(حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسيناً)
الصمود|ثقافة قرانية وإذا أردنا أن نعرف مقام الإمام الحسين ودوره المنشود والمهم والفاعل في أمة جده منذ زمنه ثم عبر الأجيال فإن خير من يعرفنا بهذا المقام وبهذا الدور وبمستوى الإمام الحسين (عليه السلام) على حقيقته ومستواه هو الرسول (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) فلنعد إليه ولنسمع منه وهو خير من يعرفنا على سبطه الحسين، الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) فيما قاله عن الإمام الحسين وهو يعرّف الأمة به ويطلعها على مقامه وعلى دوره المهم والكبير قال (صلى الله عليه وآله وسلم) عنه وعن أخيه الحسن (عليه السلام) (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ) سيدا شباب أهل الجنة .
سيد شباب أهل الجنة ليس مجرد لقبٌ فخري إنه يدل على أن الطريق الذي سار فيه الحسين والمشروع الذي حمله الحسين والموقف الذي وقفه الحسين يمثل أصالة الإسلام والمنهج الإلهي وخط الأنبياء الموصل إلى جنة الله وفي طريقنا إلى الله وإلى رحمته وإلى جنته ورضوانه فإن الإمام الحسين (عليه السلام) هو رجل الجنة ليس هذا فحسب إنه سيد شبابها هذا يدل على أن ذلك الطريق الذي سلكه الحسين هو الطريق الذي في مقدمته الأنبياء هو طريق الحق طريق العزة طريق الخير طريق السعادة.
وعندما نستذكر الحسين (عليه السلام) فليس ذلك بدافع مذهبي ولا طائفي؛ لأن الحسين (عليه السلام) لا يخص مذهبًا ولا يخص طائفة إنه رمز لكل الأمة رمز لكل البشرية، هو (عليه السلام) رمز في طريق الحق والخير الذي ثمرته السعادة والعزة ومنتهاه رضوان الله والجنة، رمزٌ لكل الصالحين الصادقين الذين مآل أمرهم وعاقبتهم الفوز بالجنة ورضوان الله ولن يأنف أي حر ولا طاهر ولا عزيز ولن تأخذه العزة بالإثم من أن يحب الحسين ويقتدي بالحسين ويأخذ من روحية الحسين ويتعلم في مدرسة الحسين.
ولشباب أمتنا الذين يتأثر الكثير منهم برموز وهمية لا يستفيدون من تأثرهم بها أي إيجابية نقول هذا هو الحسين سبط رسول الله سيد شباب أهل الجنة، الرمز المثالي لكل الأمة وللشباب وللشباب أيضًا هذا هو الرمز الذي يجب أن تتعرفوا عليه وعلى سيرته، وأن تحملوا رايته وتقتبسوا من روحيته.
ونعود إلى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو يقدم لنا الحسين ويعرفنا عليه وعلى مقامه ومكانته ودوره وما يمثل هذا الرجل العظيم للأمة وللبشرية جمعاء فيقول (صلى الله عليه وآله وسلم): ( حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسيناً حسين سبط من الأسباط) من هذا النص ندرك المقام العظيم للإمام الحسين (عليه السلام) وموقعه المهم في الإسلام وفي هداية الأمة، ونرى فيه روحية جده وعزة جده ومشروع جده، في : (حسين مني وأنا من حسين) واحدية المشروع ، يعني أن الحسين امتدادٌ بعد أخيه وأبيه امتداد للنهج المحمدي الأصيل , امتداد للرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) في مقامه العظيم في هداية الأمة في بنائها وإصلاحها.
(أحب الله من أحب حسينًا) في طريق الحب لله نلتقي بالحسين ونحبه؛ لأنه جدير بالمحبة وهو ولي الله جدير بالمحبة عندما نحبه يحبنا الله، ومحبتنا له لمقامه العظيم كرمز من رموز الهدى، ومحبتنا له هي محبة لله، هي محبة لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومحبتنا له لما يحمله من قيم وأخلاق ونور وبصائر، محبتنا له تعني طهر المشاعر وزكاء النفس وسلامتها من التدّنس بحب مجرم أو ترميز طاغية، تعني صلاح سريرتنا وتعني إنسانيتنا وتعني طهارة قلوبنا القلوب التي تعشق الخير وأهله وفي المقابل تكره وتمقت الظلم والظالمين والجريمة والمجرمين ، تعني استقامتنا في حبنا وكرهنا وولائنا وعداءنا، تعني النبل والشرف والصلاح، تعني عشق الموقف والسير في الطريق، وتعني التضحية والعطاء والثبات.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
بمناسبة ذكرى عاشوراء للعام الهجري 1434هـ.