كيف تدعم أمريكا الدكتاتوريات حول العالم
الصمود|متابعات
تناول موقع غلوبال ريسيرش الكندي في مقال للكاتب البارز “جاكوب هورنبيرجر” كيفية تعاطي بلاد العم سام مع الديكتاتوريات الاستبدادية حول العالم.
دعونا نبدأ في دراسة بعض الأمثلة حيث إن هذا التدخل الأخير ليس أكثر من لعبة قوة لتدخل أمريكا في البلدان الأخرى، وتهدف بذلك إلى استبدال نظام دكتاتوري بآخر.
ففي السعودية يوجد ديكتاتورية وحشية واستبدادية، وحكومة أمريكا تدعم النظام السعودي ولا يوجد أي قلق على المواطنين السعوديين الذين يعانون من هذا الطغيان الوحشي والقمع الذي يمارسه النظام السعودي بحقهم.
إيران تحت حكم الشاه في عام 1953، دمّرت مؤسسة الأمن القومي الأمريكية تجربة إيران بالديمقراطية بإقصاء رئيس الوزراء المنتخب ديمقراطياً، محمد مصدق من السلطة، ووضعت بدلاً منه شاه إيران، أحد أكثر الطغاة وحشية في العالم، والأسوأ من ذلك أنها ساعدت في تدريب مؤسسته الأمنية الوطنية في فنون التعذيب والطغيان والظلم، لم يكن هناك أي اهتمام برفاهية الشعب الإيراني أو حريته.
غواتيمالا وفي عام 1954، أطاحت مؤسسة الأمن القومي في أمريكا بالرئيس المنتخب ديمقراطياً من منصبه ووضعت بدلاً منه سلسلة من الطغاة العسكريين الوحشيين، وقد ألقى الانقلاب الذي خضعت له أمريكا البلاد في حرب أهلية دامت ثلاثة عقود، أسفرت عن مقتل أكثر من مليون شخص.
وكوبا في الخمسينات من القرن الماضي، دعمت مؤسسة الأمن القومي الأمريكية وشاركت في دكتاتور وحشي فاسد يدعى فولغينسيو باتيستا، والذي كان هو نفسه شريكاً في المافيا، المنظمة الإجرامية الأولى في العالم، ولم يكن هناك أي قلق على الإطلاق بالنسبة للشعب الكوبي، بما في ذلك الفتيات الصغيرات اللواتي تعرّضن للاختطاف من قبل المافيا لاستخدامهن جنسياً، ومنذ أن أطاح الشعب الكوبي بـ “باتيستا” من السلطة من خلال ثورة عنيفة واستبدله بفيديل كاسترو، لم تتوقف مؤسسة الأمن القومي الأمريكية عن محاولة الحصول على دكتاتور خاضع وممتد إلى السلطة في كوبا.
تشيلي في عام 1973، دبّرت مؤسسة الأمن القومي الأمريكية الإطاحة العنيفة بالرئيس المنتخب ديمقراطياً، سلفادور أليندي، واستبدلته بواحد من أكثر الديكتاتوريين العسكريين استبداداً وفساداً في العالم، الجنرال أوغستو بينوشيه، حيث شرع بينوشيه في تعذيب واغتصاب وقتل عشرات الآلاف من الأبرياء، بمن في ذلك أمريكيين بدعم كامل من مؤسسة الأمن القومي الأمريكية.
العراق في الثمانينيات من القرن الماضي، دعمت مؤسسة الأمن القومي الأمريكية صدام حسين، أحد أكثر الديكتاتوريات وحشية في العالم، وهو أحد من كان بعض المسؤولين الأمريكيين يشيرون إليه في التسعينيات على أنه “أدولف هتلر”، وكانوا يساعدون صدام على قتل الإيرانيين، في وقت لاحق، بعد أن قام المسؤولون الأمريكيون بتحويل شريكهم صدام إلى عدو في التسعينيات، استهدفوا المواطنين العراقيين بالقتل والمعاناة من خلال واحدة من أكثر أنظمة العقوبات قسوة في التاريخ كطريقة للتخلص من صدام واستبداله بشريك دكتاتوري آخر لأمريكا.
واختتم الموقع بالقول إن عقلية أمريكا التدخلية اليوم تجاه فنزويلا لا تختلف، وهي تعكس شيئين: الأول، فرض عقوبات أمريكية على فنزويلا، والثاني، الاعتراف الرسمي برئيس بديل على أمل أن ينتج هذان الأمران ثورة عنيفة، إن عدد القتلى من هذه الثورة، بغض النظر عن ارتفاعها، لا يهم المسؤولين الأمريكيين، بعد كل شيء، سيكون الناس الذين سيموتون فنزويليين، كما هو الحال مع مصر والسعودية وإيران والعراق وكوبا وشيلي وغيرهم، فإن حرية ورفاهية المواطنين لا تثير أي قلق، كل ما يهم هو طرد نظام مستقل واستبداله بنظام دكتاتوري جديد متحمس وراغب في أن يكون شريكاً وحليفاً لحكومة أمريكا.