لأكثر من 3 سنوات .. اليمن : جرائم حرب بالجملة
الصمود | متابعات
ثلاث سنوات وأشهر منذ انطلقت ما تسمى “عاصفة الحزم “على اليمن، شهدت فيها البــلاد من الأسى ما لم تشهده على مدى أزمنتها المتعاقبة منذ القدم، قصص مؤلمة، ومشاهد بشعة لجثث متناثرة، رجال ونساء ، وأطفال ظلوا لأسابيع تحت الانقاض، ومدنيين نجوا حتى اللحظة ، لكن مصائرهم ما تزال عرضة للقصف من قبل طيران التحالف بقيادة السعودية .
فعلى الرغم من أن التحالف لم يحقق أي إنجاز يذكر منذ بدأ حملته العسكرية على اليمن، سوى تدمير المؤسسات والمنازل، والمستشفيات، والمدارس، وحصد أرواح المدنيين بالجملة وفقا لتقديرات دولية رفيعة إلا أنه يواصل قصفه الجوي، على القرى والمدن الأهلة بالسكان، وما يمر يوم دون سقوط ضحايا مدنيين بالعشرات ما بين قتيل وجريح، وأخرها ما حدث في منطقة التحيتا بمحافظة الحديدة، حيث شن طيران التحالف سلسلة غارات جوية على التحيتا، وخلف فيها عشرات القتلى والجرحى وفقا لبيان وزارة الصحة في صنعاء، وأضاف البيان أن ” طيران التحالف منع دخول وخروج سيارات الإسعاف من المنطقة لإسعاف الجرحى وتستهدف كل شيء يتحرك في التحيتا”.
هذه الحادثة التي نجم عنها عشرات من المدنيين، وتدمير منازلهم، اليوم الخميس، 11 أكتوبر2018، العام الرابع للحرب، تحدث في كل محافظة يمنية، خاصة في صعدة، المحافظة التي تشير المعلومات بأنها ” أكثر المحافظات اليمنية التي تعرضت للقصف الجوي من قبل طيران التحالف”، وتكررت أيضا في تعز، وحجة ، وصنعاء، وكل مدينة يمنية، تحلق في سماءها طيران التحالف، وبعد الصمت العالمي والدولي ، بإستثناء بعض المواقف التي خرجت تدين السعودية، بدء تحركاً دولياً للتحقيق بشأن الجرائم التي تحدث في اليمن، حيث كلف فريق دولي تابع للأمم المتحدة، فبعدما أصدر فريق الخبراء الدوليين تقريراً بشأن الانتهاكات التي ارتكبت من قبل أطراف الحرب في أغسطس الماضي، بدأ التحالف يعيش حالة من الرعب والقلق إزاء هذا التحرك الدولي بشأن الملف الإنساني في اليمن، والتحقيق الذي جرى بشأن الانتهاكات التي ارتكبت ، وعلى وجه التحديد من قبل التحالف منذ أن دخل على خط الحرب، قبل أكثر من ثلاثة أعوام.
وأكد فريق الخبراء المعينين من قبل مجلس حقوق الإنسان، أن “غارات التحالف ضربت في اليمن مناطق سكنية وأسواقاً وحفلات زفاف وسجون وزوارق صيد وحتى مرافق طبية مما تسبب في سقوط ضحايا مدنيين”.
وبين تقرير الخبراء أنه ” يوجد لديه أسباب وجيهة للاعتقاد بأن أفراداً في حكومة هادي في المنفى وكذلك الأفراد في التحالف بما في ذلك السعودية والإمارات نفذت هجمات على المدنيين في انتهاك لمبادئ التمييز والتناسب والاحتياطات التي قد ترقى إلى جرائم حرب”. مؤكداً بالقول ” فريق الخبراء راجع 60 حادثا وقعت فيها غارات جوية على مناطق سكنية مما أسفر عن مقتل أكثر من 500 مدني من بينهم 84 امرأة و 233 طفلاً وفي 29 حادثا راجع فريق الخبراء الضربات الجوية التي أصابت الأماكن العامة بما في ذلك الهجمات على أهداف في مناطق مكتظة بالسكان والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 300 مدني”.
كما استعرض فريق الخبراء 11 حادثة وقعت فيها ضربات جوية على أسواق أسفرت عن مقتل مئات المدنيين بالإضافة إلى أربع غارات ضربت منشآت الاحتجاز منذ بداية النزاع مما أسفر عن مقتل أكثر من 105 مدنيين كانوا معظمهم من المحتجزين.
وفي 11 غارة ضربت قوارب مدنية قبالة شواطئ الحديدة .. وجد فريق الخبراء أن ما يقرب من 40 صيادا قتلوا أو اختفوا، كما تم مراجعة 32 حالة حيث تضررت المرافق الطبية وكذلك المواقع التعليمية والثقافية والدينية التي دمرت من قبل الغارات الجوية طوال فترة الحرب.
وقال الخبراء في تقريرهم إن “الضربات الجوية التي شنها التحالف بقيادة السعودية في الحرب الدائرة باليمن، تسببت بخسائر بشرية كبيرة بين المدنيين، يصل بعضها إلى حد جرائم الحرب”.