وكالة “أسوشيتد برس” تكشف عن عدد القوات الإماراتية المنسحبة من اليمن وتعلن عن صدمة سعودية
الصمود|متابعات
كشفت وكالة “أسوشيتد برس” للمرة الأولى عدد القوات الإماراتية الغازية المنسحبة من اليمن خلال الفترة الأخيرة.
ونشرت “أسوشيتد برس” تقريرا مطولا، تحدثت فيه عن انسحاب القوات الإماراتية من اليمن.
وقالت الوكالة إن “هذا الانسحاب يمكن أن يمثل خطوة كبيرة في الحرب الدائرة باليمن، خاصة وأن الإمارات تقول إنه مجرد تخفيض للقوات يهدف إلى تعزيز المفاوضات لإنهاء الحرب”.
وأشارت الوكالة الأمريكية إلى أن الإمارات لم تكشف رسميا عن عدد القوات التي سحبتها من اليمن، مكتفية فقط بالتأكيد أنها خفضت أعدادهم بشكل كبير.
ولكن مصدر وصفته الوكالة بالمطلع على تلك التحركات العسكرية، قال لها “كان هناك حوالي 10 آلاف جندي إماراتي في اليمن قبل بدء عمليات الانسحاب”.
وتابع المصدر الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لأن تلك الأرقام سرية ولا يمكن نشرها على الملأ: “تم تخفيض نحو 50 إلى 75% منهم من جميع الألوية العسكرية الإماراتية في اليمن”.
وزعم المصدر أن القوات الإماراتية، لم تشارك إلى حد كبير في القتال المباشر، وكانت مهتمة بالإشراف على العمليات الاستخباراتية وإدارة العمليات وتدريب القوات المحلية.
واضاف “قادة الألوية الإماراتية مستمرون في التواجد باليمن، من أجل مواصلة توجيه وتقديم المشورة العسكرية لتلك القوات، بالإضافة إلى عملهم عن كثب مع الولايات المتحدة في عمليات مكافحة الإرهاب”.
وقال المصدر أيضا، إن القوات الإماراتية، خفضت أيضا، من مستويات القوات المتواجدة في القاعد العسكرية الإماراتية في ميناء عصب الإريترية.
واضافت الوكالة أن القاعدة العسكرية في ميناء عصب الإريترية، تعد نقطة انطلاق للعمليات في الحديدة، زودها الإماراتيون ببطاريات دفاع جوية “باتريوت”، وأنظمة دفاعية أخرى وسط تزايد التوترات في الخليج الفارسي بين أمريكا وإيران.
تأثير على المعركة
وقالت “أسوشيتد برس” إنه ليس من المرجح أن يغير ذلك الانسحاب الإماراتي، من التوازن العسكري في الحرب الدائرة باليمن، خاصة وأن الميليشيات المتحالفة مع الإمارات، لا تزال موجودة على الخطوط الأمامية.
ونقلت الوكالة عن بيتر ساليسبري، المحلل البارز في المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات: “الانسحاب على الأقل في الوقت الراهن، يأخذ خيار تجديد الهجوم على الحديدة خارج طاولة الطرح”.
رد فعل السعودية
وتطرقت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية إلى ما وصفته بـ”رد فعل السعودية” على الانسحاب الإماراتي.
ونقلت الوكالة عن إليزابيث ديكنسون، المحللة البارزة في مجموعة إدارة الأزمات “ربما تشعر السعودية بأنها لا تزال بحاجة إلى انتصار في اليمن، أي كان شكله للضغط على المفاوضات السياسية”.
وأردفت “هناك شعور في الرياض، أن هذا ليس الوقت المناسب للانسحاب”.
لم يصدر أي تعليق رسمي من السعودية، على الانسحاب الإماراتي في اليمن، لكن موقع “عدن الغد” نشر معلومات حصرية عن تحرك عسكري سعودي كبير في عدن، ووصول معدات وآليات سعودية إلى المدينة اليمنية البارزة.
ونقل الموقع عن مصدر عسكري قوله إن القوات والمعدات العسكرية السعودية التي وصلت إلى عدن، هدفها دعم وتعزيز القوات العسكرية السعودية المتواجدة في عدن.
وأوضح المصدر الذي لم يكشف عن هويته “المعدات العسكرية والآليات السعودية، التي وصلت إلى عدن هي مجرد دفعة أولى من تجهيزات سعودية لإقامة قاعدتين لقوات التحالف العربي في عدن”.
وأضاف “تلك الدفعة الأولى ستكون في شرق عدن، وتحديدا في شرق العريش، أما الثانية فستكون غربا في منطقة صلاح الدين”.
وبدورها قالت “أسوشيتد برس”:“رسخت الإمارات نفسها كحاكم فعلي في الجنوب، من خلال تمويل وتسليح الميليشيات، بما في ذلك الانفصاليون الجنوبيون، كما يدير الإماراتيون قاعدة جوية رئيسية في عدن، المدينة الرئيسية في الجنوب”.
ونقلت الوكالة عن مسؤول في حكومة “هادي” قوله: “الانسحاب الإماراتي لن يقلل من سلطتها على الجنوب”.
وتابع المصدر الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته: “لديهم بالفعل رجالهم (الإمارات) في جميع أنحاء اليمن، وتسيطر تقريبا على كل شيء في عدن وغيرها من المناطق، التي تخضع نظريا لسيطرة الحكومة الشرعية”.
يذكر أنه سبق وأصدر المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، مارتن غريفيث، تحذيرا من توريط اليمن في صراع إقليمي، وجعل “التقسيم” هو “الحل الوحيد”.
وأعرب المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، عن يقينه في إمكانية إيجاد حل للصراع في اليمن، وحذر من صعوبة تحقيق ذلك إذا طال أمد الصراع هناك.
وقال غريفيث في إحاطة صحفية “كلما طال أمد الصراع، كلما أصبح من الصعب إيجاد حل، ويصبح الاتجاه إلى تجزئة اليمن هو الحل الوحيد، وهو أمر يدعو إلى القلق”.