ارسال امريكا قوة عسكرية الى الخليج الفارسي : هل هي نوايا حقيقية لحرب ايران ام ان هناك اسباب اخرى لانعلمها ؟
كتب|زين العابدين عثمان
بالتزامن مع دخول قرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب حيز التنفيذ في ما يخص تصفير صادرات ايران النفطية وتعليق الاعفاءات الامريكية عن الدول المتبقية التي ماتزال تستورد النفط الايراني ، سرعان ما لبث النظام الايراني حتى اطلق موجه من المحاذير و التهديدات المفصلية ضد قرار ترامب والتلويح باستخدام خيارات استراتيجية استثنائية من شٲنها القاء الطامة على امريكا وعلى حلفاءها بالمنطقة منها اغلاق مضيق هرمز وهو الخيار الاول وقطع الملاحة و التجارة الدولية منه بشكل كامل..
لقد مرت بعض الايام الساخنة ولم نسمع جديدا سوى ان ايران مازالت تصدر نفطها بالقوة من مضيق هرمز وتحت حراسة وحماية بوارجها وزوارقها الحربية دون اي التفات يذكر لقرار ترامب وكان من بين المستوردين الماعدين جمهورية الصين الشعبية التي اعلنت رفضها القاطع للقرار الامريكي ، بالتالي لم يكن بوسع ادارة ترامب حينها سوى تغيير منهجيتها الدبلماسية التي ظهرت ركيكة وغير مجدية واستبدالها بمنهجية عسكرية اشد لهجة ووقع على المعترك الجيويسياسي الدولي التي سرعان ما ظهرت تفاصيلها على لسان مستشار الامن القومي للبيت الابيض جون بولتون الذي اعلن يوم احد الماضي عن اعتزام بلاده ارسال قوة عسكرية ضخمة مشكلة من حاملة الطائرات المعروفه يو اس اس ابرهام لينكولن وقاذفات استراتيجية عملاقة طراز B52 المصممة للحروب الشاملة ومجموعة من البوارج والمدمرات البحرية الى الخليج الفارسي وذلك لما اسماه تعزيز الحضور والتواجد الامريكي في القيادة المركزية بالشرق الاوسط ومواجهة ايران .
طبعا هذا الاعلان واللهجة الجزلة من المستشار “جون بولتون” وهو الشخصية المعروفه بانها الاكثر تطرفا في ادارة ترامب التي تتمنى وتسعى حثيثا لاندلاع حرب امريكية ضد ايران هو اعلان يحمل عدة دلالات وابعاد محورية خصوصا اذا ما قرناها بابعاد ودوافع طبيعة القرار بارسال الحملة العسكرية الامريكية الموجهه نحو خليج فارس بالتحديد ليكون السؤال الواضع نفسه هو :-هل هذا يعتبر تموضع امريكي للحرب على ايران فعلا؟هذا من جانب اما من الجانب الاخر ان اعلان ارسال الحملة وتزامنها مع اعلان صهر الرئيس ترامب ” جاريد كوشنر” بالبدء الفعلي في تنفيذ صفقة القرن بعد شهر رمضان فهذا يطرح تساؤلا اخر وهو هل الحملة اتت لتنفيذ صفقة القرن بالقوة العسكرية وما ايران سوى شماعه لتمريرها ؟، لذا فهذه التساؤلات وغيرها تضع نفسها عند كثير من المراقبين لكن نحن بدورنا ووفق المؤشرات والمعطيات الاستراتيجية والسياسية والعسكرية التي بين ايدينا نستطيع ان نضع عدة ابعاد واحتمالات تقديرية حول هذه المتغيرات وخلفياتها الاساسية وهي :-
اولا وهي الاحتمال القائم على فرضية ان الحملة العسكرية لامريكا الموجهه لخليج فارس هو فعلا للتموضع للحرب ضد ايران وهذا الاحتمال بطبيعته رغم ورده على الطاولة لكنه حصرا لايحمل اي مؤشرات حقيقية تصب في قالب اندلاع حربا متوقعه ضد ايران فعوامل الحرب الحقيقة لم تكتمل بعد اذ ان ترامب وادارته لاتزال غير قادرة ولا هي بالمخوله على اتخاذ مثل هكذا قرار كارثي له تداعيات المدمرة ليس على الاقليم فحسب بل على الجانب الدولي والامريكي بالمقدمة ،لذا فاستبعاد وقوع هذا الاحتمال هو الادق الى الان كتقدير موقف خصوصا وان ايران اقوى دول المنطقة عسكريا واستراتيجيا فليست العراق اوافغانستان فردة فعلها كبيرة جدا ستضع نهاية حتمية للقواعد الامريكية المنتشرة بالشرق الاوسط وايضا لاسرائيل التي ستكون هي الاخرى اول ضحايا الحرب الشاملة الايرانية الامريكية المحتملة ..
ثانيا وهو الاحتمال القائم على فرضية ان الخملة الامريكية هي لكبح الجموح الايراني والضعط عليها نفسيا واقتصاديا ودرء خطرها او بالاحرى ردات فعلها على المصالح الامريكية والاسرائيلية بالمنطقة وذلك من مقام الدفاع لا الهجوم بالنسبة لامريكا ،هذا الاحتمال ربما هو الاكثر مرونه وقابلية للتصديق بان يحصل ويكون هو البعد الحقيقي لارسال امريكا قوتها للشرق الاوسط فالوضع يشير الى ان ادارة ترامب تسعى بكل ثقلها لاضعاف وسحق الاقتصاد الايراني بعوامل ضغطية هائلة منها العقوبلت الاقتصادية و منع الدول المستوردة لنفطها ولا اجل انجاح هذا دون ردات فعل ايرانية قد تمس الامن والاسقرار لاجندة امريكا كان قرار ارسال القوة من حمالات الطائرات والقاذفات وغيرها الى خليج فارس هو محاولة لحشر ايران بالزاوية وممارسة الحرب النفسية ضدها كوسيلة ضغط اخرى جوار الحرب الاقتصادية من جانب آمن .
ثالثا وهو الاحتمال القائم على فرضية ان القوة الامريكية المرسلة نحو الخليج الفارسي هو لتدعيم استراتيجية امريكا بالشرق الاوسط وما تتطلبه سياساتها الحالية القائمة على تعزيز عوامل التواجد والحضور خصوصا وان ادارة ترامب متعهدة بتنفيذ صفقة القرن التي تحتاج الى عوامل عسكرية واستراتيجية ارغامية على الارض ترغم الدول العربية والاسلامية للقبول بالصفقة وببرتوكولاتها التي تنشئ دولة اسرائيل الكبرى وتصفي دولة فلسطين و ترحيل شعبها الى مناطق بالاردن وسيناء مصر وغيرها ،لذا هذا الاحتمال ربما هو الاكثر حضورا وموضوعية فصهر الرئيس ترامب ، جاريد كوشنر ، اعلن مؤخرا ان تنفيذ صفقة القرن سيتخذ بعد شهر رمضان المبارك بالتالي يمكن القول بان ارسال حاملة الطائرات والقاذفات هو الجناح العسكري لهذه الصفقة كما يراها محللون وهي جادة الصواب وهذا ما نعتقده كثيرا وبالنسبة للبعد الاخر وهو مواجهه الخطر الايراني فهذا لايبتعد كثيرا ايضا فنجاح صفقة القرن هو مرهون قطعا بنجاح امريكا بقلم اظافر ايران ومحور المقاومة واحتواء ردات فعلهم المناهضة للصفقة باستخدام القوة العسكريةالامريكية المتواجدة والحاضرة بقوة بالمنطقة والخليج الفارسي …
في الاخير
لايسعنا القول سوى ان امريكا حتما لاتنوي الولوج الفعلي في اشعال حربا مفتوحة ضد ايران وان الهدف الاساس من ارسالها للقوة نحو خليج فارس انما هو تلبية لدوافع اخرى وهي تعزيز عوامل نجاح صفقة القرن ومواجهة ايران ومحور المقاومة وابقاء الضغط وتركيزة عليها اقتصاديا وعسكريا اضافة الى مواجهة اي اخطار استراتيجية محدقة من اجهه تمس الاجندة والمصالح الامريكية بالدرجة الاولى وايضا بروتوكولات صفقة القرن اثناء وبعد تمريرها ..
المصدر|ملتقى الكتاب اليمنيين