قرارات هادي تحاصر تعز .. لا ضوء في نهاية النفق (تقرير)
يمضي المارشال عبد ربه منصور هادي في تعميق دوامة الصراع وتمزيق الأوصال على خطى رفيقه السوداني عمر البشير فقد اضافت قرارات اصدرها مؤخر وقودا جديدا للصراع المشتعل في محافظة تعز بعد أن مضى في تشكيل الوية عسكرية لجيش غير نظامي يخضع لسلطة تحالف العدوان السعودي ناهيك بقراره تعيين محافظ آخر في موازاة المحافظ عبده محمد الجندي في ما بدا أنه مخطط كبير لتحويل هذه المحافظة مسرحا لحرب استنزاف طويلة الأمد غير بعيدة عن مشروع خفي بفصل جنوب اليمن عن شماله.
وأثار القرار الذي اتخذه الرئيس المعترف به دوليا والمطلوب للمحاكمة في الداخل بتهمة الخيانة العظمى عبد ربه منصور هادي بتعيين الشخصية المقربة من جماعة الاخوان علي محمد المعمري محافظا لتعز قلق كثير من المسؤولين المحليين الذين اعتبروا القرار تطورا خطيرا في معادلة الأزمة التي تطحن هذه المحافظة منذ منتصف العام الماضي.
ويقول مسؤولون محليون تحدثوا إلى ” المستقبل” ان القرار الذي أعلنه هادي تعيين المعمري محافظات لتعز لم يأت من الدخل بل جاء من الرياض التي سعت إلى تقديم شخصية موضع توافق ويشيرون إلى أن الخلاف لا يزال عاصفا بين مراكز القوى التي تدير ما يسمى ” المقاومة ” المسلحة في تعز حول المحافظ المعين خصوصا وأن جذوره السياسية تشير إلى أنه كان قياديا سابقا في حزب المؤتمر الشعبي العام وانضم إلى جماعة الاخوان المسلمين منذ احتجاجات العام 2011.
ويشير هؤلاء إلى أن هادي صادق على قرار تعيين المعمري محافظات لتعز بعد ساعات من اعلانه عبر وسائل الاعلام الدولية التابعة لتنظيم الاخوان قرار تعيينه في هذا المنصب، واعلنه رسميا بعدما تلقى اتصالات من الرياض بتزكيته محافظا، ليكون معبرا عن سلطة محلية تستطيع دول تحالف العدوان تقديمه إلى الخارج بوصفه مسؤولا اعتباريا ولتقديمه ايضا في التغطيات الاعلامية خلال العمليات العسكرية التي تخطط قوات التحالف بالتعاون مع القوات التابعة للمارشال هادي تنفيذها في هذه المحافظة خلال الأيام القادمة.
ويذهب مسؤولون آخرون إلى التأكيد بأن قرار هادي تعيين المعمري محافظا لتعز اكمل حلقات مؤامرة تمزيق هذه المحافظة وحشرها في دوامة طويلة من الصراع بعدما شهدت الأيام الماضية تشكيل الوية عسكرية لجيش غير نظامي يخضع لسلطة التحالف الذي تقوده السعودية ويسعى بالتعاون مع القوات التابعة لهادي فرض سيطرة عسكرية على هذه المحافظة التي تتحكم في مضيق باب المندب.
ورغم انحسار فرص نجاح هذه الخطوة إلا أن المسؤولين المحليين يرون أن قرار هادي تعيين محافظ جديد في ظل وجود المحافظ عبده محمد الجندي نقل الازمة في تعز إلى طور أكثر تعقيدا خصوصا وهو جاء مع بدء المحافظ الجندي مباشرة مهماته محافظا في ظل تأييد وترحيب أكثر الأوساط والشخصيات السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والوجهاء بالمحافظة ناهيك بالتأييد الذي اعلنته أكثر المجالس المحلية المنتخبة والتي تمثل الشرعية الوحيدة موضع الاجماع في هذه المحافظة.
ويشير مسؤولون في المجلس المحلي إلى أن قرار هادي تعين المعمري محافظا لتعز حظى بترحيب واسع عبر عنه في بيانات حزب التجمع اليمني للإصلاح والمليشيات المسلحة المنضوية في إطار ما يسمى ” المجلس العسكري الموحد للمقاومة”، ما يعني بحسب هؤلاء أن المحافظ الجديد سيمارس مهماته محافظا في دائرة قطرها ثلاث مديريات هي مجموع مديريات وسط مدينة تعز الخاضعة لسيطرة مليشيا مرتزقة العدوان السعودي والتي يتصدرها مليشيا حزب الإصلاح بقيادة حمود المخلافي ومليشيا تنظيمات ” حماة العقيدة” و” انصار الشريعة” السلفيان وتنظيم ” القاعدة”.
ويشار في ذلك إلى أن اكثر مديريات محافظة تعز الــ23 تخضع لإدارة سلطات داخلية ممثلة بالمجالس المحلية التي تمارس مهماتها بصورة اعتيادية تساندها قوات الجيش واللجان الشعبية في قيادة المهمات الأمنية.
وثمة مخاوف مشتركة لدى الأوساط السياسية والمجالس المحلية من تفاقم الأزمة في هذه المحافظة مع شروع المارشال هادي بتشكيل ثلاثة الوية عسكرية خاضعة لسلطة ما يسمى “المجلس العسكري الموحد” وهي التشكيلات التي تحظى بدعم مالي ولوجيستي كبير من دول تحالف العدوان السعودي الاماراتي وينتظر أن تؤدي دورا محوريا في معادلة الصراع المسلح الذي صار مفتوحا على كل الاحتمالات خصوصا مع وجود سلطة وجيش يخضعان لنفوذ الداخل وسلطة وجيش آخران يخضعان لنفوذ الخارج.
موقع المستقبل