صمود وانتصار

العدوان في ميزان اليمن وأطماع الخارج

الصمود / 6 / يناير

خاص/

بقلم / شرف الزين

 

الحلقة الأولى:

 

التغير في الشكل والمسميا أما الجوهر، فما أشبه الأمس باليوم.

 

طالما النفسيات هي النفسيات و الأطماع هي ذاتها فلن تختلف المآلات والنتائج كثيرا، فما عرضته الوثائق البريطانية والأمريكية عن أطماع الخارج في اليمن خلال ثلاثين عاما من العام 1900 إلى العام 1930 ، هو ما تختزله أربعة أعوام راهنة من العدوان السعو صهيو أمريكي على اليمن و تكشف هذه الأعوام الأربعة ما ستعرضه للأجيال مستقبلا وثائق الطامعين بشكلهم الجديد عن ستة وخمسين سنة ، ولمستقرئ الأربع الأخيرة الحالية منها أن يجد زبدة الكشف ولبه.

الباحث والدبلوماسي المتقاعد، عبدالكريم سلام المذحجي ترجم ما عرضته الوثائق البريطانية الأمريكية في كتاب له أعده و صدرت الطبعة الأولى منه في 30 من نوفمبر 2017 اسماه، “اليمن و أطماع الخارج”.

 

الترجمة قال الذحجي بأنها لكتاب باللغة الإنجليزية وقع في يده في أوائل الثمانينات في مكتبة وزارة الخارجية في “عدن” و أعجبه لأنه تضمن صورا من تقارير مختارة أعدتها قنصلية الولايات المتحدة في عدن خلال العقد الثالث من القرن العشرين حيث عزم من حينها على ترجمة الوثائق المصورة التي تضمنها الكتاب.

 

المذحجي عرض الترجمة في كتابه، “اليمن وأطماع الخارج” على النحو المتتالي لصدور الوثائق التي تناولها بالترجمة، و قد وجد المذحجي من ظروف العدوان والحصار ومن التهديدات التي تتعرض لها الحديدة و من تحذير الأمم المتحدة من أكبر أزمة إنسانية ، وجد الفرصة لأن يبرز أطماع قوى العدوان و الحصار و الأهداف الحقيقة من ورائه و من هي القوى الكبرى المحركة و الآمرة، فبدأ الكتاب بمقدمة أبرز ماقال فيها، أنه في تقديره المتواضع قد آن الأوان لكي نستنتج الدروس والعظات الصحيحة من كل المعاناة والمواجهات والصراعات _وطبعا هو يقصد هنا الداخلية فيما بين اليمنيين على مر التاريخ_، وقال: لعل الأهم منها هي أن نتعلم كيف نتعايش بسلام ويتقبل بعضنا بعضا و أن الوطن يتسع لنا جميعا. وقال في المقدمة أيضا، وهنا الكلام المهم، قال: لقد كان اليمن لأسباب كثيرة هو الجزء الأكثر جاذبية من شبه جزيرة العرب والأكثر اثارة لأطماع الخارج.

 

وعلى القارئ الكريم كما قال، أن لايستغرب وهو يقرأ في هذا الكتاب التقرير الذي رفعه المغامر الفرنسي،(شيروا) والذي قرر فيه أن اليمن مناسب لأن يكون مستعمرة رائعة!

ويقول المذحجي، ليس هذا غريبا فقد سبقه إلى تبني دعوة مماثلة المستشرق والباحث الأهم في تاريخ اليمن النمساوي (إدوارد جلازر) الذي كان قد اقترح بدوره في العام 1889 على وزارة خارجية النمسا أن تحتل النمسا منطقة معينة من حضرموت أو تشتريها من الدولة العثمانية لتكون مستعمرة نمساوية. وقبل ذلك بعشرين عاما يقول المذحجي في مقدمة كتابه أيضا، أن الأدمير النمساوي(ويلهالم فون تيجثوف) اقترح على بلاده أن تسيطر على جزيرة سقطرى. وقال، أنه في عام 1922 اصدر العالم الألماني (ادلوف جرو همان) دراسة شاملة في مجلدين عن اليمن من النواحي الاقتصادية تحت عنوان(بلاد العرب الجنوبية كمنطقة إقتصادية) ليختتم المذحجي مقدمته بالقول، فاليمن أيضا كانت حينها موضع تحديق عيون ألمانيا.

 

_ استولى الحوثيون على صنعاء.

_ حشد قوات التحالف لإعادة الشرعية في اليمن.

_ انقلاب الحوثي و الأوضاع في شبه جزيرة العرب.

 

بمثل هذه ألفاظ تناول المذحجي في الإثني عشر صفحة الأولى من كتابه ما عرضته الوثائق البريطانية والأمريكية وبتفاصيل تحاكي تفاصيل واقع اليوم:

 

_ إستيلاء قوات الإمام على صنعاء……….ص(7)
_ حشد قوات الرديف إلى اليمن………….ص(13)
_ الأوضاع في شبه الجزيرة العربية…….ص(15)