يوم القدس العالمي؛ محطة هامة لتحشيد الأمة ومواجهة صفقة ترامب
الصمود
ستقام مسيرات يوم القدس العالمي في الجمعة الاخيرة من شهر رمضان المبارك في صنعاء وعدد من محافظات الجمهورية والدول العربية والاسلامية باعتبارها محطة هامة من محطات قوة الامة الاسلامية وهيبتها وحضورها في ظل وجود ظروف خطيرة وحساسة بحيث ان الحلف الاميركي والصهيوني والعربي الرجعي يحاك موامرة جديدة ضد القدس والقضية الفلسطينية في اطار مشروع ما يسمي بـ “صفقة القرن”.
واعلن الإمام الخميني الجمعة الاخيرة من شهر رمضان المبارك من كل عام يوم القدس العالمي لكي يؤكد على اهمية القدس والقضية الفلسطينية وحشد طاقات الامة الاسلامية وقدراتها للاهتمام بهذه القضية المركزية علي طريق تحرير ارض فلسطين التاريخيه.
وعاماً بعد عام يتضح اكثر اهمية يوم القدس العالمي في ظل الموامرات الكبرى التي تحاك ضد قضايا الامة الاسلامية ومشاريع التسوية التي تروجها اميركا والكيان الصهيوني بدعم من بعض الانظمة العربية العملية التي تهرول نحو التطبيع مع هذا الكيان ضاربة عرض الحائط كافة الحقائق التاريخية والقيم الاسلامية ومبادي وثوابت الامة.
وياتي يوم القدس العالمي هذا العام في وقت تشهد الساحة الاقليمية محاولات لتمرير مشروع تسويه أخر يهدف الى تصفية القضية الفلسطينيه بما فيها القدس واللاجئين.
ويحاول الرئيس الاميركي دونالد ترامب منذ وصوله الى السلطة قبل عامين لتمرير مشروعهما المسمي بـ “صفقة القرن” من خلال سياسة فرض الامر الواقع وممارسة الضغط على الاطراف الفلسطينية والدولية للقبول بها.
وتمهيدا لتمرير هذا المشروع فان الرئيس الاميركي اعلن عن قراره سابقا باعتبار مدينة القدس المحتلة عاصمة لكيان الاحتلال ونقل سفاره بلاده اليها وسط موجة من الاحتجاجات العارمة والتحذيرات الدولية من تبعات هذا القرار الخاطيء.
وبالتزامن مع محاولات ترامب وصهره جراد كوشنر لتسويق هذا المشروع لدى حكام العرب وسط معارضة الشعوب العربية والاسلامية له يكتشف يوما بعد يوم الخطوات التطبيعية التي تقوم بها بعض الانظمة العربية مع كيان الاحتلال من خلال التقارير الاعلامية او التصريحات والزيارات الرسمية التي يقوم بها مسوولي العرب.
وعلى سبيل المثال يمكن الاشارة الى ما قاله ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في واشنطن خلال مقابلة أجراه معه الصحفي الأمريكي، جيفري غولدبيرغ.
وقال غولدبيرغ في اللقاء الذي نشرته صحيفة “the atlantic” الأمريكية، “تحدث معي ولي العهد السعودي عن إسرائيل، أخبرني أنه يعترف بحق الشعب اليهودي في أن تكون له دولة قومية خاصة به إلى جانب دولة فلسطينية.. لم يعترف أي زعيم عربي بهذا الحق أبدا”.
وشهدت الامارات ايضا زيارات علنية لمسوولين اسرائيليين وخطوات تطبيعية رياضية.كما شهدت سلطنة عمان زيارة رئيس الوزراء الصهيوني .
وفي البحرين اعلن عراب التطبيع مع الاحتلال حمد بن عيسي أل خليفة عن استضافة مؤتمر تنظمه اميركا الشهر المقبل، للتمادي في عملية التطبيع وتوفير التحضيرات اللازمة لتمرير صفقة ترامب وفقا للجدول الزمني الاميركي.
ومن هنا يتضح اهمية مسيرات يوم القدس العالمي خاصة في هذا العام حيث تعتبر هذه المسيرات محطة هامة على صعيد العالم الاسلامي لحشد الطاقات لمواجهة هذه الصفقة التي تواجه معارضة شديدة من قبل كافه ابناء الشعب الفلسطيني والشعوب الاسلامية.
ويمكن مختلف شرائح الامة الاسلامية من خلال المشاركة في مسيرات هذا اليوم بان تعلن موقفها ضد هذه الصفقة وان توكد على مباديها وثوابتها الاسلاميه في التمسك بالقدس والقضية الفلسطينية وحمايتها امام هذه الموامرة وافشال هذه الصفقة المشؤومه.