عن ساعة حمود المخلافي و٧٥٠٠ساعة أخرى
زكريا الشرعبي
“وأعلن قائد المقاومة الشعبية في تعز حمود المخلافي أن ساعة الحسم في تعز قد بدأت”.
لم يعد يعرف أبناء تعز أمام هذه التصريحات التي يبدو أنها مأخوذة من إرشيف تصريحات المخلافي، في إبريل العام الماضي،حين أعلن ساعة الحسم في تعز.
لم يعودوا يعرفون هل يبكون على مدينتهم التي حولها العدوان على يد المعتوه أعلاه وأمثاله من “ميدوزا” ساحرة العينين إلى “ميدوزا” ذات عيون فحمية وجدايل أفعائية، أم يضحكون على سقوط هؤلاء الذين يكذبون أكثر مما يتنفسون وعقول الذين لايملون من تصديقهم.
بغض النظر عن مصطلح تحرير الوطن من أهله بأيدي كولومبية وسنغالية وغض النظر عن مصطلح مقاومة شعبية تستجلب العالم إلى مخادعها وتداريه بجسدها لإغضاب من تعتبره عدوا لها وبغض النظر عن أشياء يستحسن السكوت عنها من باب عدم الشماتة.
فقد سمعنا هذه التصريحات قبل أكثر من عشرة أشهر وكانت تعز لا تزال في وفرة من الخير ولم يكن أهلها قد شردوا وتبعثرت ملايينهم على مخيمات النازحين والمقابر الجماعية وقد سألنا حينها :ممن تتحرر تعز؟ثم قلنا بعدها لجماهير المقاولة أظهروا لنا شجاعتكم وحرروها من هؤلاء الذين تسمونهم بالغزاة إن كنتم قادرين حقا على طردهم في ثمان وأربعين ساعة كما قال زعيمكم …أو كونوا أرباب عدوانكم ودعوا لتعز لرب سيحميها كما حمى أخواتها من صعدة حتى إب. ومضت ثمان وأربعين ساعة ومضت ثمان وأربعين يوما ومضت مئة وثمان وأربعين يوما وأبناء تعز يقتلون ومنازلها تدمر وقيمتها الاجتماعية تسقط فتصير رمزا للعمالة وخيانة الوطن وساعات حمود المخلافي لم تنتهي.
وأراد بعدها ساعات أخرى ومضت آلاف الساعات وماتت تعز آلاف المرات بفعل ارتزاقه وساعاته لم تنتهي. 7500
ساعة منذ بدء العدوان ومازالت ساعات المخلافي جارية وهذا مايطرحنا أمام عدد من الاحتمالات فإما أن تكون ساعاته كساعات المسيخ الدجال ساعة كسنة وساعة كشهر وساعة كأربعين يوما وبالتالي علينا الانتظار آلاف الساعات الأخرى لتنتهي ساعاته الثمان والأربعين ويتأكد من استحالة ما يريد أو ضبط ساعته على التوقيت اليمني ليعلم أن تعز لم ولن تكون يوما منطلقا للعملاء ولا لأعداء الوطن.
وإما أن تكون ساعته معطلة وعلى أصدقائه أن يصلحوا ساعته حتى لا يفوته موعد اللحاق بموكب الفارين وإما -وهذا ما أخشاه – أن يكون المخلافي بلا ساعة.