثقافة القرآنية وملتقى لرواد الحقيقة والتواقين للعزة والحرية.
فكان يدعو أقاربه وأصدقائه للأنفاق بما يسهم في توفير المادة الثقافية والتوعية الثورية وكذا توفير ما يلزم من تغذية للعاملين في مسجد عويدين والمركز العلمي التابع له وبجهود ذاتية من أبناء مديرية ريده الأحرار.
وعلى الصعيد الاجتماعي فكان يتواصل بالمشائخ والشخصيات الاجتماعية ويلتقي بهم لتفعيل أدوارهم بما يخدم المجتمع وأمنه وسكينته.
وكان أكثر ما يؤرقه التقطعات القبلية في الطرقات دون قيام الجهات الأمنية بتحمل مسؤولياتها بل كانت أحيانا طرفا في إثارتها بفعل مراكز النفوذ التقليدية المرتبطة بأجندة سعودية.
تفاعل البعض من المشائخ والشخصيات الشرفاء مع الشيخ الشهيد سلطان عويدين ، وقام بحل الكثير من المشاكل التي كانت سببا للتقطعات وبالطبع ليست مبررا لها- رغم العوائق والتحديات التي كان يواجهها إلا أنها لم تضعف من عزمه للقيام بالمسؤولية بل زادته عزما للتحرك وفعلا وبفضل الله وإخلاص الشيخ سلطان عويدين تمكن من حل الكثير من المشاكل والتي كان حلها في عداد المستحيل.
ما لاقى استحسان الكثير من أبناء القبائل الذين وجدوا في هذه الشخصية الاستثنائية ضالتهم وكانوا يفدون اليه في مديرية ريده ليضعوا بين يديه مشاكلهم لحلها وتجاوز جراحها على مدي عقود من الزمن .
نقل الشيخ الشهيد سلطان عويدين تجربة انصار الله في صعده ولو بشكل جزئي وبسيط المهم ان الناس تفاءلوا خيرآ بالمسيره وبمواقف منتسبيها المخلصين امثاله .
فكانت مديرية ريده بفضل الشهيد ومشائخ مستقلين آخرين أمثال الشيخ الفقيد محمد يحيى محسن الغولي رحمه الله – وغيرهم _ أول منطقة تستقبل أبناءالمسيرة القرآنية وحاضنة لهم في الوقت الذي كان محرما قبولهم في المناطق الأخرى نتيجة تأثير النافذين سياسيا ودينيا والمرتبطين بالنظام العميل للسعودية والسفارات الأجنبية.
مواقفه الجهادية على سبيل الذكر لا الحصر :
عندما أقدمت مليشيا حسين الأحمر على قطع طريق صعده وفرض حصار على محافظة صعده – وكذا قيامهم على الاعتداءات على الناس في الطريق مثل جريمة ذو عناش وماتلاها من قتل واختطافات بالهوية على خلفية تكفيرية مقيتة
تطورت الأحداث في حوث إلى درجة قيام حسين الأحمر وعصاباته التكفيرية بالإعتداء على كل المنتمين للمسيرة القرآنية في حوث وخيوان ودنان وغيرها.
حيث قام حميد القشيبي بتعزيز مليشيا حسين الأحمر بإمكانات اللواء 310 .
استحال وصول التعزيزات لحسين الأحمر من خط ريده لأنها كانت حاضنة قوية للمسيرة.
فحولت مسارها الى منطقة يشيع الظاهر في مديرية خمر إلا أن الشيخ الشهيد سلطان عويدين كان لها بالمرصاد في ذات المنطقة ما اضطرها لتغيير مسارها.
وفي أحداث عمران تحرك عسكريا بشكل فاعل إلى جانب رفيق دربه الشهيد البطل أبو غزة إلى أن تم بحمد الله تحرير عمران المحافظة من الجماعات التكفيرية والتي استقدمها القشيبي من عدة محافظات.
بعدها توجه مع رفيق دربه الشهيد أبو غزة إلى الجوف لمواجهة التكفيريين بقيادة العكيمي وغيره ممن قاموا بممارسات عدوانية ضد المواطنين في الجوف.
ثم انتقل الشهيدان أبو زايد عويدين وأبو غزة إلى مأرب والتي سطرا فيها أروع الملاحم البطولية ضد الجماعات التكفيرية.
ثم جاء التوجيه لهما للتوجه إلى صنعاء لمساندة الثوار في مواجهة اعتداءات الخائن علي محسن ومليشياته إلى أن تم دحرهم في الواحد والعشرين من سبتمبر 2014م.
وبعدها انطلقوا جميعا الى مارب……. وبعد احداث جامعي الحشوش وبدر انطلقوا الى محافظة البيضاء لملاحقة عناصر مايسمى القاعدة وداعش .
بداية العدوان توجهوا الى شبوة.. ومن شبوة توجهوا الى محافظة تعز وشاركوا في معركة باب المندب والوازعية وجبهة المدينة ……….
وبعدها انتقلوا الى نهم حيث استشهد فيها رفيق دربه القائد المجاهد ابوغزة وكذلك نجله الشهيد علي سلطان…….. وانتقل بمجاميعه الى الجوف حيث كان قائد القوة العسكرية الرافدة للامن في محافظة عمران وتم تعيينه مديرا عام مديرية ريدة واركان حرب اللواء (127مشاه) الى ان جاء توجيه السيد العلم/عبدالملك بدرالدين حفظه الله وأيده بنصره _ برفد جبهة الساحل الغربي.
لم يتأخر لحظة واحدة عن تلبية نداء السيد القائد رغم أنه لم يمر سوى أيام قليله من تسنمه منصب مدير مديرية ريده فهو وإن كان مديرا أو عميدا – فهو لايرى المنصب فرصة لتحقيق مكاسب شخصية ، بل جعل من منصبه معراجا للشهادة التي طالما تمناها منذ زمن بعيد.
فتحرك إلى الساحل رغم مايعانية من أمراض السكري والقلب والتي يراها الكثير عذرا للتخلف والقعود .
فلا المنصب ولا المرض يقعدان المجاهد أبا زايد والأبعد من ذلك! أنه أخذ برفقته إلى ميدان أقدس معركة نجله الصغير عبد الرحمن وأبناء أخوته وعمومته ورفاقه الأوفياء من غولة عجيب وسفيان.
ليقول لعشاق المناصب والمراتب إذا لم يكن منصبك معراجا للشهادة أو ميدانا للمسؤولية فهو لايساوي شراك نعل الإمام علي عليه السلام.
فسلام الله على الشهيد العميد سلطان عويدين الغولي يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا وعلى رفاقه الأوفياء وعلى كل الشهداء في سبيل الله والمستضعفين من شعوب الإمة.
- نقلاً عن يمني برس