صمود وانتصار

أمير قطر في واشنطن.. ما هي أهداف هذه الزيارة و ما هي أبرز القضايا التي سيتم طرحها ؟

الصمود

ذكرت العديد من وكالات الأنباء القطرية بأن الشيخ “تميم بن حمد آل ثاني” أمير دولة قطر قام بزيارة رسمية يوم أمس الثلاثاء لأمريكا ولفتت تلك الوكالات بأن الشيخ “تميم” التقى بالرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”، وتباحثا حول تطوير التعاون الاستراتيجي بين الدوحة وواشنطن في مختلف المجالات وتبادلا وجهات النظر حول أهم التطورات في المنطقة العربية والعالم.

في الواقع، تعتبر زيارة أمير قطر إلى واشنطن في هذا الوقت ذات أهمية خاصة، لا سيما عند النظر إلى مجموعة التطورات التي وقعت في منطقة الشرق الأوسط وارتباط سياسات واشنطن الإقليمية ارتباطاً مباشراً بمصالح وأهداف قطر الخارجية، خاصة وأن الأزمة في العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي توشك أن تدخل عامها الثالث، إضافة إلى توسّع فجوة التوترات في المنطقة بشكل كبير بسبب العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران، وبذل واشنطن الكثير من الجهود لتنفيذ “صفقة القرن” المشؤومة.

الأزمة داخل مجلس التعاون الخليجي وآفاق السلام الضائعة

لا شك أن إحدى أهم القضايا التي سوف يتم طرحها بين قادة واشنطن والدوحة هي مناقشة المجالات والعوامل التي تؤثر على كيفية إنهاء الأزمة في العلاقات بين الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي. وحول هذا السياق، وصف القائم بأعمال السفارة الأمريكية في الدوحة، “ويليام جرانت”، زيارة أمير قطر “تميم بن حمد آل ثاني”، إلى أمريكا بالزيارة الكبيرة والمهمة، وأشار “جرانت” في مؤتمر صحفي بالدوحة إلى أن أمير قطر والرئيس الأمريكي سيبحثان العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تطويرها في مختلف المجالات، بالإضافة إلى مناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك وبحث العديد من ملفات المنطقة، ومن ضمنها الأزمة الخليجية وحصار قطر وأزمة إيران.

وأضاف إن هذه الزيارة ستشهد التوقيع على عدة اتفاقيات ومذكرات تفاهم تخدم المصالح المشتركة بين البلدين، ومنها اتفاقيات تتعلق بالاستثمارات والطاقة والدفاع والنقل الجوي.

منوها بأن الزيارة تستند إلى العلاقات طويلة الأمد بين قطر وأمريكا، كما أنها ستعزّز العلاقات الاقتصادية والأمنية الكبيرة بالفعل.

التوترات في الخليج الفارسي والعلاقات الطيبة بين الدوحة وطهران

إن الأزمة الدبلوماسية مع قطر بدأت عام 2017 داخل البيت الخليجي والدول العربية، عندما قررت السعودية والإمارات والبحرين ومصر محاصرة قطر سياسياً واقتصادياً ودبلوماسياً، بسبب ما وصفوه بعدم التزام الدوحة بمقررات تم التوافق عليها سابقاً بمجلس التعاون الخليجي، ويعُتقد أن أبرزها هو الموقف القطري من عزل الرئيس السابق “مرسي” بعد أحداث 30 يونيو الذي يراه الإعلام المحسوب على قطر بأنه انقلاب الثالث من يوليو في مصر، ودعم قطر لما اعتبروه فوضى وعدم استقرار في المنطقة وما تراه قطر “ثورات الربيع العربي”، وعلاقات حكومة قطر مع جماعة الإخوان المسلمين المحظورة، والمتطرفة من وجهة النظر الإماراتية – السعودية، والتعاطي الإعلامي لقناة “الجزيرة” مع بعض الأحداث الذي تراها الدول المحتجّة بأنه تحريض وإعلام موجّه، والخلاف حول طريقة مكافحة الإرهاب، وعدم بذل دولة قطر ما يكفي لمكافحته، أو الاتهام بتمويله، وإعطاء جماعات العنف منابر فضائية للتعبير عن أفكارها، وطبيعة العلاقات مع إيران.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن سياسة قطر الخارجية تقوم على أساس الاحترام وحسن الجوار، وعلى هذا الأساس فمن المنطقي أن تكون هناك علاقات طيبة بين قطر وإيران، وهو ما يؤدي إلى استقرار المنطقة برمّتها وحلّ خلافاتها بالطرق السلمية، بدلاً من التصعيد والتأزم.

“صفقة القرن” والدور القطري

من بين القضايا الأخرى التي من الممكن أن تتم مناقشتها في الاجتماعات بين قادة البلدين، هي عملية تنفيذ “صفقة القرن”.

إن صفقة القرن تعدّ من أهم القضايا بالنسبة للرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” وذلك لما لها من اعتبارات عديدة في السياسة الأمريكية الإقليمية الحالية.

ولقد صرّح بعض مسؤولي البيت الأبيض، بأنه ينبغي على بعض الدول العربية توفير الموارد، والتمويل لتنفيذ هذه الصفقة المشؤومة ومن أجل المضي قدماً في هذا الطريق عُقد  الأسبوع الماضي مؤتمر المنامة تحت اسم “ورشة المنامة الاقتصادية”، والتي حضرتها الدوحة.

ومع ذلك، قال وزير خارجية قطر، قبل وقت قصير من عقد ذلك المؤتمر المتعلق بـ”صفقة القرن”: “لا يمكن لأي دولة في العالم العربي قبول الخطة المفروضة على الفلسطينيين”.

ارتباط فوز “ترامب” في الانتخابات المقبلة بعلاقاته مع العرب

ذكرت العديد من المصادر الإخبارية، أنه سيتم توقيع العديد من الاتفاقيات حول تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في مختلف مجالات الدفاع والطاقة والاستثمار والنقل الجوي.

يذكر أن الرئيس “ترامب” تحدّث خلال فترة الحملة الانتخابية السابقة، وحتى قبل سنوات من دخوله للساحة السياسية، بأنه يجب على أمريكا جذب الاستثمارات من الدول الخليجية.

والآن وبعدما بدأت حملات التنافس الانتخابية للفوز بالانتخابات المزمع عقدها عام 2020، فإن الرئيس “ترامب” يسعى جاهداً للحصول على أموال ضخمة من الدول الخليجية لتحسين حالة الاقتصاد الأمريكي في العام المتبقي للانتخابات، وهذا الأمر يعدّ خياراً جيداً للتعويض عن الإخفاقات الكبرى التي تسبّب بها في المنطقة.

ولهذا فلقد وجّه الرئيس “ترامب” دعوة رسمية لأمير قطر لزيارة واشنطن والتوقيع على العديد من الاتفاقيات والصفقات الكبرى.