صمود وانتصار

قبسات للسيّد حسين الحوثي (2)

الصمود |ثقافة قرانية كلمات مضية من كتاب ” القبسات ” للسيّد حسين الحوثي (2)

الله سبحانه وتعالى لا يغفل، لا ينام، لا يسهو عندما تثق به فأنت تثق بمن لا يغفل عنك لحظة واحدة، بمن هو عليم بذات الصدور صدرك أنت، وصدر عدوك، فثق بمن يستطيع أن يملأ قلبك إيمانا وقوة، ويملأ قلب عدوك رعب وخوفا

نسيان يوم القيامة حالة خطيرة على الإنسان

أنت إذا ماكنت متوليا له فهو العلي، هوالقاهر فوق عباده، هو العزيز، وهو العظيم، العظيم في شئونه، العظيم في أفعاله، العظيم في كماله، فهو من هو جدير بأن يتولى، من هو جدير بأن يعبد

” وإن الله لهو العزيز الحكيم” فأنت عندما تتولاه هو العزيز، أنت توليت من لا يقهر، وهو الحكيم أنت توليت من يكون تدبيره فيك، من يكون عملك له كله قائما على الحكمة، كله لا حماقة فيه، لا عبث فيه، لا جهالة فيه، لا خطأ فيه، فهو حكيم، فإذا ما دبرك إنما يدبرك إلى ما هو حكمة، إذا ما أرشدك إنما يرشدك إلى ما هو حكمة، فهو عزيز حكيم

الله هو الحكيم، هوالحكيم في كل شيء، فكل توجيه من توجيهاته، كل إرشاد من إرشاداته، كل أمر من أوامره، كل نهي من نواهيه هو ينطلق بحكمة، ينطلق من الحكيم سبحانه

الحكمة ما هي؟ وضع الشيء في موضعه

كل ما هدانا إليه في كتابه الكريم حتى لو لم
يكن وراءه جنة لكان هو وحده المنهج الصحيح الذي لا تستقيم حياة البشر إلا به

من أبلغ دلائل سعة رحمته لعباده.. أنك لا تكاد تجد شيئا مما أرشد إليه في كتابه الكريم إلا وهو يؤكد أن فيه صلاح الحياة، هنا في الدنيا لأنه هو الذي خلق الدنيا، وخلق الإنسان، وهو الذي يعلم السر في السموات والأرض

“ومن أصدق من الله حديثا ” هل هناك أصدق حديث من الله؟ ما هذه واحدة من العبارات التي تخاطب أعماق نفسك؟ لتؤمن فيكون إيمانك صادقا أنه ليس هناك أصدق من الله حديثا ، لتأخذ هذه العبارة، لتأخذ هذه الآية فتكتبها في جدار قلبك، فتجد في الآيات الأخرى عندما تجد وعود الله، ووعده و وعیده، تجد فعلا أنه ليس هناك أصدق من الله حديثاً

نحن نريد أن نصل إلى هذه الدرجة، إلى درجة أن ننظر إلى كل وعد من وعود الله، إلى كل وعيد من وعوده، بأنه يأتي ممن؟ ممن ليس هناك من هو أصدق منه حديثا.. والأصدق حديث أنه من لا يأتي الواقع أبدا متخلفا عما أخبر به عنه

الإيمان بالله الذي يجعلك تخاف غير الله أكثر مما تخاف من الله ليس إيمانا بالله

المؤمن بالله هو من يكون خوفه من الله أعظم
من خوفه من غيره، هو من يكون رجاؤه في الله أعظم من رجائه في غيره

الإيمان بالله هو إيمان عملي يبعث – متى ماكان إيمانا صادقا – هو يبعثك على العمل، يبعث في نفسك الخوف، يبعث في نفسك الرجاء يبعث في نفسك الرغبة

المؤمن بالله هو من يعيش دائما حالة التذكر لله، الحرص على رضا الله، الخوف من بطش الله، الرغبة فيما عند الله

تناول القرآن الكريم الحديث عن جهنم، حتى صورها وقدمها بصورة كاملة، تشخيص كامل لجهنم حتى كأنك تراها، تحدث عن وقودها، تحدث عن لهبها، تحدث عن شررها، تحدث عن أهلها وهم يصطرخون فيها، تحدث عن أبوابها، تحدث عن مغالقها، تحدث عن دخانها عن طعامها، عن شرابها، تصویر کامل.

عندما تعرض عن هدي الله تتحول إلى إنسان خبيث.

كل معصية تترك أثرا على نفسك، كل معصية ترسخ نسبة من الخبث في نفسك، وهكذا واحدة بعد واحدة حتى تحيط بك خطيئاتك، فتصبح خبيثا

إفرض على نفسك أن تزداد إيمانا، إفرض على نفسك أعمالا تنطلق فيها، رؤض نفسك، وعود نفسك على أن تعمل، وأن ترسخ في نفسك الإيمان، وتزداد إيمانا خوفا من أن تصبح الأشياء لا تنفع فيك، ثم في الأخير يقسو قلبك

يحاول كل واحد منا أن يعرض في قائمة واحدة ما ذكره الله عن جهنم، واعرض في قائمة أخرى ما ذكره الله عن الجنة، اعرض في قائمة ثالثة أهوال يوم القيامة وسترى الشيء الذي يزعجك، الشيء الذي يخيفك، الشيء الذي يشد رغبتك

]
نحن بحاجة إلى إيمان راسخ، إلى إيمان واع

هكذا يكون أولياء الله، يتوكلون على الله من
منطلق إيمانهم القوي بالله، وثقتهم القوية بالله

الشهادة بوحدانية الله سبحانه وتعالى لأهميتها هي التي تجعلك تكفر بكل من يبرز لك إلها في هذه الدنيا غير الله، وإن كان هوى نفسلك

قد يبرز الهوي إلها لك، ويبرز الخوف إلها لك، ويبرز الطواغيت الهة لك، وتبرز الدنيا إلها لك، وتبرز المطامع كلها آلهة لك.. فعندما تكون مقررا في نفسك ألوهية الله وحده، فسوف تقهر كل من يبرز في هذه الدنيا إلها آخر غير الله لك

يوم القيامة خوف الله به عباده في القرآن الكريم تخويفا شديدا؛ لأنه يوم شديد الأهوال في حد ذاته، وفيه حساب عسير جدا للظالمين، حساب عسير جدا للمعرضين عن ذكر الله، حساب عسير جدا لمن لم يكونوا يهتدون بهدي الله

انت أيها الإنسان يمكن أن تتخذ هوالك تجعله إلها لك، كذلك من تطيعه من دون الله فأنت قد عبدت نفسك له، من تطيعه في معصية الله تصبح قد عبدت نفسك له، فكأنك اتخذته إلها

متى ما أطعت غير الله أصبحت مشركا

الدعاء كما ورد بأنه مخ العبادة، لكن الدعاء إذا ما ترافق معه عمل، الدعاء الذي لم يترافق مع تقصير، وإنما مع عمل

الدعاء كما ورد بأنه مخ العبادة، لكن الدعاء إذا ما ترافق معه عمل، الدعاء الذي لم يترافق مع تقصير، وإنما مع عمل

عندما تخاف من غير الله فعلا يدل على ضعف،ضعف علمك بأنه لا إله إلا هو