قبسات قصيرة من كلام السيد حسين بـدر الدين الحوثي (9)
كلمات للسيد حسين الحوثي
الصمود
المؤمنون عادة من يكون إيمانهم صادقا بالله سبحانه وتعالى، ويفهمون ماذا يعني الإيمان به، ماذا يعني، وما يتطلب من أعمال، وما يترتب عليه من مسئوليات، ينظرون إليها نظرة شرف وافتخار واعتزاز بها، أنهم أصبحوا من يحملها، هم فيما بينهم كالجسد الواحد، كل منهم يحرص على أن تكون علاقته بأخيه علاقة قوية.
المؤمنون بلغ بهم إيمانهم إلى درجات عليا من الإنشداد نحو الله سبحانه وتعالى، والرغبة في الحصول على رضاه، والرغبة فيما وعد به أولياءه المؤمنين فأصبحوا لا يحتاجون – تقريبا – إلى من يعرضهم على الله ليبيعهم منه، بل هم من ينطلقون ليبيعوا أنفسهم من الله.
الصبر على الذل، الصبر على الخضوع،الصبر على القهر، الصبر والباطل يسود، والفساد ينتشر، والحق ضائع، والناس يظلمون، ويقهرون، وعباد الله يستضعفون، واليهود والنصارى يتحركون هنا وهناك، وأمريكا وإسرائيل تتحرك هنا وهناك، الصبر في هذه المرحلة هوذل، لا يمكن أن يسمى صبرة، إنه دل بكل ما تعنيه الكلمة، إنه ضياع للإيمان إنه انحطاط في النفوس.
المؤمنون يصبرون في ميادين العمل في مواجهة أعداء الله، ويتحملون مختلف الشدائد، مهما كانت، لأنهم صبروا ابتغاء وجه ربهم. سواء طالت المرحلة أو قصرت، هم حتى لم يضعوا لأنفسهم حدا معينا.
حين تصلي صلاة جديرة بأن ترفع لها ولو عدة أجهزة من مكبرات الصوت، صلاة ولو تريد أن يسمعها الناس على بعد، على مسافات بعيدة فلتكن صلاة معها ذلك المقوم الآخر الذي يجعلها قيمة هو الإنفاق في سبيل الله سبحانه وتعالى
أنا سأدفع السيئة التي بدرت منك بشكل زلة أدفعها بالكلمة الحسنة، ولا أبادلك بالكلمة عشرة، عندما تكون أنت طرف لا تزال إنسان لا تزال يمكن أن تسمى إنسان فأنت ستبادل الشعور وسأراك وأنت منکسر الخاطر أمام موقفي الحسن، فتصبح تنظر إلي، وتصبح وأنت تشعر بقربلك مني وكأنك ولي حميم صديق مقرب لي، هكذا يترك كظم الغيظ والعفو والدرء للسيئة بالحسنة.
من النعمة العظيمة على أن يكون لدي ابن صالح ينطلق في هذه الأعمال الصالحة، في هذه الميادين التي ترضي الله سبحانه وتعالى فيحظى على المكانة العظيمة، وأنا أشده، وأنا أشجعه، وأنا أدعمه، وأنا أؤيده، وأنا أقف معه قد يحظى ابني هذا بمكانة عظيمة عند الله، فيكون قربه هو الذي يساعد – من منطلق التكريم له – أن أحظى أيضا بالقرب من المكان الذي هو فيه.
ما أعظم دور الزوجات الصالحات في الدفع بالرجال، ما أعظم إسهام – المرأة الصالحة التي تربي – في صنع الأبطال، صنع الرجال صنع المجاهدين في سبيل الله.
المرأة تقع عليها مسئولية كبرى جدا، وهي زوجة، وهي أم، وهي قريبة من هذا الطفل تربية، وهي قريبة من هذا الرجل تؤيده وتدفع به وتصبره وتشجعه.
لقد بلغ الأمر بالنساء الإيرانيات أن أصبحن يفتخرن، تفتخر إحداهن بأنها أصبحت أم أربعة شهداء، وأخرى تفتخر بأنها أصبحت أم ثلاثة شهداء، وهكذا أصبحن يتفاخرن بأنهن أمهات شهداء، وزوجات شهداء.
بواسطة الأب قد تلتف الأسرة في جنات عدن في مقام واحد، بواسطة الابن قد تلتف الأسرة ويجتمع شملها في مكان واحد في الجنة، وقد يكون مكانا عاليا ببركة ذلك الابن. الأسرة بیركة تلك الزوجة، ببركة ذلك الزوج، بیركة تلك الأم قد يصلون إلى تلك الدرجة. لكن فيما إذا كانوا على هذا النحو يشدون بعضهم بعضاء
يختلف الأفراد في الأسرة أحيانا باعتبار واقع عملهم فيكون بعضهم له دور كبير يحظى بمكانة عظيمة عند الله سبحانه وتعالى، فتكرم كل أفراد الأسرة من أجله، فتصل إلى تلك الدرجة العظيمة التي وصل إليها؛ لأنها كانت تشجعه، كانت تؤيده، كانت تقف معه.
(إنما المؤمنون إخوة) لأن واقعهم في اهتماماتهم، في توجههم، في شعورهم بمسؤولية واحدة هو الذي يجعل منهم فعلا إخوة، أخوة إيمانية.. وما أعظم وأقوى روابط الإيمان بين أفراد المجتمع فيصبحون إخوة بما تعنيه الكلمة، أكثر من علاقة الأخوة التي سببها الطلب والبطن الواحد
التقوى حالة يخلقها الإيمان الواعي الصادق.