ماذا وراء المبادرة الاميركية الجديدة لحل سياسي للأزمة اليمنية؟ “تحليل”
قياسا بالأزمة العميقة التي يواجهها النظام السعودي الغارق في المستنقع اليمني نتيجة فشله في تحقيق اهداف الحرب التي يقودها على اليمن تحت مظلة التحالف الداعم للشرعية، بدت الإدارة الاميركية مرغمة على التدخل لوقف التدهور الحاد الذي يواجه حليفه الابرز في منطقة الشرق الاوسط وخصوصا في ظل تصاعد حجم الخسائر التي يتكبدها النظام السعودي في مناطقه الحدودية بعدما وقفت آلته الحربية الغاشمة عاجزة أمام تقدم الجيش اليمني المسنود باللجان الشعبية في المدن الحدودية واستهدافه المستمر للمواقع العسكرية والمنشآت الحيوية السعودية بالصواريخ.
وظهرت إلى العلن أمس مبادرات اميركية جديدة عبر عنها وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي أعلن في مؤتمر صحافي الأثنين في واشنطن مع نظيره السعودي عادل الجبير عن ترتيبات ستقودها واشنطن هذه المرة من اجل انهاء الازمة اليمنية بالوسائل السلمية.
وقال كيري إنه تحدث مع نظيره السعودى عادل الجبير، بشأن ضرورة العمل من أجل وقف إطلاق النار فى سوريا، و إنهاء الأزمة اليمنية بالوسائل الدبلوماسية في اطار مساع تبذلها واشنطن من اجل حل المشكلات التي تواجهها المنطقة العربية. ولفت كيري إلى أنه “قد يكون من الممكن المشاركة الأسبوع المقبل بمحادثات بناءة بشأن إنهاء الصراع في اليمن” دون توضيح لتفاصيل المبادرة الاميركية التي يبدوا انها كانت محور مباحثات جديدة جمعت المسؤول الاميركي بنظيره السعودي عادل الجبير. و بدت تصريحات كيري في الشأن السوري كابحة لأخرى سعودية تحدثت قبل أيام عن امكان ارسال الرياض قوات برية إلى سورية للمشاركة في الحرب على “داعش” ما اعتبر محاولة اميركية لا جهاض الجهود موسكوا في القضاء على خطر داعش ” كما بدت مطمئنة للمجتمع الدولي الذي عد التصريحات السعودية رسالة اميركية بتحدي الإرادة الدولية التي عبرت عن موقف موحد تجاه هذا الخطر في القرار الذي اصدره مجلس الامن قبل اسابيع. وطبقا لدوائر سياسية وديبلوماسية يمنية فإن المبادرة الاميركية الجديدة في الشأن اليمني جاءت في محاولة من واشنطن لإنقاذ حليفتها السعودية الغارقة في المستنقع اليمني وخصوصا وانها جاءت بعد اسبوع دام من الخسائر التي تكبدها النظام السعودي في جبهات الحرب التي تشنها الرياض تحت مظلة التحالف على اليمن في الجبهات الداخلية والحدودية.
ويشير هؤلاء إلى أن العمليات العسكرية النوعية التي نفذها الجيش واللجان الشعبية في الجانب السعودي من الحدود خلال الايام الماضية والتي تكللت امس بدحر قوات الجيش السعودي من ثلاثة مواقع عسكرية وفرض سيطرة كاملة على انحاء شاسعة شرقي مدينة الربوعة السعودية اثارت مخاوف واشنطن من تداعيات قد تهدد حقول النفط السعودي.
زاد من ذلك عمليات القصف النوعية التي استمرت القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية بشنها على اهداف استراتيجية في العمق السعودي والتي سجلت الاحد عمليتا اطلاق لصاروخين بالستيين من الطراز المطور يمنيا “قاهر 1” دكا على قاعدة خميس مشيط الجوية وهما الصاروخان اللذان قالت قيادة الجيش انهما اصابا هدفهما بدقة وتسببا في دمار كبير بداخل القاعدة العسكرية السعودية. ومن جهة اخرى فان واشنطن تبدو اليوم مرغمة اكثر من أي وقت مضى لممارسة ضغوط على حليفتها السعودية من اجل انهاء الحرب التي تشنها على اليمن تحت مظلة التحالف منذ اكثر من 10 اشهر خصوصا وان هذه الحرب لم تحقق الحد الادنى من اهدافها في اعادة ما يسمى الحكومة الشرعية قدر ما ساهمت في الانتشار الكبير لمسلحي “القاعدة” و” داعش” في المحافظات الجنوبية والشرقية اليمنية في ما بدا واحد من أهم منتجات التدخل السعودي الخليجي في الشأن اليمني في هذه الأزمة. ويقول ديبلوماسيون إن واشنطن التقطت هذه المرة الاشارات الروسية بحذر بعدما حديث موسكو العلني عن تسبب الحرب الدائرة في اليمن في تسهيل انتقال خطر تنظيم “داعش” من سوريا إلى اليمن فيما اعتبر اشارة اولية من موسكوا باحتمال تدخلها عسكريا لمواجهة خطر تنظيم “داعش” المتصاعد في اليمن. موقع المستقبل