لا شيء يمكنه أن يفسد رحلة لطيفة بالسيارة سوى داء الحركة أو كما يعرف بداء السفر، الذي يؤدي إلى الشعور بالغثيان والدوار والإرهاق.
ووجدت دراسة حديثة السبب الكامن وراء الإصابة بهذه الحالة، والذي يكمن في استجابة العقل لما يعتقد بأنه نوبة مفاجئة من التسمم.
ويقول العلماء إنه عندما تكون في السيارة، يتلقى دماغك رسائل متضاربة حول البيئة المباشرة، على غرار ما يحدث عند التعرض للتسمم، ويكون الغثيان عادة في مثل هذه الحالة، أسهل طريقة لطرد السموم العصبية أو المواد السامة من النظام الهضمي.
ويعتقد العلماء أن “داء السيارة” أو أي نوع من أنواع داء الحركة، قد بدأ بسبب انتقال البشر حديثا عبر وسائل مثل السيارات والحافلات والقوارب، وبالتالي فإن أدمغتنا لم تتكيف بشكل كامل حتى الآن مع هذه الوسائل.
فعلى الرغم من أننا نسافر في سيارة أو حافلة أو قارب متحرك، إلا أن غالبية حواسنا لا تزال تخبرنا أن أجسامنا ثابتة تقنيا عندما تكون جالسا في الخلف في مقعد السيارة.
وفي الوقت نفسه، يعرف عقلك أيضا أنك تمضي قدما بسرعة معينة بسبب مجسات التوازن، وهي أنابيب صغيرة من السوائل، في أذنك الداخلية.
ويشير تدفق السوائل في هذه الأنابيب، إلى أنك تتحرك، ولكنك في الواقع جالس، وبالتالي فإن عقلك يتلقى بعض الرسائل المختلطة بشكل خطير.
وبمجرد أن يصاب الدماغ بالارتباك من هذه المعلومات المتضاربة، يصبح غير قادر على تحديد ما يجب فعله، ما يؤدي إلى الإصابة بداء الحركة، ونتيجة لذلك يشعر الراكب بالغثيان لأن الدماغ يعتقد بأن هناك إصابة بالتسمم.
ويمكن للتحديق في النافذة المساعدة على طمأنة الدماغ بأنك تتحرك وأن كل شيء على ما يرام. وغالبا ما تؤدي قراءة كتاب أو خريطة إلى تفاقم الأمور، لأنها تقنع الدماغ بأنك ثابت حقا.