صمود وانتصار

{فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ}

الصمود

{هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ} (البقرةمن الآية210). يعني أمر الله وعذابهأييقدم هدى على أعلى مستوى، وبيان على أكمل بيان، ووضوح، وبلاغ تام، ماذا تنتظرون بعد؟ {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ من الغمام} (البقرةمن الآية210) عذاب يأتيهم أمره{والملائكةوالملائكة يكونون أيضاً من جنود الله الذين يكون لهم دور في مسألة عذاب الأمم، {وَقُضِيَ الْأَمْرُ} (البقرةمن الآية210).يُقضى عليهم أمره، {قضي الأمرمتى ما بدأت مؤشرات العذاب بسبب انصراف الناس عن هدى الله، اعتبر الموضوع قضي الأمر. {وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ} (البقرةمن الآية210).
لاحظ هذه الآية ما أهمها وكثير من الآيات في المواقف الهامة يأتي بعبارة: {إِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ} (هودمن الآية123) أو {إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ} (الشورىمن الآية53) أو {وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ) (البقرةمن الآية210) هذه تعطي للإنسان دفعة بأنه يسير على هدى الله، وأن يعرف أنه ليس هناك مقابل لهدى الله، إلا أن يأتي أمر اللهالعذاب، والخزي، والعقوباتألم يقل هناك: {فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ} (التوبةمن الآية24) بالنسبة لمن يقعدون عن الجهاد، وتكون أموالهم، وتجارتهم، وبيوتهم، ونساؤهم، وأولادهم أحب إليهم من الله ورسوله، {فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِيعنيلم يبق بعد هذا الهدى الشامل والوضوح الذي تراه مليء برحمة الله، مليئاَ بالرحمة، حقيقة، لم يبق إلا ماذا؟ الهلاك.

فيفهم الناس بأنه يجب أن يستقيموا، وأن الله هو الذي إليه ترجع الأمور، هو الذي يغير الأشياء، هو غالب على أمره، لا أحد يستطيع حتى ولا الأعداء أنهم يعملون شيئاً في الدنيا، هم على كيفهم، ويكونون مغالبين لله، لا تحصل هذه أبداً، فلا يكن مما يصرفك عن أن تسير على هدى الله، أن ترى أموراً كبيرة هناك تشكل خطورة عليك، الأمور كلها ترجع إلى الله، الله سيجعلها يوم من الأيام لا تمثل شيئاً، بل قد ترى في يوم من الأيام، وإذا فيها أن يجعلها الله بالشكل الذي يخدم القضية التي أنت فيهاوحتى عندما تنصرف عن هدي الله سبحانه وتعالى، وعندك أنك تجد طمأنينة، ولن يحصل عليك شيء، قد صرت تتأقلم مع الجهة التي تمثل خطورةلاإليه ترجع الأمور، يمكن يطلع هذه الجهة التي أنت مطمئن إليها، يجعلها تشكل خطورة عليك، وتضربك هي.
من هو الآن الذي هو متجهة لضرب العرب، من؟ من كانوا يتسابقون على ودها، وصداقتها، وخدمتهاأمريكاأليست هكذا؟ لأن عنده أنه إذا قد أصبح من الموالين لأمريكا فلا عليه خوف من أي جهة أخرى.

{وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُفممكن يجعل هذا نفسه، وهذه قد تكون من أشد أنواع العذاب، حسرة أن ترى من كنت تتسابق إلى وده، ويبدوا أنه صديق حميم، وأشياء من هذه، وأنت تصادقه من أجل تأمن من أي خطورة أخرى، وإذا به هو منبع الخطورةلا يوجد ملجأ غيره، لا يوجد ملجأ آخر منه أمامك. {وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُفي الاتجاهينمن يحاول أنه يدبر نفسه، وأن يكون بعيداً عن هدي الله على أساس أنه مطمئن، يتأقلم مع جهة هي تشكل خطورة، وزالت الخطورة، لامن يريد أن يتجه على هدي الله ويرى أموراً كبيرة أمامه وعنده، لا. {إِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُيمكن هذه كلها تلك التي تراها عقبات، وجبال كبيرة، تتهاوى، تصبح لا شيءمعنى هذاأنه تهديد، أعنيلا تعتقد أن الله يترك القضية هكذا، إما أن يسير الناس على هديه، وإلا فما بقي إلا أن ينتظروا عذابه، وعقوباته في الدنيا و في الآخرة.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.

الدرس التاسع – من دروس رمضان المبارك.

بتاريخ: 9 رمضان 1424هـ
الموافق: 3/ 11/2003م
اليمن ـ صعدة.