صمود وانتصار

السلام ليس مجرد وثيقة أو مشاورات

بقلم / علي السراجي

طالما وتحالف العدوان السعودي والاماراتي والمدعوم امريكيا وبريطانيا كان ولازال يطالب جميع اليمنيين حد تعبيرهم بضرورة دعم “مشاورات ومفاوضات السلام” وآخرها جنيف 3، فعلى الأقل كان يجب عليه في المقابل اظهار الجدية والاحترام للقاعدة الشعبية المناهضة لعدوانهم ، بما يخلق الطمأنينة والثقة ويعزز الشعور بالسلام وإمكانية تحقيقه ، لكن الذي حصل ويحصل ، كان ولازال يتمثل بالاستهانة وتعمد الإساءة لمجتمع يقدم التضحيات لحفظ كرامته وصون العرض والارض.

وللتوضيح اظهرت الايام القلية الماضية حقيقة مقدار الاستهانة بمشاعر شعب او قاعدة شعبية “صغيرة” حد تعبير دول تحالف العدوان ومرتزقتهم، فمحاولة تكرار اهانة الوفد الوطني المفاوض كما حصل سابقا في جنيف 1، يؤكد وبما لا يدع مجال للشك أن رغبة تحالف العدوان تتمثل في أفشل أي مفاوضات أو مشاورات ومنع إمكانية تحقيق السلام في اليمن والابقاء على الحرب كخيار وحيد لا مناص منها.

ومن وجهة نظري ان شريحة المناهضين للعدوان يدركون هذه الحقيقة، ولو عرفوا ان قيادات المجلس السياسي الاعلى عموما وحركة انصار الله خصوصا تتهرب من تحقيق السلام وايقاف العدوان ، ما تأخروا للحظة واحدة عن الدفع نحو السلام والضغط عليهم لتحقيقه ، وهنا يكمن الفرق بين طرف يبحث عن سلام مشرف يحمي الحقوق للجميع دون استثناء ويحقق وئام وطني مستمر ، وبين طرف يبحث عن نصر يحققه وعن الانتقام والاهانة لمكون شعبي لا يستهان به وبصموده وتضحياته.

وقد أكد على ذلك السيد عبدالملك في خطابه الليلة حينما أشار إلى الاستعداد لخيار السلام المشرف كما الاستعداد لخيار التصعيد والمواجهة للعدوان وخططه ، وهو خيار يجعل الشعب يقف في خندق واحد مع قائد الثورة لتحقيقه مهما كانت التضحيات ، وفي الحقيقة ان سلوك تحالف العدوان تجاه وفدنا المفاوض يمثل استهانة واستهتار واستخفاف ، ويكشف ان أسلوب المكر والخداع والاهانة للوفد مجرد مقدمة للتعامل مع شعب بأكمله.

فسلوك العدوان الصلف من قتل الأطفال والنساء وتدمير البنية التحتية والاقتصاد والحصار للحركة والتجارة الى الرفض بالسماح للجرحى و المرضى من العودة إلى صنعاء أو المغادرة إلى الخارج للعلاج ، سلوك وتصرف يكشف كيف أن هذا التحالف يفتقر حتى للمعايير الإنسانية والقيم الدينية.

ونظرا لذلك نجد التساؤل التالي يفرض نفسة ، من هم المجانين في هذا الشعب؟؟؟ الذين يمكن ان يفكروا لمجرد التفكير بدعم المشاورات أو المفاوضات أو سلام أو غيره ، وهم يشاهدون عدو يستهين بهم وباهلهم واخوانهم ويقتلهم ويمتلك هذا الكم من الحقد والخبث ولا تردعه قيم عربية ولا إسلامية ولا إنسانية ولا أخلاقية.

اخيرا يمكنني القول ان هناك اصرار دولي كبير على استمرار استعداء شريحة يمنية واسعة مناهضه للعدوان ووضعهم أمام خيار واحد يتمثل بالمواجهة ، ويتمثل هذا الاصرار الدولي بإفشال كل محاولات تحقيق السلام والدفع نحو التصعيد ، وهذا التوجه له هدفه في المنطقة ويتمثل بالابتزاز لدول الخليج وتدميرها ، خاصه وان اليمن بلد تأكل المعتدين والغزاة وتحولهم الى وقود لمعركة مناهضتهم ، فاليمن كانت محرقة للغزاة وللإمبراطوريات التى حاولت سابقا غزوها واحتلالها والتاريخ شاهد ، ولازالت وستظل محرقة لإمبراطوريات المال والقوة حديثا والحاضر خير دليل.