العدوان.. تَحَدٍّ وحافزٌ لتغيير الواقع ولبناء النفس.
الصمود
والعدوان على بلدنا ليس حدثاً عابراً، كلما نحتاج إليه في المنطقة، في بلدنا، في سائر شعوب المنطقة، الوعي عن هذه الأحداث بمستوى وأنها ليست أحداث عابرة، وأنها مخاض مهم جداً في واقع الأُمَّـة، وأنه من المهم لنا أن نعي جيداً مسؤوليتنا تجاهها، طالما وهي ضمن مخطط طويل ومستمر، ومسلسل تآمري كبير على الأُمَّـة ينتقل من حلقة إلى أُخْـرَى، من مربع إلى مربع آخر، من عنوان إلى عنوان، إن الأُمَّـة في واقعها تحتاج إلى تحرك جاد وواعٍ، جاد وواعٍ، لمواجهة هذا التحدّي، وأن تجعل من هذا التحدّي فرصة، والله إنه يمكن للأمة كأمة، لشعبنا المسلم الـيَـمَـني العزيز كشعب حر أبي أن يجعل من هذا التحدّي فرصة لتغيير الواقع ولبناء النفس، لبناء الواقع الداخلي، التحدّيات والأحداث العظام ولدت أُمَـم وقوضت أُمَـم أُخْـرَى، نهضت بأقوام، وأسقطت أقواماً، الأحداث مهمة جداً، تعتبر أهم الفرص للبناء، يمكن لأي شعب يواجه تحدٍ كبير مثل التحدّي الذي يواجهه شعبنا الـيَـمَـني أن يتحرك بكل ما يستطيع لبناء واقعه من الداخل لمواجهة هذا التحدّي، أن يجعل منه فرصة ليبني واقعه قوياً على كُلّ المستويات، والتحدّيات إذا وجهت تتحول إلى عامل مهم في البناء، في بناء الأُمَـم، كيف وُلدت كُلّ الأُمَـم؟ استقرأوا التأريخ أمةً أمة، كيف نهضت تلك الأُمَّـة، إلى من مخاض أحداث، ومن رحم مواقف وظروف وتحدّيات، التحدّيات، الأحداث العظام تلد أُمَـماً عظيمة، ولكن تحتاج إلى وعي وإلى عزم، إلى إحساسٍ عالٍ بالمسؤولية، وهذا هو الشيء المهم جداً ولذلك أتوجه إلى شعبنا الـيَـمَـني العزيز لأؤكد على: أَهميَّة أن يستفيد من هذه الأحداث، لأنها كما يبدو أحداث مستمرة، والله أعلم إلى متى، ولكن المهم جداً في هذه الأحداث أن نتجه بجدية إلى واقعنا الداخلي لنجعل من هذا التحدّي حافزاً لبناء واقع قوي في مستوى مواجهة التحدّيات، كما فعل الآخرون، كما فعلت شعوب أُخْـرَى، شعوب حتى ليست مسلمة، وواجهت تحدّيات كبيرة وخرجت منها رافعة الرأس شامخة، ثابتة، قوية، نحن يمكن أن نخرج من مواجهة هذا التحدّي في العدوان الأمريكي السعودي ومن معهم من لفيف المنافقين أن نخرج كشعب قوي عزيز، وبإمكاننا، بإمكاننا ذلك، ونحن معنيون بذلك، وهذا هو خيارنا الصحيح، هذا هو خيارنا الذي لا بد منه، على الجميع مسؤولية، على النخب وعلى الجماهير، أن يعوا جميعاً أَهميَّة هذه الأحداث، ألا ينتظروا أنه ربما تقف هذه الحرب، يكف المعتدون عن عدوانهم هذا الشهر أَوْ الشهر الآخر، لا تحسبوا هذه الحسابات، لنتجه جميعاً بتوحد بتعاون بتظافر للجهود إلى المواجهة، إلى بناء واقعنا الداخلي، إلى ترتيب واقعنا الداخلي، لتلدنا هذه الأحداث وهذا المخاض من جديد شعباً عظيماً قوياً عزيزاً متماسكاً، خرج شامخ الرأس وخرج حراً من مخاض هذه الأحداث، نحن لدينا كُلّ المحفزات، نحن شعب مسلم، لدينا قيم، لدينا أخلاق، لدينا مبادئ، لا ينقصنا شيء، هناك شعوب ليست حتى مسلمة، لكن بفطرتها الإنْسَانية أبت إلا أن تكون حرة، واستطاعت أن تتحرر، وواجهت إمبراطوريات، تأريخنا كذلك واجهنا فيه امبراطوريات، لدينا قيم لدينا مبادئ، المبادئ والقيم الفطرية الإنْسَانية والإسْـلَامية، كلها موجودة لدينا، إنما فقط تعزيز هذه المبادئ، ترسيخ هذه القيم، لتحيا في الوجداًن في الإحساس، في المشاعر، وانظروا كيف ستفعل، كيف سيفعل فينا القرآن، نوره، هداه، استنهاضه، تحريضه، تحسيسه بالمسؤولية، كيف ستفعل بنا القيم الفطرية والإنْسَانية إذا تحرك الناس لإحيائها بمستوى التحدّي وبمستوى المسؤولية، ثم قضيتنا لا التباس فيها، مهما كان لدى الآخرين من عناوين ودجل وكذب وبهتان وافتراءات، هؤلاء الذين اعتدوا علينا بدون سابق إنذار، بدون حجة، بدون برهان، بدون حق، بدون مبرر، بدون مسوغ، الأمريكي السعودي، من معهم، الأمريكي وعبيده، الأمريكي هو الأصل، من أمريكا أُعلنت الحرب، أمريكا هي التي وجهت، هي التي أمرت، هي التي خطّطت، هي التي تشرف بشكل أعلى على العدوان، هي التي توجه في كُلّ خطوة، في كُلّ موقف، معتدون، مجرمون ظالمون، مستكبرون، مفسدون، قتل الأطفال والنساء، قضية واضحة، أولئك قتلوا الأطفال والنساء، أولئك المجرمون العابثون المدمرون، المهلكون للحرث والنسل، المفسدون في الأرض، الذين يجعلون من كُلّ شيء هدفاً لعدوانهم، المسجد، المدرسة، السوق، المؤسسة المدنية، أي منشأة خدمية، كُلّ شيء هدف، الكبير الصغير، الطفل، المرأة، كُلّ شيء هدف، هؤلاء هم جوهر الطغيان والإجْـرَام والظلم والفساد والمنكر وإلى غير ذلك، هم الشيطان بكل أشكاله وأخلاقه، لكن نحن علينا مسؤولية، قضيتنا واضحة لا لبس فيها على الإطلاق، علينا أن نتحرك؛ لأننا إن قصّرنا إن فرطنا، فهذا هو منبع الخطورة علينا، أكبر ما يمكن أن يشكل خطورة علينا هو تقصيرنا ولا خيار أمامنا؛ لأن أولئك كانوا فيما مضى وسيكونون فيما بقي وفيما سيأتي لنا أن نكون أذلاء وهينين وعبيداً لهم، ولا يقبل بذلك إلا إنْسَان قد مُسِخَ من إنْسَانيته، لم يعد حراً ولا عزيزاً، وقد تفرغ كما قلنا في بادئ الخطاب من مضمونه الأخلاقي والمبدئي والقيمي، أصبح سلعةً رخيصة، إنْسَاناً آلياً، فُرِّغ من إنْسَانيته، ولكن، بمقدور شعبنا الـيَـمَـني بالتضامن والتكاتف والاعتماد على الله والتوكل على الله أن يواجه كُلّ التحدّيات، العسكرية منها والاقتصادية.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من خطاب/السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي:
بذكرى يوم ولاية الإمام علي/ 1437 هـ / والذكرى الثانية لثورة 21 سبتمبر.