صمود وانتصار

كلمات مضية من كتاب ” القبسات ” للسيّد حسين الحوثي (6)

الصمود | ثقافة قرانية : كلمات مضية من كتاب ” القبسات ” للسيّد حسين الحوثي (6)

الله سبحانه وتعالى هو الذي وضع لنا حلا وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا (الجن:16) أليس هذا وعدا إلهية

لا تتمثل استقامة الطريقة في صلاة الاستسقاء، ولا في الدعاء إلى الله، ونحن لا نعمل لدينه شيئا، لا نعمل في مجال إصلاح عباده ومحاربة المفسدين في أرضه أي عمل

ثلاث نعم أساسية كبرى: نعمة التربة، ونعمة الماء، ونعمة النار، وهي نعم كبرى، وهي أساس تقريبا لكل النعم الأخرى في الحياة فاشكر الله على هذه النار، واشكر الله سبحانه وتعالى على كل نعمة متفرعة من هذه النعمة الكبرى، تذكر نعمة الله عليك

الحديث عن نعم الله هو يعطي أكثر من معنى،فهي في نفس الوقت من مظاهر تدبير الله سبحانه وتعالى لشؤون خلقه، من مظاهر رحمته بعباده، من مظاهر رعايته لعباده، من مظاهر حكمته، من مظاهر قدرته العجيبة، من مظاهر علمه الواسع، من مظاهر ملكة، أنه هو من يملك السموات والأرض وما بينهما، وهو رب هذا العرش العظيم.

الجمال لا يمكن أن يفرط في الهداية، لا يمكن أن يتركنا حائرين في هذه الدنيا، لا يمكن أن يضيعنا، إنه رؤوف رحيم، إنه رؤوف رحيم.

أهم النعم نعمة الهداية بالنبوة بإرسال الأنبياء بإنزال الكتب

أليست حالة أن تكون متمتعا بكامل قوتك البدنية، متمتعا بنعم واسعة عليك هي الحال التي يجب أن تكون فيها أكثر عودة إلى الله وخشوعا لله، وحياء من الله، وعبادة لله، أليس هذا هو الوضع الطبيعي لك؟

تلاحظ هذه السنة الإلهية من الله سبحانه وتعالى في مختلف النعم التي الإنسان بحاجة إليها كيف يكون ملحوظ فيها جانب الجمال، الجانب الفني، الفواكه التي نأكلها، أليست أشكالها جميلة. وروائحها جميلة

من رعانا هذه الرعاية في حياتنا بهذه النعم الواسعة التي لم ينس أن يلحظ فيها جانب الجمال لا يمكن أن يفرط في الهداية، لا يمكن أن يتركنا حائرين في هذه الدنيا، لا يمكن أن يضيعنا، إنه رؤوف رحيم، إنه رؤوف رحيم

الذين يعملون مجالس تشريعية في مختلف المناطق في البلاد الإسلامية ليشرعوا، ليقننوات إن كنتم تقننون فقط على وفق أحكام الله، وتشريع الله، وهدي الله سبحانه وتعالى عندما تنصون على المجالات المتعددة المتجددة في الحياة بربطها، فإن كان من منطلق أن الإنسان يملك حق التشريع لنفسه فهذا لا يبعد أن يكون من الشرك بالله سبحانه وتعالى، وإن كان فقط مجرد إخراج، مجرد تفصيل للهداية الواضحة التي قد رسمها الله سبحانه وتعالى فلماذا تسمون تلك المجالس مجالس تشريعية. لا يصح أن تسمى مجالس تشريعية بأي حال من الأحوال

نحن في حالات التقنين والتشريع كما يقولون يجب أن نعتمد على القرآن الكريم، وعلى أهل البيت، على ورثة الكتاب، وليس فقط أن ندرس قوانین، ثم نقول: نحن مقننون، ثم تنطلق لنضع قوانين، ونصدر قوانين، ونحاول أن نستفيد من القانون المصري الذي هو مستفيد من القانون الفرنسي والبريطاني، وهكذا، وتنتهي المسألة، وإذا بنا نوصل إلى داخل أوطاننا ما قننه أعداؤنا

الذين انطلقوا ليقننوا لأنفسهم؛ لأنهم كافرون
بكتاب الله، كافرون برسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، وكأنه ليس فيما بين أيدينا من الهدى ما يمكن أن يتناول شئون الحياة، | ومستجدات الحياة، والله هو الذي يقول لنا: وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر ولو شاء لهداكم أجمعين

لا بد حتى تكون هذه الحضارة إنسائية حقيقية وتكون في مصلحة البشرية، أن يكون من يقوم عليها، وينهض بها، من هم دائمو التذكر بنعم الله سبحانه وتعالى، وينطلقون في شكره