صمود وانتصار

دلالات ورسائل احتجاز السفن الثلاث في مياه اليمن

الصمود

احتجزت قوات خفر السواحل التابعة للجيش واللجان الشعبية  مساء أمس الاثنين، ثلاث سفن دخلت مياه اليمن الاقليمية في تحد واضح لكل القوانين الدولية البحرية وخرق للسيادة اليمنية، تبين لاحقا أن إحداهن سفينة سعودية. وتعهدت حركة أنصار الله بالإفراج عن السفن حال التأكد من أنها ليس لتحالف العدوان.

وقالت قوات خفر السواحل اليمنية مساء أمس الاثنين، إنه تم ضبط 3 سفن إحداهن سعودية تحمل اسم “رابغ 3” على بعد 3 أميال من جزيرة عقبان اليمنية دخلت المياه الإقليمية اليمنية دون إشعار مسبق.

وأوضحت قوات خفر السواحل في بيان أن طواقم العائمات المضبوطة لم يتجاوبوا مع دورية خفر السواحل بعد مناداتهم على القناة الدولية 16.

وأضافت “عدم تجاوب طواقم السفن المضبوطة تحدٍ واضح لكل القوانين الدولية البحرية وخرق للسيادة اليمنية”.

ولفتت إلى أنه تم إدخال السفن المضبوطة إلى رصيف ميناء الصليف بمحافظة الحديدة واتخاذ الخطوات القانونية والتخاطب مع الجهات المعنية.وتم احتجاز السفن الثلاث عند توجهها إلى ميناء بربرة في الصومال، قادمة من ميناء جازان في السعودية.

وأكدت قوات خفر السواحل اليمنية حرصها على سلامة المياه الإقليمية وضرورة الالتزام بالإجراءات المتبعة واحترام السيادة اليمنية ومياهها الإقليمية، مشيرة أنها لن تألو جهدا في اتخاذ كل الإجراءات الكفيلة بحماية المياه اليمنية.

الى ذلك، أكد رئيس اللجنة الثورية العليا ، الاستاذ محمد علي الحوثي، أنه سيتم الإفراج عن السفن التي احتجزتها قوات خفر السواحل اليمنية، قبالة جزيرة كمران في البحر الأحمر، في حال تبين أنها كورية.

وقال الحوثي، في تغريدة على “تويتر”، إن هناك حالة اشتباه بشأن هوية هذه السفن، وأن خفر السواحل يقوم بمهمته للتأكد من هويتها.. مشيراً إلى أنه لا قلق لا على الطواقم ولا غيرها.

وأضاف الحوثي، في تغريدته، أنه في حال تبين أن تلك القطع البحرية تتبع كوريا، ولا علاقة لها بالتحالف، فإنه سيتم الإفراج عنها بعد استكمال الإجراءات القانونية، كأي حالة مشابهة تتواجد في المياه الإقليمية اليمنية.

دلالات ورسائل احتجاز السفن الثلاث في مياه اليمن

من جهتها، قالت كوريا الجنوبية إن أنصار الله احتجزت 3 سفن، بينها سفينتان كوريتان، ومواطنين كوريين، قرب جزيرة كمران في اليمن، كما أوضحت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية في بيان أن 16 شخصا كانوا على متن هذه السفن، وأن 2 منهم كوريان.

وتأتي خطوة أنصار الله باحتجاز السفن التي خرقت سيادة مياهها الاقليمية، في وقت تواصل قوى العدوان القرصنة في حجز سفن المشتقات النفطية، وفي الوقت الذي التزمت الأمم المتحدة فيه الصمت تجاه ما تفعله قوى العدوان من ممارسات تهدد حياة الشعب اليمني بمختلف أطيافه.

وكانت قد أعلنت شركة النفط اليمنية، السبت الفائت، أن تحالف العدوان السعودي الأمريكي يواصل احتجاز السفن النفطية ويمنعها من الوصول إلى ميناء الحديدة لتغطية احتياجات المواطنين، موضحة أن تحالف العدوان لا يزال يحتجز 5 سفن نفطية بكمية إجمالية بلغت (88,390) طن بنزين و (57,493) طن ديزل.

ولطالما حذرت أنصار الله من كوارث صحية وبيئية وشيكة في البلاد بسبب انعدام المشتقات النفطية، مطالبة الأمم المتحدة بالتحرك العاجل لإدخال سفن المشتقات النفطية التي يمنع تحالف العدوان بقيادة السعودية دخولها إلى ميناء الحديدة غربي البلاد.

وكانت وزارتا الصحة والمياه اليمنيتين، قد حذرتا في بيانين (نشرتهما وكالة الأنباء اليمنية “سبأ”)، من أن استمرار احتجاز التحالف لسفن المشتقات النفطية في عرض البحر، سيؤدي إلى أوضاع كارثية في قطاعات الصحة والمياه والزراعة.

وكان الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة يوسف الحاضري حذر أيضا بقوله:”نحن على أبواب كارثة صحية كبرى، إن منع دخول المشتقات النفطية يعني الحكم بالإعدام على مئات الآلاف من المرضى، فالمستشفيات تعتمد على المشتقات النفطية اعتماداً كلياً في تزويدها بالطاقة لتشغيل الأجهزة الطبية والتشخيصية والعلاجية وتحريك سيارات الإسعاف والطوارئ ونقل الأطباء والمسعفين والعاملين الصحيين”، معبرا عن القلق من توقف غرف العمليات والعنايات المركزة والطوارئ والوسائل التشخيصية والعلاجية والمختبرات والحضانات في كل المستشفيات والمراكز الصحية جراء توقف مصادر تزويدها بالطاقة الكهربائية..

وسبق أن حملت وزارة الصحة العامة دول تحالف العدوان مسؤولية الوفيات التي تسقط يومياً بالمئات جراء الوضع الصحي المتدهور ومنع السفن النفطية من الدخول إلى اليمن، معتبرة أنه “لا يوجد ما يبرر هذا الرفض إلا الرغبة الشيطانية لقيادات دول العدوان لإماتة الإنسان اليمني”.

وطالبت المبعوث الأممي إلى اليمن “مارتن غريفيث” بالعمل من أجل رفع الحصار والسماح للسفن بالوصول إلى ميناء الحديدة خاصة والوضع الصحي لا يحتمل أي اضطرابات جديدة في المشتقات النفطية.

فيما قال وزير المياه والبيئة اليمني المهندس “نبيل الوزير” إن احتجاز المشتقات النفطية بما في ذلك وقود التشغيل (الديزل) سيؤدي إلى كارثة إنسانية وبيئية جراء توقف ضخ المياه وتوقف محطات الصرف الصحي خصوصاً مع انتشار الأمراض والأوبئة وفي مقدمتها وباء الكوليرا الذي ما زلت الجهود جارية لمكافحته.

كما حذرت شركة النفط اليمنية الشهر الماضي، من توقف خدمات كافة القطاعات الحيوية التي توفر الخدمات الأساسية للمواطنين بسبب عدم توفر المشتقات النفطية الكافية لتغطية احتياجاتها.

إذن، احتجاز أنصار الله للسفن النفطية التي خرقت سيادتها، حق مشروع لها وفق القوانين الدولية، وسيتم التصرف مع السفن المحتجزة وفق القانون، وكأي حالة قانونية تتواجد في المياه الاقليمية الدولية، كما أكد رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي.

ويرى بعض المراقبين أن احتجاز اليمن للسفن الثلاث، يأتي في إطار رد مماثل لمواصلة استيلاء تحالف العدوان السعودي الإماراتي على سفن المشتقات النفطية اليمنية وسفن المساعدات الغذائية والانسانية التي يحول العدوان دون وصولها الى ميناء الحديدة لتلبية احتياجات الشعب اليمني.