على عتبة العام الخامس من بدء العدوان على اليمن وشعبة، وبالرغم من مرور أربعة أعوام على العدوان على اليمن ارتكبت فيها قوى العدوان أبشع الجرائم البشعة والمجازر الوحشية بحق أبناء الشعب اليمني، وضلت تحيك المؤامرات وتثير الفتن الداخلية التي بائت جميعها بالفشل الذريع بفضل من الله عز وجل وحكمة القيادة ويقظة واستبسال قوات الجيش واللجان الشعبية، وذلك بعد ان تلاشت أحلام أولئك الغزاة والمرتزقة الذين كانوا يتوهمون أن شتى تلك الجرائم والمجازر الوحشية والمؤامرات والمكائد ستكون كفيله بتحقيق اية انتصار يذكر وإخضاع الشعب اليمني وإركاعه بغية التخلي عن كرامتهم وسيادة وطنهم واستقلاله، وتحررهم من براثن قوى الشيطان.
وبالنظر والتأمل جيداً للأحداث والمعطيات الجارية بعد توقيع اتفاق السويد يتبين بوضوح أن طرف الوفد الوطني ملتزم بالاتفاقية وحريص على انجاحها في حين تظهر الخروقات المتكررة لطرف قوى العدوان ومرتزقتهم نواياهم المسُبقة لإفشال الاتفاق.
وفي تفاصيل ذلك، أكّد عضوُ المكتب السياسي لأنصار الله، الأخ علي القحوم، في تصريح خاص لموقع أنصار الله، أن دول العدوان تعرقل تنفيذ اتفاق إعادة الانتشار في الحديدة وأن دولة الإمارات لا تريد السلام في اليمن.
وقال القحوم “إن القوى المناهضة للعدوان أكّــدت على السلام وأبدت حرصَها عليه، لكن الطرف الآخر هو من يعرقل أية خطوة يقرها رئيسُ لجنة المراقبة الأممية مايكل لوليسغارد، بل يعملون على الهروب والمماطلة في التنفيذ”، وأشار إلى أن قائدَ الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي أكّــد في خطابه على السلام الذي نحن حريصون عليه، مؤكّداً أن الطرفَ الوطني سيتحرك في الخطوات أحادية إذا لم يستجِبِ الطرفُ الآخر لما تم الاتفاق عليه.
خطوة إنسانية من طرف واحد:
بعد خطاب قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي التي أكد فيه على التمسك باتفاق السويد والاستعداد لتنفيذه فيما اذا قرر الطرف الأخر التخلي عن المماطلة في تنفيذ الاتفاق، وفي مبادرة وخطوة إنسانية من طرف واحد اطلقها قائد الثورة وتعبر عن الجدية في الالتزام بتنفيذ الاتفاق وتثبت للمجتمع الدولي والأمم المتحدة من هو الطرف المعرقل لتنفيذ الاتفاق؛ قامت قوات الجيش واللجان الشعبية والوفد الوطني بفتح فتح شارع الخمسين وصولاً الى مطاحن البحر الأحمر، والسماح لفريق فني من منظمات الأمم المتحدة وبرنامج الغذاء العالمي للوصول إلى مطاحن البحر الأحمر في محافظة الحديدة، وفي مقابل ذلك، تم الاعتداء في الطريق على الوفد الفني لمنظمات الأمم المتحدة وبرنامج الغذاء العالمي بنيران مكثّفة من قبل العدوان، بحسب ما صرح به “القحوم”، الأمر الذي أزعج الفريق الأممي وَأثبت أن دول العدوان ليست حريصة على السلام.
وتعتبر زيارة الفريق الفني الذي يضم عدد من منظمات الأمم المتحدة وبرنامج الغذاء العالمي برئاسة “لوليسغارد” لتقييم اوضاع مطاحن البحر الأحمر والوقوف على أضرارها وفتح طريق شارع الخمسين أمام الفريق الاممي يمثل ترجمة اولية لتأكيد قائد الثورة عن الاستعداد لتنفيذ اتفاق السويد من طرف واحد.
وهذه ليست المرة الأولى التي يقوم فيها رجال الجيش واللجان الشعبية بخطوات إيجابية عملية من اجل تحقيق السلام المشرف، وارساء التهدئة في الحديدة وتثبيت وقف إطلاق النار، حيث قاموا في الشهر الماضي بإعادة الانتشار من ميناء الحديدة من طرف واحد، في حين لم تقدم قوى العدوان ومرتزقتها أي موقف إيجابي يثبت حسن نواياهم وجديتهم في تنفيذ اتفاق السويد ووقف إطلاق النار، بل على النقيض من ذلك من خلال تعنتهم وتنصلهم عن تنفيذ الاتفاق، ولا يزالون يمارسون أعمالهم العدائية والاجرامية بحق أبناء الشعب اليمني في الحديدة حتى اللحظة.
وان كانت الأمم المتحدة تتمتع بالمصداقية والحيادية والحرص على السلام، فمن المفترض بل من الواجب بعد هذه الخطوة والمبادرة من طرف واحد، ان تقوم الأمم المتحدة ومجلس الأمن بدورهم في الضغط على العدوان لتنفيذ الاتفاق أو التصريح للعالم اجمع من هو الطرف المتعنت والمعرقل في تنفيذ الاتفاق.
ماذا بعد؟!… فالوضع جد خطير:
ان إصرار قيادة الثورة في تنفيذ المرحلة الاولى من اتفاق السويد وتقديم المبادرات من طرف واحد يعني بذل كل ممكن ولو على حساب تقديم التنازلات لتفادي التصعيد الخطير والكبير واثبات للعالم والأمم المتحدة الجدية والمصداقية في السعي نحو السلام ويبين ان الطرف الاخر هو المتعنت ولا يريد السلام، وذلك من منطلق “إقامة الحجة”.
وفي ضوء ذلك، فان لم يحكم قوى العدوان عقولهم، فإن الوضع سيخرج عن السيطرة في المنطقة برمتها، فالتصعيد سيقابل بتصعيد أكبر بكثير ومخالف للتوقعات، وحينها لا مجال للمغامرات غير المحسوبة العواقب لاسيما وأن تحذير قائد الثورة لدويلة الامارات يحمل في طياته أن هناك معلومات مؤكدة تشير الى ان الهجوم على الحديدة أصبح وشيكاً.
وعلى قوى العدوان ومرتزقتهم أن يفهموا ويعوا جيداً أنه لا يمكن أن يتخلى الشعبُ اليمني عن كرامته وسيادته بعد الصمود في وجه العدوان طيلة اربعة أعوام ولسان حاله يقول إن أرادوا السلامَ فأبواب السلام مفتوحة، وإن أرادوا التصعيدَ فلا يوجد أمامه سوى الدفاع عن الأرض والعرض مهما كانت التضحيات.
“حذاري” تعود مجدداً
كما هو معلوم أن قائد الثورة يعّي ما يقول ويفعل ما يقول، ولقوى العدوان ومرتزقتها أن تأخذ العبرة من “حذاري” التي يطلقها قائد الثورة وهذه المرة لن يكون بعد “حذاري” سوى زلزال ومفاجئات غير متوقعة
ولم يكن التحذير الذي أطلقه قائد الثورة في خطابه الذي القاه بمناسبة الذكرى السنوية لمولد فاطمة الزهراء عليها السلام موجهاً للإمارات فحسب، بالرغم من تعمد ذكرها بالاسم وتوجيه لها النصيحة لاسيما وأنها تعد سبباً رئيساً في عرقلة اتفاق السويد وعرقلة تهدئة الحديدة.
وبالتأمل في ذلك التحذير والتهديد نجد أن كل الدول التي تشارك في العدوان بشكل مباشر لها نصيب من ذلك التحذير ومنها أمريكا وبريطانيا ومن المتوقع ان يطال النصيب الاوفر لدويلة الامارات، كما يحمل التحذير في ثناياه ان يدرك لمجتمع الدولي جيداً ان الجيش واللجان الشعبية ليسوا في حالة ضعف ولا غفلة بل حريصون كل الحرص على منح قوى العدوان مساحة من الوقت ليراجعوا انفسهم ويقبلوا بالسلام كخيار نهائي، وانهم على جهوزية تامة ويترصدون الفرصة المناسبة وسينفذون بعون من الله خيارات موجعة وقوية لا ينبغي الحديث عنها الآن.
وايضاً ومن جهة أخرى، فان ذلك التحذير هو تطمين للشعب اليمني الصامد بانه لا يزال في جعبة الجيش واللجان الكثير من الخيارات التي لم تدخل المعركة وسوف تدخل في الوقت والمكان المناسبين، وغداً لناظره قريب