لم يجد المواطنُ اليمنيُّ متنفَّساً من عواصف الأزمات التي يشُــنُّها تحالفُ العدوان، فحربُه الاقتصادية وتدميرُ العُملة اليمنية تسببت في ارتفاع أسعار المواد الأساسية في ظل توقف المرتّبات تؤرّق المواطن اليمني، وتسببت أيضاً بأزمة أُخْـــرَى كثيرة، من تلك الأزمات هي أزمة السكن والإيجارات التعجيزية.
تحوّلت أزمةُ السكن إلى كابوس يؤرِّقُ المواطنَ اليمني، مع جنون إيجارات البيوت التي طاولت عنانَ اللامعقول في بلد أنهكَ أهلَها حصارٌ وَعدوانٌ غاشمٌ دمّـر البشر والحجر..
كما إنَّ استغلالَ أزمة النزوح لآلاف النازحين من مناطق المواجهات والمحافظات الجنوبية الواقعة تحت سيطرة تحالف العدوان التي تشهد فوضىً عارمةً إلى العاصمة، إضَافَةً إلى الأزمة الاقتصادية التي تسببت إلى ارتفاع الأسعار، جعلت مالكي العقارات يتمادون في استغلالهم لحاجة الناس للمأوى، وناهيك عن الأرقام الخيالية التي وصلت لها الإيجارات في صنعاء ومحيطها.
حيث يطلبون المؤجرون من المستأجر مبلغَ إيجار الشقة يفوقُ راتبه، مما يضطر لوضع أَكْثَـــر من راتبه لمالك البيت الذي يستأجره، إضَافَة لأجرة المكتب العقاري التي تساوي قيمةَ الإيجار الشهري، فضلاً عن دفع إيجار شهر تأمين، وهذا كله يتحمله المستأجر وحده، أي أن المستأجر يضطر لدفع أجرة شهرين لتوقيع العقد فقط عدا عن بدل الإيجار، وبعد أن يوافق على الشروط التي يفرضها المؤجرون على المستأجر وهي أن يدفع إيجاراً مقدماً لـ 3 أشهر وتصل إلى 6 أشهر، وفي بعض الأحيان لـ سنة كاملة، بعد أن يحضر ضمانة تجارية، والشرط الأول والمهم أن يكون المستأجر موظفاً في قطاع خاص، وليس موظفاً في الحكومة؛ كون موظفي الدولة رواتبهم متوقفة.
الخلاصة أن مبلغ الإيجار الذي يطلبه المؤجر من المستأجر للشقة وصلت إلى أرقام فلكية، ناهيك عن الشروط المفروضة، وبالأخير جميعُها تعجيزية ولا يقدر عليها الشبابُ أصحابُ الدخل المحدود القادمين على الزواج كحالتي، ولا من قبل معظم أسر الشهداء، ولا من قبل المواطن، وقد أَدَّى ذلك لحصول مشكلات ومعاناة وتداعيات لا تعد ولا تحصى وسط الاستغراب من غياب الدولة ومؤسّساتها المعنية عن القيام بأية خطوات عملية جادة واستراتيجية للمعالجة!
أزمة السكن يتحكم بها تجار العقارات والمؤجّرون.. فهل يعود الضمير إلى أصحاب العقارات والمنازل من جديد؟ نتمنى ذلك، مجسّدين الترابط والتلاحم والإخاء والتراحم فيما بيننا لنتجاوز كُـلّ المعانات والصعوبات التي يعملها العدوّ لاستهدافنا..