صماد 3: تثبيت معادلة جديدة في المواجهة
تعود جذور هذه المعادلة التي باتت اليوم تشكل مظلة استراتيجية ردعية لحماية اليمن وتضبط حركة المواجهة مع رباعية العدوان(أمريكا، بريطانيا، الإمارات، السعودية) تعود إلى بداية انطلاق القوات المسلحة اليمنية واللجان الشعبية في إعادة بناء المؤسسة العسكرية و اتجاه العقول العسكرية اليمنية، وهي خلاقة ومبدعة، للتصنيع العسكري وفي مختلف المجالات بما فيها سلاح الجو المسير والصواريخ الباليستية.
وعليه فعلى محمد بن سلمان وبن زايد انتظار هزيمة مدوية في حال تأخر اكتشافهما أن اليمن الذي يقاتلهم بشراسة يضع في صلب استراتيجيته للمواجهة ( الاعتماد على الله والركون له وأن المقاتل اليمني يثب في نزال اليوم الساخن في حالة من الولاء المطلق لله والكرامة والأرض و الاستقلال وهذا في المقام الأول ثم إن اليمني مرد وعلى مر التاريخ على صناعة وتشكيل الظواهر وليس حلها أو مواجهتها أو توظيفها فقط.
لقد سمعنا عقب العملية المفاجئة لسلاح الجو اليمني و التي ضربت مطار أبو ظبي الدولي بطائرة صماد 3، سمعنا الكثير من المراقبين و المحللين و الساسة يوصون نظامي الإمارات و السعودية بقراءة عميقة للرد اليمني المتصاعد في وجه استمرار عدوانهما المدعوم من الغرب، بيد أن الرسالة التي يجب أن يتوقف عندها قادة العدوان ليس العملية ولا طراز الطائرة المستخدمة ولا المسافة التي قطعتها بنجاح فائق، بل ما يجب أن يلتقطه المعتدون هو الانفرادة اليمنية في تحويل التهديد إلى فرصة وتوظيف الزمن وهنا يكمن الفارق بين معتد متغطرس يحرق الزمن، وبين مقاوم عنيد يوظف كل شيء لحساب مبادئه ووطنه، وقد نجح نجاحا مذهلا يعترف به الأعداء في كل مكان.
ثم شواهد هذا النجاح والإنجاز تتأتى أكثر من خلال معرفة إلى أي نقطة وصل الصراع وما حال عناصر القوة عند العدو ؟ بداية من الطيران الحربي والتجسسي والتقنية الحديثة والمرتزقة وووو الخ؟ ومعرفة حال هذه العناصر ليس بتقييم أداء مجملها ولا بسرد ما أنجزه بواسل الجيش واللجان في مقابل كل ذلك، إذ يكفي الاختصار والقول أن عملية قصف مطار أبو ظبي الدولي أحد أهم المنشآت الاقتصادية في الإمارات تأتي في سياق آخر وهو مهاجمة مصادر قوة نظامي بن زايد وبن سلمان و في مرحلة عنوانها مهاجمة الأساسيات التي يتركز عليها العدو ومصادر قوته المختلفة ونقل الحرائق إلى ديار المعتدين.
وهو ما يعني أن المنظومة العسكرية والاقتصادية والسياسية لنظامي أبو ظبي والرياض باتت هدفا ليس للصواريخ الباليستية وإنما للطائرات بدون طيار الآتية من يمن ما بعد أربعة أعوام من العدوان عليه.
كما أن عملية قصف مطار أبو ظبي الدولي تثبت للمرة الألف عجز قوى العدوان عن منع تعزيز الجيش واللجان الشعبية للقدرات اللوجستية في ظل الحصار المفروض على البلاد.
وبشأن تعمد نظام الإمارات إخفاء القلق من هذا التحول العسكري فجزء من استراتيجية ضُربت مع أول الرسائل الردعية التي أخذت شكل التهديد وصدرت سابقا عن قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي ..
وهي استراتيجية لن تمنع نيران المواجهة من ضرب مناطق مهمة في جبهتهم الداخلية التي ظنوها آمنة، ولم ولن تعد كذلك في ظل استمرار دوي الاستعداد الشجاع والدائم لقيادة القوات المسلحة واللجان الشعبية في تفعيل القدرات التي يراكمها سلاح الجو والقوة الصاروخية، ما استمر العدوان على اليمن.