السيد عبدالملك الحوثي : نحن فوضنا امرنا الى الله اما النصر او الشهادة.
الصمود|ثقافة قرآنية {قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا} نحن ليس عندنا قلق عندما نقدم شهداء، أو عندما نضحي بشيء في سبيل الله سبحانه وتعالى، نحن توكلنا على الله، نحن فوضنا أمرنا إلى الله، نحن نثق بأن الأمور بيد الله، وأن الله غالب على أمره، وبالتالي لو أصابنا شيء لن يصيبنا إلى بإذن الله، الأمور لم تفلت من يده، ولم تخرج عن سيطرته، ولم تخرج عن نطاق قدرته، الأمور تحت قدرته وتدبيره، إن أصابنا شيء فبإذنه ومحسوب لنا عنده.
{قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا} فليس الأمر بيد العدو ليفعل ما يشاء ويريد ويتحقق له كل ما يريد، كل ما يريد، لا الأمر بيد الله سبحانه وتعالى هو الغالب، فإن أذن بشيء حصل وفيه من ناحية أجر وخير، شهداء يتقبلهم الله، إلى آخره.
{هُوَ مَوْلاَنَا} هو مولانا الذي توليناه ويتولى أمرنا وتدبير حالنا وشأننا، فما كتبه كتبه، وما أراده أراده، نحن فوضنا إليه أمرنا، واثقون به، واثقون بفضله، واثقون برحمته، واثقون بنصره، واثقون بتأييده، هذا خير، عز، عز، وإيمان حقيقي، أن يكون الإنسان متولٍ لله، ومفوض أمره إلى الله.
{وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} على الله وحده، على الله وحده، {فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} ويكلوا أمورهم إلى الله، ويلتجئوا إليه، ويطمئنوا يطمئنوا أنه لن يصيبهم إلا ما كتب الله لهم، وهو يكتب الخير، وهو يكتب الظفر، وهو يكتب.. حتى عندما يحصل شهداء أو جرحى أو أضرار أو تضحيات يجعل لها آثار ايجابية ونتائج ايجابية فيما بعد ويكتب الخير الكبير عليها.
هذا واقعنا كمؤمنين أننا فوضنا أمرنا إلى الله، وتوكلنا عليه، وأسلمنا أنفسنا له، وهو يكتب ما يكتب، أما حال الآخرين {قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ}، {هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا} هل تنتظرون بنا ولعاقبتنا {إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ} إما النصر وهو ظفر وفوز ومعه الأجر، أو الشهادة وهي شرف وسمو وتكريم ونعيم وأجر وفضيلة، فأي شيء يمكن أن نقلق منه كمجاهدين في سبيل الله؟ هل نقلق من النصر أو نقلق من الشهادة بشرفها وفضلها وسموها ونعيمها وعاقبتها؟
{قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا} أما واقع المتخلفين والمنافقين والكارهين للجهاد في سبيل الله، والمعارضين للجهاد في سبيل الله، فهم من هم في حال الخطر، وهم من ينتظر بهم الشر، وهم من لهم سوء العاقبة هم، هم من هم في خطر كبير، إما عذاب من عند الله بأي عذاب، تسليط أو بلاء أو شر، أي عذاب من عذاب الله سبحانه وتعالى.
{أَوْ بِأَيْدِينَا} بأن يسلطنا الله عليكم أو تتورطوا وتشاقوا وتعاندوا فيسلطنا الله عليكم، هكذا يخاطب أولئك المتخاذلون والكارهون والمعاندون، {فَتَرَبَّصُواْ} انتظروا، أنتم تنتظرون لنا العاقبة السيئة، نحن ننتظر لكم العاقبة السيئة، عاقبتنا كمجاهدين نصر أو شهادة في سبيل الله، {إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ}.
ثم يدخل أيضاً إلى بقية الفئات فئات متخاذلة متكاسلة متنافرة متنصلة عن المسئولية فهي لا تتفاعل مع حالة الجهاد في سبيل الله لا بالنفس ولا بالمال، وإن أعطت شيئاً من المال تعطيه لا برغبة، لا برغبة إنما بكره.
{قُلْ أَنفِقُواْ طَوْعًا أَوْ كَرْهًا لَّن يُتَقَبَّلَ مِنكُمْ إِنَّكُمْ كُنتُمْ قَوْمًا فَاسِقِينَ} والعياذ بالله من هذه الحالة، عندما يصبح الإنسان في واقعه فاسق، فاسق، خارج عن أمر الله، متمرد على أوامر الله وتوجيهات الله ومنها الأمر بالجهاد والتوجيه من الله سبحانه وتعالى بالجهاد. في هذه الحالة التي يصبح الإنسان فيها كاره للجهاد في سبيل الله، وكاره للمجاهدين في سبيل الله، وراضٍ عن تخاذله وعن تقصيره وعن تنصله عن المسئولية، حتى لو أنفق لا يقبل منه إنفاقه، {لَّنيُتَقَبَّلَ مِنكُمْ إِنَّكُمْ كُنتُمْ قَوْمًا فَاسِقِينَ} والله إنما يتقبل كما قال: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} (المائدة:27)، فلماذا لا تقبل منهم نفقاتهم؟
البعض من الناس النافرون جداً من الجهاد، والكارهون بشدة للجهاد، والمعادون للمجاهدين في سبيل الله، هم يعيشون في داخل أنفسهم الكفر، الكفر بالله والكفر برسوله، كيف؟ في واقع الحال وحقيقة الأمر ما جعلهم لا يثقون بالله سبحانه وتعالى، لا يثقون بوعده بالنصر، لا يثقون بوعوده الكبيرة والعظيمة بالتمكين والخير، ولا يقلقون من وعيد الله، الله يتوعد من يتخاذلون عن الجهاد في سبيل الله، فلماذا في وعد الله بالنصر والخير لم يثقوا ولم يندفعوا؟ ولماذا أمام وعيده بالعذاب لمن يتخاذلون لم يقلقوا ولم يخافوا من الله؟ لا يعيشون حالة الإيمان في داخلهم أبداً.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
(دروس من سورة التوبة – الدرس الرابع)
ألقاها السيد/عبد الملك بدر الدين الحوثي/ حفظه الله.